سياسة

ادمينو: خطاب العرش يضع الجزائر أمام مسؤوليتها التاريخية

ادمينو: خطاب العرش يضع الجزائر أمام مسؤوليتها التاريخية

قال المحلل السياسي، ورئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط عبد الحفيظ ادمينو، إن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش، “يضع الجزائر أمام مسؤوليتها التاريخية” من جهة وسيصحح الصورة النمطية على المغرب التي يراد انتاجها داخل الجزائر من طرف بعض وسائل الإعلام الجزائرية”.

واعتبر ادمينو، في حديثه لـ”مدار 21″، أن دعوة الخطاب الملكي الرئيس الجزائري، “للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك” هي “رسالة موجهة إلى الشعب الجزائري، على اعتبار أن المغرب لم يكن أبدا مصدر خطر بالنسبة للجزائر، بل إن المملكة حريصة على امن الجزائر واستقراره”.

وأضاف أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، و”بالتالي فإن أي ترويج من قبل النّخبة العسكرية أو جزء من الإعلام الجزائري هو بطبيعة الحال مُجانب للصواب، والمغرب يظل دائما يمده يده ليس فقط إلى النخبة الجزائرية الحاكمة، بل أيضا إلى الشعب الجزائري، وهو أمر مهم جدًّا “، لافتا إلى تأكيد الخطاب الملكي أن “الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات.”

وأشار إلى أن الخطاب الملكي تحدث عن أن مسؤولية إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب لا يتحمل مسؤوليته الملك محمد السادس ولا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ولا الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على اعتبار أن الإغلاق كان في سنة 1994، حيث لم تعد نفس ظروف السياق الإقليمي هي نفسها آنذاك، حيث طبعت هذا السياق متغيرات جديدة خاصة ما يقع في ليبيا وتونس وموريتانيا.

في المقابل، سجل ادمينو، أن “اليوم باتت مبررات إغلاق الحدود لا تصمد أمام العلاقات تنشأ بين الشعبين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت لا تؤدي فيه فلسفة الإغلاق هاته إلا إلى إنهاك الاقتصاد والمس بالمصالح المشتركة للبلدين”، مبرزا أن الخطاب الملكي أكد أن أما ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل، فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة”.

من جانب آخر، أوضح المحلل السياسي، أن اللغة ذات البعد الإنساني تجاه الجارة الجزائرية التي تحدث بها الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش ليست وليدة اليوم، بل سبق للملك محمد السادس أن استعمل هذه اللغة منذ 2008، عندما أكد على ضرورة فتح علاقات جديدة مع الجزائر وزيارات المسؤولين المغاربة، معتبرا أن “أهمية هذه اللغة، في خطاب الذكرى 22 لعيد العرش، تكمن في كونها تأتي في سياق التوتر الذي عرفته العلاقة بين المغرب والجزائر  خلال الأسابيع الماضية، بعد الورقة التي تقدم بها سفير المغرب الدائم بالأمم المتحدة عمر هلال”.

وسجل ادمينو، أنه في جميع مبادراته تجاه الجارة الشرقية، كان المغرب دائما يبدي حرصه بأن تكون علاقته مع الجزائر مغايرة لما هو عليه الوضع حاليا لكن نلاحظ أن الجزائر وفي إطار ردودها إما أنها لا تتفاعل إيجابا مع هذه الدعوات و إما أن تعمد إلى التصعيد من لهجتها ومن خطابها خاصة ما يتعلق بالقضايا الخلافية وما سماها الخطاب الملكي الأخير بـ”الجسم الدخيل”

وفي هذا الصدد، قال رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط “لاحظنا يوم أمس أن الملك محمد السادس، استحضر البعد الحضاري والإنساني والعلاقة مع الشعوب فضلا عن تنبيهه إلى أن هناك مصادر للتواصل يتعين استثمارها خاصة ما يتعلق بالقنوات الدبلوماسية والإعلامية”.

وفي انتظار طبيعة المواقف التي ستعبر عنها الجزائر، إزاء ما ورد في خطاب العرش، قال ادمينو، إن “استجابة الجزائر للنداء الملكي المتكرر تتوقف على مدى قدرة الرئيس الجزائري على تفعيل صلاحياته وممارسته سلطاته خاصة في المجال الدبلوماسية، سيما ما يتعلق بمحيط المؤسسة العسكرية، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن هذه الأخيرة كانت عبر تاريخ التجربة الجزائرية هي المتحكمة في دواليب السلطة في مواجهة المصالح المغربية”.

لكن في المقابل، يستدرك المحلل السياسي ذاته، بدا لافتا أن تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومنذ وصوله إلى السلطة بعيدة عن خطاب التوتر والمواجهة المباشرة مع المغرب فيما جاءت التصريحات العنيفة ضد المغرب من مسؤولين عسكريين، مشددا على التطورات الإقليمية، تفرض بالضرورة التفكير في الأفق المغاربي خاصة ما يتعلق بالعلاقات المغربية الجزائرية، على اعتبار أنهما يعدان من ضمن الدول المرشحة لقيادة الاتحاد المغاربي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News