مجتمع

لأول مرة بتاريخ المغرب.. مناظرة تجمع النقابات والباطرونا تحت أنظار منظمة العمل

لأول مرة بتاريخ المغرب.. مناظرة تجمع النقابات والباطرونا تحت أنظار منظمة العمل

لأول مرة بتاريخ المغرب، شهد المغرب مناظرة تجمع النقابات والباطرونا بإشراف منظمة العمل الدولي، في لقاء حضره كل من  جيلبرت ف. هونجبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، ويونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات.

اللقاء الذي شهد حضور كل من الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل والنعم ميارة، الأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وخالد العلمي لهوير، النائب الأول للأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وشكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وفي هذا الصدد أبرز المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبر فوسون هونغبو، في اللقاء الذي جاء تحت شعار الإرادة السياسية “البناءة” للحكومة المغربية من أجل النهوض بالدولة الاجتماعية الكفيلة بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، أن هذه الإرادة السياسية تندرج في إطار “بعد اجتماعي واضح”، تمت بلورته بعناية وتنفيذه من قبل الحكومة المغربية في تناغم تام مع باقي الشركاء الاجتماعيين، لا سيما أرباب المقاولات والمنظمات الاجتماعية.

وأوضح أن “الحوار الاجتماعي ينبغي أن يكون في صلب أي إستراتيجية للتنمية الاقتصادية”، منوها بـ “التوافق” الذي طبع الحوار ثلاثي الأطراف بالمغرب (الحكومة وأرباب المقاولات والنقابات) الذي تم وفق “مقاربة بناءة”.

ومن ثمة، يضيف المسؤول الأممي، “تحققت مكتسبات مكنت، على الخصوص، من تقليص الكلفة الاجتماعية والمالية والاقتصادية المحتملة المترتبة عن ذلك”.

وفي معرض تطرقه للحق في الإضراب، أعرب المدير العام لمنظمة العمل الدولية عن أمله في أن يصل الحوار الاجتماعي الثلاثي بالمغرب إلى “حل وسط” دون المساس بحقوق أرباب العمل والمستخدمين على حد سواء، مبرزا، في هذا الصدد، الحماية الاجتماعية وإنعاش الشغل.

وأضاف أن هذين الهدفين مترابطان وينبغي ترجمتهما إلى سياسات اجتماعية ذات جودة، وهذا في بلد (المغرب) يعمل على “مأسسة” الحوار الاجتماعي، في أفق إحداث “مرصد وطني للحوار الاجتماعي”.

من جانبه، قال وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، إن الحوار الاجتماعي بالمغرب “رائد” ويروم النهوض بالدولة الاجتماعية، وفقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك.

وأضاف السكوري، في تصريح صحفي، أن هذا اللقاء يندرج في إطار زيارة العمل التي يقوم بها المدير العام لمنظمة العمل الدولية، والتي تشهد على الإشعاع الدولي للمغرب والمكانة التي يحظى بها، بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأبرز أن “هذا اللقاء يكتسي أهمية أكبر كونه يأتي بعد التوقيع، في 29 أبريل 2024، على الاتفاق الاجتماعي ثلاثي الأطراف بين الحكومة والهيئات النقابية الأكثر تمثيلية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، بهدف تنفيذ الالتزامات الواردة في اتفاق 30 أبريل 2022 وترسيخ ممارسة المفاوضة الجماعية والمشاركة في القضايا الاجتماعية الأساسية لإرساء الدولة الاجتماعية.

ويندرج هذا المؤتمر الذي نظم اليوم الأربعاء 8 ماي بقاعة الحوار الاجتماعي بمديرية الشغل بالرباط، ضمن زيارة العمل التي يقوم بها جيلبرت ف. هونجبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية للمملكة المغربية، وهي الزيارة التي تشهد على المكانة والحضور الدوليين اللذين تحظى بهما بلادنا على الصعيد الدولي، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وتكتسي هذه التظاهرة أهمية خاصة، كونها تعقب التوقيع عل الاتفاق الاجتماعي الثلاثي الأطراف بين الحكومة والهيئات النقابية الأكثر تمثيلية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، في 29 أبريل 2024، ويروم تنفيذ الالتزامات المتضمنة في اتفاق 30 أبريل 2022 وتعزيز ممارسة المفاوضة الجماعية والمشاركة في القضايا الاجتماعية الأساسية لإرساء الدولة الاجتماعية.

وتمحورت النقاشات بالأساس حول العلاقة الجوهرية بين الحوار الاجتماعي والدولة الاجتماعية، حيث استحضر المتدخلون الأدوار الحاسمة التي يضطلعان بها استراتيجيا ووظيفيا، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي. كما أكدوا على ضرورة إرساء دعائم متينة لإنجاح تنفيذ مخرجات الحوار الاجتماعي خاصة في بيئة تتسم بعدم اليقين المتزايد بسبب التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، سواء كانت ظرفية أو هيكلية، كما شدد المتدخلون على أهمية المرونة والقدرة على تكييف السياسات الاجتماعية لمواجهة هذه التحديات.

وقد أتاح اللقاء الفرصة لتبادل وجهات النظر حول التحديات والفرص المرتبطة بتكييف الحوار الاجتماعي مع التغيرات التي يعرفها عالم الشغل والتحولات التنظيمية والمناخية والإجرائية والتكنولوجية. كما كان فرصة لتقاسم الرؤى حول آليات تقوية الحوار الاجتماعي لتعزيز مناخ الاستقرار والعدالة الاجتماعية، وكذلك حول الاستراتيجيات الناجعة لتثمين المكاسب الاجتماعية والاستجابة للتحديات الجديدة.

وأكد المشاركون على ضرورة إرساء دعائم متينة لإنجاح تنفيذ مخرجات الحوار الاجتماعي، خاصة في بيئة تتسم بتزايد عدم اليقين بسبب التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، سواء كانت ذات صبغة ظرفية أو بنيوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News