مجتمع

تقارب “ملغوم” بين موريتانيا وبوليساريو.. هل تخرج نواكشط عن حيادها في قضية الصحراء المغربية؟

تقارب “ملغوم” بين موريتانيا وبوليساريو.. هل تخرج نواكشط عن حيادها في قضية الصحراء المغربية؟

استقبال رئيس الجمهورية المورتانية لأحد زعمات البوليسارية الانفصالية، وقيادات من الجبهة يلتقون بعدها بأيام بأحزاب الأغلبية (باستثناء حزب الإنصاف الحاكم)، كلها إشارات تبرر طرح سؤال تدور رحاه حول إمكانية خروج نواكشط عن حيادها “الإيجابي” في قضية الصحراء المغربية، والتي كانت إلى وقت قريب تؤكد أنه “مبدأ” يرتكز على احترام جميع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.

الخبير في شؤون الصحراء، نوفل بوعمري، يؤكد أن علاقة الدولة الموريتانية بتنظيم البوليساويو لا يمكن تفسيرها بمعزل عن فهم سياق العلاقة التي جمعت بين الطرفين خاصة على مستوى تأسيس الجبهة وما تلاها من أحداث بالجوار الموريتاني.

ويشير المتحدث في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذا التعقيد التاريخي ظل مؤثرا في علاقة موريتانيا بالبوليساريو خاصة وأن الحكومات التي تعاقبت عليها ورثت موقف الاعتراف من هذا التنظيم ولم يتم تعديله أو التراجع عنه لهذا التداخل التاريخي الموجود ولوضعية موريتانيا الجغرافية التي هي في َوضعية تماس مع مخيمات تندوف.

واعتبر أن “هذا الرضا أرخى لسنوات بظلاله على الكيفية التي تعاطت بها موريتانيا مع تنظيم البوليساريو وملف الصحراء ككل، إذ أن موقفها تطور وصل للإعلان بشكل رسمي وعلني عن كون موريتانيا تقف على مسافة واحدة من أطراف النزاع خاصة المغرب والجزائر، وقد أعلنت عن موقفها أثناء الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حيث أعلنت الحكومة الموريتانية رسميا عن موقف الحياد الإيجابي، وكذلك دعمها للعملية السياسية ولقرارات مجلس الأمن وهذا في حد ذاته تطور إيجابي في الموقف الموريتاني الذي أصبح أكثر اتزانا بهدف للوقوف على مسافة واحدة من الجميع تعلن من خلالها موريتانيا عن دعمها للمجهودات الأممية وهي بذلك تلتقي موضوعياً مع المغرب، لأن من يقف اليوم ضد قرارات مجلس الأمن ومن يعرقل العملية السياسية هو النظام الجزائري، بالتالي على هذا المستوى المغرب مستفيد من هذا الموقف ويستثمره على الصعيد الأممي”.

وعن إمكانية تأثير الجزائر على حياد تواكشط، بعد دعوة موريتانيا، وبشكل رسمي، لبناء خط أنابيب يربط حقول الغاز الموريتانية بشبكة أنابيب الغاز الجزائرية بما يسمح بتصديره إلى أوروبا، قال المحلل السياسي، إن ما تعلنه الجزائر من مشاريع قصد محاولة استمالة العديد من الدول، هي في أغلبها مشاريع غير منتجة أو وهمية، “فموريتانيا هي جزء من مشروع الغاز الذي سيربط المغرب بنيجيريا والذي جرى التوقيع على الأحرف الأولى لتنزيله على أرض الواقع، بالتالي فالنظام الجزائري الذي خسر ورقة نيجيريا يريد عرقلة تنفيذ هذا المشروع الكبير بمحاولة استمالة موريتانيا”.

وشدد على أن الدولة الموريتانية تعي أن مصلحتها في المشروع المغربي النيجيري وفي تقوية حضورها بإفريقيا من خلال المشاريع الاقتصادية التي يعلن عنها المغرب خاصة ميناء الداخلة الذي سيستفيد منه أيضا ميناء نواذيبو وسيشكل رافعة اقتصادية لكلا البلدين، مبرزا أن موقف موريتانيا واضح، “ومحاولات الدولة الجزائرية التشويش عليه من أجل خلق أزمة مفتعلة مع المغرب لن تنطلي على الجانبين، وما يهم هو أن يستمر المغرب في دعم علاقته بموريتانيا اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا وربطها بمختلف المشاريع الكبرى التي سينشئها المغرب بالمنطقة”.

وفي آخر تصريحات رسمية حول الموضوع، عبر وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، عن موقف بلاده الثابت من النزاع، ودعمه لجهود الأمم المتحدة، ولكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الرامية إلى إيجاد حل مستدام ومقبول لدى الجميع، وذلك في كلمته خلال اجتماع الجمعية للأمم المتحدة، الثلاثاء 27 شتنبر.

كما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد اشروقة، أن بلاده تتبنى، موقف الحياد الإيجابي، كما تحرص وتعمل بشكل مستمر على أن تكون علاقاتها الثنائية متميزة مع كل الأطراف، مع استعدادها التام وإرادتها الصادقة في اتجاه كل ما من شأنه أن يساهم في إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية.

وأبرز المسؤول الموريتاني خلال مؤتمر صحافي، منتصف شتنبر الفارط، أن موريتانيا حريصة على أن تكون جزءا من الحل في قضية الصحراء لا جزءا من المشكلة، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News