الجزائر تطلق الرصاصة الأخيرة بجسد الاتحاد المغاربي.. البكوش لمدار21: لم أتوصل بدعوة لأحضر القمة

قال الأمين العام لاتحاد المغرب العربي المنتهية ولايته الطيب البكوش، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن سبب عدم حضوره للقمة العربية التي تنطلق أشغالها اليوم الثلاثاء بالجزائر، هو عدم تلقيه دعوة من البلد المستضيف.
وأوضح بكوش للجريدة، أنه سبق وتلقى قبل أشهر دعوة من الجامعة العربية، لكنه لم يتلق دعوة من الجزائر، و”لذلك ببساطة لن أحضر هذه القمة”.
ورفض البكوش التعليق على أسباب عدم تلقيه الدعوة، رغم أن اتحاد المغرب العربي عضو ملاحظ بجامعة الدول العربية، واكتفى بالقول: “لا أريد أن أصدر أحكاما، أنا فقط أؤكد على وقائع حصلت بالفعل”.
وبعدم دعوة البكوش ومواصلة استفزاز الوفد المغربي، تكون الجزائر قد أثبتت أنها اختارت التحالف مع دول أخرى، و”تجاهل” الوحدة المغاربية، والتي كان من الممكن أن تكون القمة فرصة لإعاد انبعاث رمادها من جديد، خاصة عقب التطورات الأخيرة بين المغرب وتونس والجزائر.
بالمقابل، قال مصدر دبلوماسي، إن الجزائر بررت عدم دعوة البكوش بكونه لم يعد أمينا عاما بل “مجرد مسؤول عن تسيير الأمور الجارية إلى حين تعيين أمين عام جديد”.
كما أكد المصدر ذاته أن الرئيس التونسي الحالي “لا يرغب بلقاء البكوش”، نظرا لمواقف الأخير الرافضة لسياسة قيس سعيد.
وفي نفس السياق، استبعد الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، أن تستطيع القمة العربية “لم الشمل” العربي وتوحيد الصفوف، كما دعا منظموها في شعارهم، معتبرا أنها ستحقق إنجاز عظيما إذا استطاعت خفض الاحتقان.
وقال المرزوقي في حوار مقتضب مع جريدة “مدار21” إن الانتظار من القمة العربية، والتي تستضيفها الجزائر، أن توحد العرب “مثل انتظار الحليب من الثور”، على حد تعبيره.
ورغم أن الجزائر وضعت هذه القمة الحادية والثلاثين للمنظمة العربية تحت شعار “لمّ الشمل”، إلا أنها فشلت في ذلك حتى قبل أن تبدأ، حيث أن عدة دول، لن تكون ممثلة بقادة دولها، لعل أبرزها المغرب، إذ خرج وزير الخارجية ناصر بوريطة ليؤكد عدم العاهل المغربي محمد السادس، بسبب “اعتبارات إقليمية”.
وإلى جانب الملك محمد السادس، اعتذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن المشاركة في قمة الجزائر رسميا بسبب مشكلة صحية في الأذن، كما تعذر على رئيس الإمارات وملك البحرين وملك الأردن وسلطان سلطنة عمان الحضور.
وتستضيف الجزائر لأول مرة منذ 3 سنوات القمة العربية، في ظل استمرار الانقسامات حول الصراعات التي تشهدها المنطقة، ومن المرتقب أن تكون قراراتها الرئيسية السبعة مرتبطة بدعم القضية الفلسطينية والأزمات العربية في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان، وإصلاح الجامعة العربية ومكافحة الإرهاب، والموقف من سد النهضة الإثيوبي، ودعم تنظيم مصر لقمة المناخ المرتقبة، ورفض “التدخل” الإيراني بالشؤون العربية.
بينما يتوقع أن يصدر عن قمة الجزائر على مستوى القادة استراتيجية هي الأولى من نوعها متعلقة بالأمن الغذائي لاسيما بعد تضرر دول عربية عدة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير الفارط.