مجتمع

جامعات تتجاهل توجيهات ميراوي وتشترط شواهد أوكرانيا لقبول تسجيل الطلبة

جامعات تتجاهل توجيهات ميراوي وتشترط شواهد أوكرانيا لقبول تسجيل الطلبة

تجاهلت عدد من المؤسسات الجامعية المغربية، دعوة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، التي وجهها لرؤساء الجامعات المغربية،  بإعطاء تعليماتهم لرؤساء المؤسسات التعليم العالي الوطنية التابعة لهم، قصد استقبال طلبة الباكالوريوس والماستر والهندسة العائدين من أوكرانيا، ودراسة ملفاتهم من طرف اللجان البيداغوجية المختصة بغية تسهيل التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي الوطنية.

وكشف عبد الله الطويل، عضو خلية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن عددا من المؤسسات الجامعية الخاصة، لاسيما المعاهد العليا للهندسة، رفضت تسجيل الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، واشترطت امدادها بشواهد جامعية تثبت متابعتهم الدراسة بالجامعات الأوكرانية، معتبرا أن هذا الأمر يتعارض مع سبق للوزير ميراوي أن صرح به بشأن تيسير التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي الوطنية الخاصة.

صعوبات تسجيل الطلبة

وسجل الطويل، في تصريح لـ”مدار21″، أن هناك صعوبات تواجه الطلبة المغاربة في الحصول على الشواهد الجامعية بأوكرانيا، في ظل استمرار الحرب الروسية على كييف، مشيرا إلى أنه علاوة على ذلك ترفض الجامعات الأوكرانية منح الطلبة الشواهد وتشترط دفع رسوم السنة الماضية للحصول عليها.

وقال عضو خلية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، إن الطلبة يوجدون في حيرة من أمرهم، بحيث يخشون في ظل غياب أي ضمانات من الجانبين المغربي والأوكراني لمتابعة دراستهم عن بعد، أن يفقدوا إمكانية التسجيل في الجامعات الأوكرانية بعد سحب شواهدهم، خاصة في حال لم يتمكنوا من النجاح في الامتحانات المزمع إجراؤها ابتداء من الأسبوع القادم للولوج إلى الجامعات الخاصة.

وكشف الطويل، أن عدد الطلبة الذين تمكنوا لحد الساعة من التقيّد بالجامعات الخاصة المغربية لم يتجاوز 300 طالب من أصل أكثر من 7 ألاف طالب، لافتا إلى أنه في ظل الصعوبات، التي تواجه تسجيل الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بالجامعات المغربية، فإن أغلب الطلبة يفضلون اللجوء إلى خيار الدراسة عن بعد في انتظار أن تصدر وزارة التعليم العالي المغربية الإجراءات العملية المتعلقة بهذه العملية.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، كان قد التزم خلال اللقاء الذي عقده مؤخرا مع تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، بتوفير الوزارة لفضاءات وسائل الدراسة عن بعد، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من التداريب الميدانية على صعيد المؤسسات الوطنية، مشيرا إلى أن الطلبة يترقبون قرارات الوزارة الوصية بهذا الخصوص لحسم اختيارهم بخصوص الدراسة بالجامعات الأوكرانية عن بعد.

ضمانات الدراسة عن بعد

دخل ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا منعطفا جديدا، في ظل اعتراض الطلبة على مقترح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إدماجهم في الجامعات الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة بهذه الجامعات، والتي تصل إلى 135 ألف درهم سنويا (13.5 مليون سنتيم).

وجدد الطلبة المغاربة العائدون من أوكرانيا رفضهم لحل الإدماج في الكليات الخاصة، معتبرين أنه “يكرس مبدأ النخبوية حيث أن تكاليف الرسوم ومتابعة الدراسة بهذه الكليات جد باهظة مقارنة مع تلك التي كانت الأسر تتكلف جاهدة وبعناء كبير في توفيرها لدراسة أبنائهم بأوكرانيا”، مؤكدين أنه ” سيقصى جل الطلبة إذا اعتمد هذا الحل لوحده وبالتالي يجب تحديد رسوم متطابقة لرسوم الجامعات الأوكرانية يستفيد منها جميع الطلبة”.

محمد أمين الشباني الإدريسي، عضو تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، قال في تصريح لـ”مدار21″، إن “الطلبة يطلبون ضمانات كتابية من الطرفين المغربي والأوكراني توضح التزامات كل طرف، خاصة في ظل تملص الوزير الوصي على القطاع من تعهداته التي التزم بها أمام البرلمان والتي وعد فيها بإدماج الطلبة بالجامعات العمومية.

وشدد الإدريسي، على ضرورة التزام الجانب الأوكراني بالدراسة عن بعد والجانب المغربي بضمان التداريب الميدانية وذلك بعقد اتفاقية ملزمة للطرفين، داعيا إلى إخراج هذه الاتفاقية إلى حيز الوجود في غضون الأيام المقبلة وذلك قبل أن يقوموا بالتسجيل وأداء رسوم الدراسة للجامعات الأوكرانية برسم سنة 2022-2023.

وبخصوص وضعية طلبة التخصص العائدين من أوكرانيا، أوضح الإدريسي، أن الإجراءات المقترحة مرتبطة بالجامعات الأوكرانية في حين أنه لم يعد لهم أي اتصال مع كلياتهم بأوكرانيا منذ عودتهم من الحرب حيث أنهم لا يتجاوبون معهم إلى يومنا هذا، وبالتالي لا يمكن أن يتم الاتفاق والتنسيق مع الجامعات الأوكرانية المعنية بغية استيفاء هذه التداريب للحصول على الشهادات”.

وسجل أن الطلبة مهددون بفقدان شواهدهم الأولى كأطباء التي حصلوا عليها وهي في حوزة إدارة الكليات الأوكرانية وعدم الحصول عليها وهذا الوضع يعرضهم لفقدان 12 سنة من سنوات الدراسة والتحصيل زيادة على أن هذه الكليات توجد في المناطق الأمامية للصراع ومهددة بتغيير النظام والانتقال إلى الحكم الروسي مما يزيد المشكلة تعقيدا وصعوبة.

تسهيل إدماج الطلبة 

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، دعا في مذكرة داخلية وجهها إلى رؤساء الجامعات الوطنية، إلى العمل على تفعيل الإجراءات والتدابير المتخذة لمواكبة الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا من أجل ضمان استمرارية مسارهم الجامعي بمسالك الإجازة والماستر والهندسة بمؤسسات التعليم العالي الوطنية.

وشدد الوزير، ضمن المذكرة التي اطلعت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية على ضرورة استعمال كل الوسائل المتوفرة لضمان مبدأ الانصاف وتكفاؤ الفرص بين المترشحين وإعطائهم كل البيانات والشروحات اللازمة من أجل مساعدة الطلبة على اختيار المسالك الدراسية التي تناسب رغباتهم ومؤهلاتهم وكذا ارساء آلية لمواكبة ودعم الطلبة المقبولين بمختلف المؤسسات

وتضمنت الوثيقة نفسها، الجدولة الزمنية المعتمدة ولائحة الوثائق التي جيب الإدلاء بها لدى مصالح المؤسسة التي يرغب كل طالب التسجيل بأحد مسالكها، مشيرة إلى أنه سيتم فتح باب الترشح عبر إيداع الملف الورقي بمقر المؤسسة المراد ولوجها  من 13 إلى 21 شتنير 2022، ودراسة الملفات من طرف اللجان المختصة من 22 إلى 28 شتنبر 2022، على أن يكون الإعلان عن النتائج وفتح التسجيل في 30 شتنبر الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News