سياسة

رئيس المخابرات السابق: الحكم الذاتي الحل الوحيد لانتشال ساكنة تندوف من الموت

رئيس المخابرات السابق: الحكم الذاتي الحل الوحيد لانتشال ساكنة تندوف من الموت

أكد وزير الدفاع الإسباني والرئيس الأسبق لأجهزة المخابرات، خوسي بونو، أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لطي النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بشكل نهائي يظل الحل الأكثر واقعية، مشددا على أنه يتعين أن يسود المنطق السليم من أجل وضع حد لمعاناة الناس الذين يعيشون في ظروف لا إنسانية في مخيمات تندوف.

وقال بونو، في حوار أجراه مع وكالة الأنباء المغربية “لاماب”، على هامش المؤتمر الدولي الأول للسلام والأمن، المنعقد بلاس بالماس، إن “معظم الناس الذين يعيشون في المخيمات الجزائرية بتندوف لم يعرفوا حياة أخرى”، مضيفا “إن الظروف المناخية صعبة في المنطقة، مع درجات الحرارة القصوى والأمطار الموسمية الغزيرة والرياح القوية التي تجعل الزراعة صعبة للغاية وتحد من إمكانيات الاستقلالية في الإنتاج”.

واسترسل المسؤول الحكومي الإسباني السابق “نتيجة لذلك، فغالبية الصحراويين في المخيمات في حاجة إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة”، موضحا أن “تقريرا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لسنة 2020 أبرز أن 28 بالمائة منهم يعانون من التأخر في النمو، و50 بالمائة من الأطفال يعانون من فقر الدم، فيما تعاني 52 بالمائة من النساء في سن الإنجاب من فقر الدم، و1 بالمائة فقط من الطلاب قادرون على الالتحاق بالجامعة”.

وفي رده عن سؤال حول ما إذا كان استفتاء تقرير المصير ما يزال خيارا ممكنا، شدد وزير الدفاع الإسباني والرئيس الأسبق لأجهزة المخابرات على أن “آخر مرة استخدم فيها مجلس الأمن عبارة ‘إجراء استفتاء’ ضمن قراراته حول الصحراء، كانت في القرار رقم 1359 المؤرخ بـ 29 يونيو 2001″، مبرزا أن الحقائق والواقع والتغييرات الجيوستراتيجية أكدت أن إجراء الاستفتاء أضحى أمرا مستحيلا.

وأشار المتحدث إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لحل النزاع حول الصحراء “هي الحل الأكثر واقعية. وقد أشاد مجلس الأمن الدولي في قراراته بمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب واعتبره جادا وذا مصداقية”، مضيفا أن المقترح المغربي “حظي بدعم العديد من الدول منها الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والأمم المتحدة، لأنها تستجيب لدعوة مجلس الأمن إلى إيجاد حل سياسي”.

وأوضح بونو أن “ما يحتاجه الصحراويون هو حلول لمشاكلهم، ومبادرة الحكم الذاتي هي الحل”.

وبخصوص الموقف الإسباني الجديد المعترف بمغربية الصحراء، قال الوزير السابق إن “إعلان الحكومة الإسبانية أن مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب يعد ‘الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية’، فإنها تسير في نفس اتجاه قرارات الأمم المتحدة، كما تتقاطع مع موقف الولايات المتحدة وألمانيا”.

وبالنسبة إليه، يؤكد بونو، يبدو الموقف الإسباني أكثر مصداقية وواقعية، ويجب أن يدرك الاتحاد الأوروبي وجهات النظر التي عبرت عنها إسبانيا، وموقفها الهام، وكذلك ألمانيا، معتبرا أن تغيير الرأي من أجل التقدم نحو حل النزاع هو مؤشر يحيل على الذكاء.

وفي هذا السياق، نبه الرئيس الأسبق لأجهزة المخابرات بالجارة الشمالية إلى أنه “لا يمكن لجبهة ‘البوليساريو’ أن تتجاهل حقيقة أن العالم قد تغير كثيرا في السنوات الأخيرة، وأنه يتعين عليها أن تميز بين ما هو ممكن وما هو مستحيل”.

واستعرض خوسي بونو الأهمية التي تكتسيها المرحلة الجديدة من العلاقاتبين الرباط ومدريد، إذ يرى أن “المغرب وإسبانيا بحاجة إلى بعضهما البعض، لأن المغرب يعتمد على إسبانيا بقدر ما تعتمد إسبانيا على المغرب. الواقع الحالي يجمعنا. المغاربة يشكلون أكبر جالية أجنبية في إسبانيا، بما يقرب من 800 ألف شخص، كما أن إسبانيا تعد أكبر شريك تجاري للمغرب، حيث يصل حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى 16.95 مليار يورو، فضلا عن إنشاء 600 مقاولة إسبانية في المغرب والتعاون الثنائي في مجال الأمن والهجرة يعتبر نموذجيا”، مردفا “كما جنبنا المغرب وأجهزة استخباراته هجمات خطيرة”.

وشدد بونو على أن المغرب، بالنسبة لإسبانيا والمجتمع الدولي، بلد مستقر، مع حكومات منبثقة من صناديق الاقتراع، مضيفا “إنها الدولة الأكثر تقدما وحداثة في العالم العربي. والمغرب من البلدان التي أحرزت أكبر قدر من التقدم في التنمية واحترامها لحقوق الإنسان وتعاونها مع إسبانيا.. كما يعد المغرب، أيضا، نموذجا لبلد مستقر. إنها واحدة من الدول القليلة في العالم العربي والإسلامي البعيدة عن التطرف الجهادي، حيث تلتزم الحكومات بترسيخ الديمقراطية بقيادة الملك محمد السادس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News