مجتمع

بمراكش والبيضاء ووجدة.. زملاء الطبيب المنتحر “ينتفضون” ويطالبون بتحسين الظروف

بمراكش والبيضاء ووجدة.. زملاء الطبيب المنتحر “ينتفضون” ويطالبون بتحسين الظروف

احتج العشرات من زملاء الطبيب المقيم ياسين رشيد، الذي انتحر قبل أسبوع بسبب الضغوط وسوء المعاملة الذي تعرض لها خلال تدريبه في مستشفى ابن رشد بالبيضاء.

ولم يقتصر احتجاج الأطباء، على العاصمة الاقتصادية، حيث كان يتابع ياسين تدريبه، بل إن الاحتجاج شمل مدنا مختلفة، لعل أبرزها مراكش ووجدة.

وخيم الحزن والحسرة على احتجاج الأطباء المقيمين بالدار البيضاء، حيث أكدوا أنهم تلقوا خبر رحيل زميلهم بصدمة، مؤكدين أنه “جزء من عائلتهم المهنية”.

وقال علاء العيساوي، رئيس جمعية الأطباء المقيمين بالمستشفى الجامعي ابن رشد، إن ما وقع “غير مقبول، ولن يمر مرور الكرام وبطريقة عادية”، مبرزا أن تفكير إنسان لوضع حد لحياته بسبب ضغوطات يعيشها، يتسلزم وقفة للاستفسار عن أسباب ذلك ووضع حد لها.

وأضاف العيساوي: “يجب أن نسأل الآن، لماذا ياسين قرر أن يتخلى عن حياته بأكملها، عوض التخلي عن التخصص أو المهنة”، موجها رسالة للأساتذة المشرفين على الأطباء المقيمين “أنتم قدوتنا، لذلك من الصعب أن نقبل ما حدث”.

وطالب رئيس جمعية الأطباء المقيمين، الأساتذة بالتضامن معهم من أجل وضع حد لأي شخص يطمح للإساءة للتكوين الطبي وعرقلة تلاميذه والتأثير على نفسيتهم.

وفي مراكش، ردد الأطباء المقيمين شعارات مطالبة بـ”العدالة للفقيد”، ومطالبين المسؤولين عن القطاع بالخروج من “كهوف” الصمت.

وندد محمد كمال أحتيتيش، رئيس جمعية الأطباء المقيمين بالمستشفى الجامعي بمراكش، وفي تصريح لجريدة “مدار21” بالتصرفات المشينة التي تعرض لها الطبيب المنتحر والتي دفعته للانكسار تحت وطء “الحكرة”.

وطالب أحتيتيش المسؤولين بحلول عاجلة لتفادي تكرار الواقعة.

وكانت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، قد استغربت في بلاغ سابق “الصمت الرهيب الذي تنهجه الجهات الوصية في الكشف عن نتائج التحقيق وملابسات إقدام طبيب شاب على الانتحار”.

وحذرت اللجنة من الممارسات الترهيبية والاستفزازية التي يعيشها الطلبة الأطباء والأطباء الداخليين والمقيمين بمقرات عملهم وتكوينهم، خصوصا بعد هذه الواقعة الأليمة، وتأكيدها رفض “كل الأساليب التحقيرية والتمييزية الممنهجة، التي تؤدي عند البعض إلى مضاعفات نفسية وجسدية حادة وخطيرة”.

وطالبت من خلال بلاغ، بتوفير الظروف اللازمة لضمان بيئة مهنية سليمة لتكوين وعمل الطلبة والاطباء، انطلاقا من معايير بيداغوجية وتقييمات دورية وموضوعية على مستوى أراضي التكوين والتدريب، معلنة عزمها تنظيم وقفات تأبينية للراحل بكافة المراكز الاستشفائية الجامعية اليوم الأربعاء.

وقالت اللجنة إنها راسلت بشكل مستعجل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عمادة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وإدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، وشبكة عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ورئاسة جامعة الحسن الثاني، والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وكذا مختلف الهيئات الحقوقية، من أجل التدخل العاجل لاسترداد حق الراحل الدكتور ياسين رشيد والقطع مع كافة الممارسات التي تحط من كرامة الطلبة والأطباء.

وأشارت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، إلى إن جميع الشهادات المتوفرة تؤكد ما كان يتعرض له طبيب شاب أقدم على الانتحار من جميع أشكال الظلم والتنكيل بشكل ممنهج من طرف أحد الأساتذة، وأن اضطراره للتدريب خارج أرض الوطن كان سبيلا للابتعاد من تلك الضغوطات والإهانات اليومية، والتي لا تمت للتكوين الطبي بأية صلة، ولا تتماشى مع الضوابط البيداغوجية والإنسانية الواجب اعتمادها في جميع مراحل الدراسات الطبية والجراحية.

وأوضحت اللجنة أن هذا النوع من الممارسات لا يزال حاضرا ومتفشيا في بعض المصالح الاستشفائية التابعة للمراكز الجامعية بعموم التراب الوطني، مما يجعل هذه الأخيرة غائبة وبعيدة كل البعد عن الدور المنوط بها في تكوين أطباء الغد، ضاربة عرض الحائط كل النظريات البيداغوجية الحديثة التي تجعل من الطالب محور هذه المنظومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News