الطالبي: الحرب الأوكرانية عَمَّقَتْ معاناة المنطقة والبرلمانات مدعوة للتحلي بروح الاستباق
أكد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن هناك سياقٍا إقليميا ودوليا بالغِ الصعوبة، يزيدُ من تعقيدِه تعاقُبُ الأحداثِ، والنزاعاتُ المسلحة والأزمات، وتراجعُ الثقة في العلاقاتِ الدولية، لافتا إلى إن الأزماتِ والتحدياتِ التي تواجهُ المجموعةَ الدولية لم يَشْهَدْها العالمُ منذ نهايةِ الحربِ العالمية الثانية.
وفي معرض كلمة له اليوم الاثنين خلال اجتماع الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أوضح الطالبي أنه “كان أملُ البشريةِ أن تتعافَى الاقتصاداتُ وتَنْطَلِقَ دينامياتٌ جديدةٌ في المبادلاتِ الدولية، إلا أن احتدامَ النزاعاتِ الإقليميةِ، واندلاعَ نزاعٍ جديد في شرق أوروبا كَبَحَ كل هذه الديناميات، وعَمَّ الإحساسُ والحذَرُ من أجواء الحرب مِمَّا تسبب في صدمةٍ طاقيةٍ حادةٍ وواسعةِ النطاقِ نَعرفُ جميعُنا كُلْفَتَهَا وتداعياتِها”.
وسجل رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أن انعكاسات الحربِ في أروبا خيمت على الأسواق حيث يسودُ التَّوَجُّسُ واللايقينُ وعدمُ الثقةِ في المستقبل مما أثر على الإنتاج والتَّوريد، وساهم في رفع أسعار المواد الأساسية، ورَسَّخَ الشكوك بشأن الأمن الغذائي، مع ما لذلك من انعكاساتٍ على الاستقرار الاجتماعي في الجنوبِ كما في الشمالِ.
وأكد الطالبي، أن المنطقة الأرومتوسطية تعتبرُ من المناطقِ الجيوسياسيةِ الأكثرَ تضرراً من هذه السياقاتِ الدوليةِ والإقليميةِ المتفجرةِ أحياناً وغيرَ المستقرةِ في حالاتٍ أخرى، مبرزا أن أن العواملَ الجديدةَ عَمَّقَتْ من معاناةِ المنطقة وزادتْ الأوضاعَ فيها تأزيماً، لاسيما الفضاءُ الجيوسياسي الذي عانَى ويُعاني أكثر من جميع عوامل عدم الاستقرار ومظاهرِه.
وأوضح أنه يَنتج عن كل هذا تعميقُ الفوارقِ داخل البلدِ الواحد وبين شمال وجنوب حوض المتوسط، وتفاقمُ الهجرة غير النظامية وغير الآمنة، مع كل المآسي اليومية التي تنجمُ عن ذلك، مشيرا إلى أن دول المنطقة تتقاسم نَفْسَ القلقِ وعَدَمِ التفاؤلِ بالمستقبلِ في ضوءِ تطوراتِ الاحداث، بقدرِ تقاسُمِنا لدرجةِ الشعورِ بالمسؤولية إزاءَ الحاضرِ والمستقبلِ.
وبناء على ذلك، دعا رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إلى بناء سياساتٍ ورُؤًى برلمانيةً جديدةً متأصلةً، وإلى الاجتهاد من أجل آلياتِ شراكةٍ تتلاءمُ مع الأحداثِ المتلاحقةِ وتكونُ في مستوى حجمِ التحديات الخطيرة التي نواجهها.
في هذا الصدد، قال رئيس مجلس النواب، “نحن مدعوون كذراعٍ برلمانيةٍ لهذه الشراكة، إلى التحلي بروح التَوَقّعِ والاسْتباقِ والمساهمة في الوقاية من النزاعات وتناسلها، فلا تنمية ولاديموقراطية، دون أمن مشترك، ودون سلم مستدام”.
وطالب المسؤول المغربي، برلمانات الأورومتوسطية، بتصحيح تمثلاتها عن عدد من الظواهر الاجتماعية، وفي مقدمتها ظاهرةُ الهجرةِ غير النِّظامية، مشددا على ضرورة التصرف إزاءَ هذه الظاهرة، على أساس أننا في مواجهةٍ وصراعٍ مع عصاباتِ الاتجارِ في البشر وفي مآسي الناس، لا في صراعِ مع المهاجرين المدفوعين إلى الهجرةِ بالفقر وعدم الشعور بالأمن.
