سياسة

الشيخي: المغرب لا زال مترددا في الإصلاح واتفاقات التطبيع “فاجعة وطنية”

الشيخي: المغرب لا زال مترددا في الإصلاح واتفاقات التطبيع “فاجعة وطنية”

أكد عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، أن المغرب “لازال مترددا في مساره الإصلاحي ومازالت بعض المؤشرات المقلقة تشوش على الحصيلة المنجزة، وتمس بسمعة المغرب في الخارج”، منتقدا في السياق نفسه اتفاقات التطبيع بين المغرب وإسرائيل معتبرا أنها “فاجعة وطنية”.

جاء ذلك في كلمة عبد الرحيم الشيخي، اليوم الجمعة 14 أكتوبر، خلال الجلسة الافتتاحية للجمع العام الوطني السابع لحركة التوحيد والإصلاح التي يرأسها، التي أكد خلالها أن المؤشرات السلبية توجد بالرغم مما شهدته العشرية الثانية لهذا القرن ببلادنا من انتعاش إصلاحي هام “سواء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتطوير البنيات التحتية أو من خلال الإشعاع الخارجي الذي بصم مرحلة الإصلاح في ظل الاستقرار”، مشيرا في السياق نفسه إلى “بلورة نموذج تنموي جديد وإقرار عدد من النصوص التشريعية والقوانين التنظيمية والمخططات القطاعية”.

وقال الشيخي إن “حركة التوحيد والإصلاح إذ تنبه لهذه المؤشرات السلبية فإنها لا ترمي إلى إضعاف بلادنا والتشويش على ما تم إنجازه، بل لأنها تؤمن أن قوة البلاد تكمن أساسا في ما يتمتع به المواطنون والمواطنات من حرية للتعبير والنقد البناء والاقتراح الإيجابي من أجل الإسراع في معالجة الاختلالات وتداركها، واستئناف مسار التقدم والنهوض بدل الانتكاس والجمود”.

وأورد الشيخي أنه في مقدمة المؤشرات المقلقة “تعثُّر تنزيل الاختيار الديمقراطي خاصة على مستوى تدبير الاستحقاقات الانتخابية، واستمرار بعض التجاوزات الحقوقية؛ وأيضا استمرار بعض مظاهر الفساد وغلاء الأسعار وإضعاف القدرة الشرائية”.

ودعت الحركة على لسان رئيسها “لجرعات حقيقية لاستعادة الثقة في مسار الإصلاح؛ مدخلها الأساس إرادة سياسية صادقة لاستكمال ورش الإصلاح السياسي والاقتصادي، وإطلاق مصالحة حقوقية جديدة والإفراج عن المعتقلين لأسباب سياسية أو حقوقية”.

وشدد الشيخي على ضرورة “استعادة الثقة بإجراءات حقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وضمان العيش الكريم ودعم الفئات الهشة، ومكافحة الفساد وإبعاد رموزه من مواقع تدبير الشأن العام وتجريم الإثراء غير المشروع، ومضاعفة الاهتمام بالشأن الثقافي”، مؤكدا على أن نجاح “النموذج التنموي المنشود يظل رهين الاهتمام بالعنصر البشري والرأسمال الاجتماعي وخاصة القيم الجامعة للمغاربة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية”.

التطبيع.. فاجعة وطنية

وعلى صعيد آخر، أكد عبد الرحيم الشيخي في كلمته أن اتفاقات بلادنا مع الكيان الصهيوني شكلت “فاجعة وطنية، خاصة في ظل ما تبعها من علاقات تطبيعية في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والعلمية والثقافية والرياضية والسياحية”.

وكشف الشيخي أن مواقف حركة التوحيد والإصلاح رافضة “لأية علاقة مع الكيان الصهيوني المجرم الذي يتخذ من هذه الاتفاقات غطاء آخر لتصعيد همجيته وجرائمه في أرض فلسطين المباركة”، مجددا التأكيد على أن “بلادنا لم تجْنِ ولن تجْنِيَ خيراً من العلاقة مع الصهاينة”.

وفي هذا السياق أشار الشيخي إلى أنه “أمامنا تجارب عربية عديدة لم تحقق سوى الخراب والوهم من تطبيعها مع الكيان المحتل”، مجددا نُصح الحركة ودعوَتَها للمسؤولين في الدولة المغربية “بالتراجع عن هذا المسار وتصحيح هذا الخطأ، وتُنَبِّهُ وتُحذِّر مجددا من مخاطر الاختراق الصهيوني للدولة والمجتمع”.

وأورد الشيخي “ولا يفوتنا في هذا المقام للإنصاف، تثمين جهود الدولة المغربية المبذولة في دعم الشعب الفلسطيني ولا سيما جهود وكالة بيت مال القدس في مجال الإعمار في القدس الشريف”.

وأفاد رئيس حركة التوحيد أن السنوات الأخيرة شهدت “نكبة مأساوية للقضية الفلسطينية وذلك عقب ما سمي بـ “صفقة القرن” المشؤومة التي رعتها إدارة ترامب الأمريكية، وكان من نتائجها توقيع اتفاقات مع دول عربية ضمنها للأسف بلدنا المغرب”.

وقال الشيخي إن السنوات الأخيرة شهدت “تصاعد وتيرة العدوان الصهيوني وخاصة في استباحة المسجد الأقصى والاعتداءات المستمرة على المقدسيين والمرابطين وعموم أبناء فلسطين واغتيال الصحفيين وغيرهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع”.

وأورد “إن صمودَ الفلسطينيين وثباتَهم على الحق يعطي دروسا لمختلِف شعوبِ العالم وأحرارهِ، كما يؤكد أن القضية لا تخضع للتقادم وأنه لا حل سوى بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وإنهاء العدوان الصهيوني”، مجددا دعم الحركة للشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة، مناشدا أحرار العالم المبادرةَ إلى نصرة النضال الفلسطيني ومناهضة الاحتلال الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News