اقتصاد

مجلس المنافسة يكشف وجود فوارق بيع بين شركات المحروقات بالمغرب

مجلس المنافسة يكشف وجود فوارق بيع بين شركات المحروقات بالمغرب

أكد مجلس المنافسة، أن نشاط توزيع المحروقات مربح بالنظر لنسب المردودية المالية المرتفعة للغاية التي يمكن اكتسابها منه يبقى نشاط توزيع الغازوال والبنزين جد مربح، نظرا لمستويات المردودية العالية التي يمكن اكتسابها منه.

وأوضح المجلس، ضمن رأي له حول :”الارتفاع الكبير في أسعار المواد الخام والمواد الأولية في السوق العالمية، وتداعياته على السير التنافسي للأسواق الوطنية”، أن استغلال المعطيات الخاصة بالفتـرة المعنية (2018 – 2021 ) كشف عـن مستويات مردودية مرتفعـة للغاية ومتواصلـة بشكل عـام، مع وجـود فوارق بيـن الشركات.

وحسب رأي مجلس المنافسة، الذي يتوفر “مدار21” على نسخة منه، يسـاوي معـدل المردوديـة المحتسـبة النسـبة بيـن النتائج الصافية ورؤوس الأمـوال الذاتيـة، كمـا يتضـح مـن موازنـات الشـركات المعنيـة، ومـن تـم، تبـرز شـركة “Winxo “بتحققهـا نسـبة مردوديـة ماليـة تجـاوزت بصـفة عامـة 60 فـي المائـة، متبوعـة بشـركة “Maroc Energy Vivo “التـي حققـت نسـبة عاليـة تراوحـت مـا بيـن 44 و52 فـي المائـة.

بالمقابـل، لـم تتجـاوز نسـبة المردوديــة المحققــة مــن طــرف شــركتي “Petrom “و”Maroc Energy Ola”و20 فــي المائــة خــال الفتــرة ســالفة الذكـر، وتأرجحـت هـذه النسـبة فيمـا يخـص شـركة “SMDC Afriquia “بيـن 5,11 و22 فـي المائـة.

وتعـزى أسـباب الفـوارق فـي مسـتويات المردوديـة الملحوظـة لـدى الفاعليـن، بالخصـوص، وفق المجلس الذي يرأسه أحمد رحو، إلـى الاختلافات المسـجلة علـى مسـتوى الاسـتثمارات التـي يقـوم بهـا كل فاعـل، لاسيما فـي تطويـر قـدرات التخزيـن وشـبكة التوزيـع.

وأشار المصدر ذاته، أنه “علــى ســبيل المثــال، حققــت الشــركة الرائــدة مــن حيــث حصــص الســوق (SMDC Afriquia ) اســتثمارا خــال فتــرة 2018 – 2021، بلـغ فـي المتوسـط 319 مليـون درهـم فـي مجـال تطويـر البنيـات التحتيـة للتخزيـن وشـبكة محطـات الخدمـة، فيمـا لـم تقــم شـركة “Winxo “بتعبئـة سـوى قرابـة 185 مليــون درهــم، أي حوالــي نصـف المبلـغ المرصــود مـن قبـل شـركة “SMDC Afriquia، “كمـا أنجـزت شـركة “Maroc Energy Vivo “اسـتثمارا قـدره 285 مليـون درهـم.

ووفق رأي مجلس المنافسة، يظهـر أن أسـواق الغـازوال والبنزيـن تتسـم بنسـبة عاليـة من التركيز سـواء فـي المراحل الابتدائية أو النهائيـة لسلسـلة القيمـة، وذلـك بالرغـم مـن دخـول فاعليـن جـدد لـم يسـعف حجمهـم وامكانياتهـم وأصلهـم فـي ضـخ ديناميـة تنافسـية جديـدة فـي هذه الأسواق .

زيـادة علـى ذلـك، لفت المصدر ذاته، إلى أن  بنيـة الأسـواق وسـير المنافسـة بهـا، ظلت شـبيهة لتلـك الموروثـة عـن الحقبـة التـي كانـت تحـدد فيهـا الأسـعار مـن طـرف السـلطات العموميـة، مسجلا أنه باسـتثناء تحريـر أسـعار البيـع، تواصـل هـذه الأسواق سـيرها بنفـس مخطـط الإدراي للتقنيـن وبنفـس الإطار القانونـي والتنظيمـي، ونفـس الفاعليـن، وتقريبـا نفـس الصيغـة فـي تحديـد أسـعار البيـع، ونفـس المسـاطر وغيرهـا.

وأوضح المجلس أنه يمكـن تفسـير هـذا الوضـع القائـم بمسـتوى المردوديـة الماليـة المرتفـع للغايـة الـذي يمكـن أن يحققـه هـذا النشـاط، والـذي ال يشـجع الفاعليـن علـى التنافـس بواسـطة الأسـعار فـي هـذه الأسواق، مؤكدا  أن النتائـج الإيجابية المتعلقـة بحسـاباتهم الماليـة تظـل مضمونـة أو شـبه مضمونـة، بصـرف النظـر عـن الظرفيـة أو عـدد الفاعليـن، هـذه الوضعيـة تفسـر، إلـى حـد كبيـر، غيـاب خـروج أي مـن الفاعليـن مـن هـذه الأسـواق طـوال العشـر سـنوات الماضيـة

ويرى مجلس المنافسة ضمن تقريره الذي يأتي في سياق استمرار ارتفاع أسعار المحروقات على مستوى السوق الوطنية، أن هــذه الملاحظات تأكدت ببــروز عنصريــن، أولهما اســتقرار حصــص الســوق مــع تغييــرات طفيفــة خــلال الفتــرات المدروســة، وثانيها الســلوكيات الســلبية للفاعليــن الذيــن قامــوا بإبطــال أيــة منافســة علــى أســعار البيــع.

فضلا  عـن ذلـك، سجل المجلس، أنه في  الوقـت الـذي انخفضـت فيـه الأسعار عالميـا سـنة 2020 وفـي النصـف الأول مـن سـنة 2021، لوحـظ أن هؤلاء الفاعليـن فضلـوا مضاعفـة هوامـش ربحهـم بـدلا مـن السـعي إلـى الزيـادة فـي حصصهـم السـوقية عـن طريـق تطبيـق تخفيضـات هامـة فـي أسـعار البيـع. ، وهو ما يعني وفق المصدر ذاته، أن “المنافسـة علـى أسـعار البيـع فـي هـذه الأسواق كانـت شـبه غائبـة أو تـم إبطالهـا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News