سياسة

فاس.. حملة إلكترونية مطالبة بحافلات النقل وفاعل: صراعات سياسية تؤخر الحل

فاس.. حملة إلكترونية مطالبة بحافلات النقل وفاعل: صراعات سياسية تؤخر الحل

مباشرة بعد انعقاد دورة أكتوبر لمجلس مدينة فاس، وما شهدته من تبادل للاتهامات بين المجلس الحالي الذي يقوده عبد السلام البقالي والمجلس الأسبق الذي ترأسه حميد شباط، بخصوص ملف النقل الحضري بالمدينة، إضافة إلى الصراع داخل الأغلبية بالمجلس حول الملف نفسه، انخرط عدد كبير من المواطنين بمدينة فاس في حملة الكترونية تحت وسم “#بغينا_طوبيسات_فاس” داعين إلى تجديد أسطول الحافلات بالمدينة.

وشارك المواطنون المنخرطون بهذه الحملة عددا كبيرا من الصور التي تبرز الوضعية المهترئة للحافلات التابعة لشركة “سيتي باص”، وحالة الاكتظاظ الكبير والأعطاب المتكررة التي تعيشها، منتقدين الشركة التي فازت بصفقة التدبير المفوض لقطاع النقل منذ سنة 2012 على عهد المجلس الذي قاده حميد شباط حينها بعد إنهاء الوكالة الحضرية للنقل.

وفي هذا السياق، قال زكرياء التلمساني، المستشار بمقاطعة أكدال فاس عن حزب الاشتراكي الموحد، في تصريح ل”مدار21″، إن الحملة “تأتي بفعل الوضعية الكارثية للنقل الحضري بمدينة فاس، بسبب الحالة الميكانيكية للحافلات التي أصبحت مهددة بالاحتراق فأي لحظة، الأمر الذي يشكل خطرا على حياة مرتفقي هذه الحافلات، إضافة إلى سقوط هذه الحافلات في حالة عطب متكررة، ما يخلق عرقلة كبيرة في حركة السير والجولان بالمدينة”.

الناشط السياسي والمدني نفسه أكد أنه من بين الإشكالات التي يعيشها النقل الحضري بمدينة فاس “النقص المهول في عدد الحافلات الذي يتفاقم مع مرور الوقت”، مضيفا أنه “على نقص عدد هذه الحافلات فحالتها مهترئة إضافة إلى الاكتظاظ الكبير الناتج عن قلتها، وكذا التأخر الكبير من حيث مواعيد وصولها، التي تتجاوز ساعة من الزمن ما يسبب في هدر زمن المواطنين”.

وأشار التلمساني إلى مشكل آخر تسببه هذه الحافلات منذ المجالس السابقة مع انتقال هذا القطاع إلى التدبير المفوض و”المتعلق بالولوجيات بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة والنساء الحوامل والأشخاص المسنين”.

وبخصوص انخراط ساكنة فاس في هذه الحملة أفاد المستشار بمقاطعة أكدال أن “هذه المشاكل حفزت التفاعل المنقطع النظير للساكنة والسريع مع حملة “بغينا طوبيسات فاس”، مشيرا إلى أن ذلك ما تجلى في تفاعل الصفحات “الفايسبوكية” وجماهير الفرق الرياضية بالمدينة والعديد من المواطنين.

وأضاف المتحدث أن المواطنين تفاعلوا ميدانيا مع هذه الحملة، مؤكدا أن عدد من التلاميذ وأولياء أمورهم أوقفوا حافلات الشركة بجماعة أولاد طيب احتجاجا على الأزمة التي أصبح يخلقها ملف النقل الحضري بالمدينة”.

هذه الحملة، وفق التلمساني، جاءت بعد الصراعات السياسية الضيقة بين أطراف داخل الأغلبية بمجلس المدينة، إذ توجد، حسبه، أطراف تدافع عن بقاء شركة “سيتي باص” وأخرى ترفض بقائها، مضيفا “لكن الساكنة لا تهمها هذه الخلافات بقدر ما يعنيها دخول أسطول حافلات جيدة لتعويض الحافلات المهترئة الحالية، بما يليق بكرامة الفاسيات والفاسيين”.

مزايدات “سياسوية”

وأضاف التلمساني أن الصراعات داخل الأغلبية بخصوص بقاء الشركة من عدمه تختزل “تضارب الريع” داخل المجلس، لأن هناك من يريد بقاء “سيتي باص” لوجود مصالح تربطه معها، وهناك أطراف تنتقد بقائها بسبب ما يشاع حول تفاوضه مع شركة “ألزا” لتعويضها مستقبلا.

وأردف الفاعل السياسي والمدني أن هذا الملف شهد على المستوى السياسي مجموعة من المزايدات، منها تلك الصادرة عن العمدة عبد السلام البقالي بخصوص تغريم الشركة الذي يتراكم في حال لم تُدخل أسطولا جديدا، مضيفا أن هذا الأمر وصل إلى طرف محايد متمثل في لجنة تحكيم من وزارة الداخلية التي حكمت بتغريم الشركة ما يناهز 41 مليار، الأمر الذي تطرق له العمدة خلال الدورة الأخيرة.

وتابع التلمساني أن الملف شهد كذلك مزايدة سياسية من طرف نائب العمدة عبد القادر البوصيري الذي كان مكلفا بملف النقل، الذي صرح أنه سيقدم استقالته في حال لم تفسخ الشركة عقدتها مع مجلس المدينة، في حين أن الشركة لا تزال موجودة ولم يقم بأي خطوة.

وصرح التلمساني بأن المسار القانوني الذي ذهب فيه المجلس “انطلق منذ مدة طويلة دون أن ينتج أي حل، إذ طالما سمعنا عن تغريم الشركة وعن لقاءات العمدة مع مسؤوليها، وتأكيده أن الشركة ستؤدي الغرامة لفائدة المجلس على دفعتين، والساكنة تنتظر ما إذا كان العمدة سيفي بكلامه”.

وانتهى المستشار عن حزب الاشتراكي الموحد إلى أن المواطن الفاسي “ملّ من الانتظار وأن الحملة ستتواصل إلى أن يدخل أسطول جديد للحافلات إلى المدينة”، مضيفا أنه من الممكن جدا ألا تبقى هذه الحملة حبيسة المستوى الافتراضي فقط، في إشارة إلى إمكانية تجسيد احتجاجات ميدانية على خلفية ملف النقل بالمدينة.

وسبق أن شهدت مدينة فاس العديد من الاحتجاجات والوقفات أمام مقر الشركة، خاصة من لدن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالمدينة، للمطالبة بتحسين خدمات الشركة وتخصيص خطوط مباشرة واحتجاجا على الرفع المتكرر في أثمنة بطائق اشتراك الطلبة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News