سياسة

صبري: الجزائر أمام محك طي خلافات الماضي والعودة لجادة الصواب

صبري: الجزائر أمام محك طي خلافات الماضي والعودة لجادة الصواب

قال عبد النبي صبري أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش، جاء صريحا وواضحا من أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر لم يكن مسؤولا عنها الملك المغربي ولا الرئيس الجزائري الحالي و لا السابق، وإنما جاء ذلك نتيجة ظروف لم تعد قائمة اليوم، لافتا إلى تأكيد الخطاب الملكي، على أنه ” ليس هناك أي مبرر ديني أو أخلاقي  أو سياسي لاستمرار إغلاق الحدود بينهما”.

ودعا الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى 22 لعيد العرش، الرئيس الجزائري ، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك، مشددا على أنه “ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول”

وأكد صبري في حديثه لـ “مدار21″، أنه بعد هذا الخطاب، يتعين على الساسة والجنرالات الجزائريين ان يفهموا القوة التي تحدث بها الخطاب الملكي، حيث قال  “نحن مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمرار قرار الإغلاق؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا”، مضيفا “وهو ما يعني العمل من الجانبين المغربي والجزائري على تدعيم العلاقات الثنائية بينهما وأن تعود الجزائر إلى جادة صوابها “.

وشدد أستاذ القانون الدولي، على أنه “لا يعقل أن تظل الحدود مغلقة بين الجزائر والمغرب، وأن تستفيد أطراف أخرى من إغلاق هذه الحدود، وأن يبقى في الجزائر أصحاب العقيدة العسكرية من ذوي الفكر المحدود هم من يحددون مآلات هاته العلاقات بين البلدان”، مردفا ” وبالتالي اليوم الفرصة مواتية أمامهم وإن أخلفوا الموعد مع التاريخ فسيعيشون على صفيح ساخن، لأنه وبعد ما ورد في الخطاب الملكي، فستكون الجزائر في غاية ما يكون من الحرج الداخلي والخارجي “.

وقال صبري، “لا مفر لهم من الانتباه إلى ما  قدّمه المغرب لدرجة بأن أمن الجزائر يرتبط بأمن المغرب، حيث أكد الخطاب الملكي  في هذا الصدد أن “أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره.والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد..فالمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان.”

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أنه “ليس هناك ما هو أبلغ وأصدق من هذه العبارات، وبالتالي علينا أن نكون موضوعيين وواقعيين مع أنفسنا كأديميين وسياسيين وعسكريين ومحللين جيواستراتجيين، بأن ما جاء في خطاب الذكرى 22 لعيد العرش يشكل ضرورة منهجية مهمة من أجل التقدم إلى الأمام لاسيما في ظل ما يعيشه العالم من مظاهر التكتلات لمواجهة التحديات الآخذة في التطور”.

وفي الوقت الذي دعا فيه الخطاب الملكي، إلى “تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا”، أكد صبري، على أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستمر الأمور على ما هي عليه، مما يعني أنه على الجارة الجزائرية أن تنظر أمامها وتطوي جميع صفحات الخلاف مع المغرب والتي كانت تسيء إلى علاقتها مع المملكة وأن تعود إلى جادة الصواب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News