سياسة

بعد إقالته.. مدير ديوان لايا يعترف بإدخال “بن بطوش” بهوية مزوّرة

بعد إقالته.. مدير ديوان لايا يعترف بإدخال “بن بطوش” بهوية مزوّرة

يبدو أن تقدم التحقيقات في ملف إدخال زعيم “البوليساريو” إلى المملكة الإسبانية بهوية مزوّرة، يخبئ مفاجآت جديدة ومن شأنه إسقاط رؤوس مسؤولين حكوميين جدد في الجارة الشمالية، على غرار الوزيرة غونزاليس لايا، فضلا عن إنهاء المسيرة السياسية للبعض الآخر ممن باتت سمعته المهنية مهدّدة بسبب التورط قضائيا في هذا الملف، كما يحدث الآن مع كاميلو بيارينو، مدير ديوان لايا السابق، الذي أقيل من منصبه فور استوزار خوسي مانويل ألباريس على رأس وزارة الخارجية، ليثبُت فيما بعد، وباعتراف منه، ضلوعه هو الآخر في هذه القضية التي جعلت منه “متهما رئيسيا” في نظر القضاء الإسباني.

كاميلو بيارينو، مدير ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، الذي كان يعتبر اسما لامعا يتوقع ترشيحه مستقبلا للاستوزار على رأس الخارجية، على غرار العديد من مدراء هذا الديوان الذين أصبحوا فيما بعد وزراء للخارجية، أقر أمام القضاء بتورطه في ملف إدخال المدعو إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، إلى إسبانيا بهوية مزوّرة تحت مسمى “ابن بطوش المريض الدبلوماسي الجزائري” من أجل أن يتفادى المتابعة القضائية بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وهي الفضيحة التي فجّرتها الاستخبارات الخارجية المغربية، وتسببت في أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين.

وبحسب ما أوردته صحيفة “ABC” الإسبانية، فقد أقر مدير ديوان الوزيرة المعفية لايا، أمام القضاء، بتوجيهه أوامر للقاعدة العسكرية الجوية في سرقسطة لاستقبال زعيم جبهة “البوليساريو” دون التحقق من هويته، وهوية المسافرين على متن الطائرة الجزائرية التي حطت فوق الأراضي الإسبانية يوم 18 أبريل الماضي، وهو الاعتراف الذي يجعل منه المتهم الرئيسي الحالي في نظر القضاء الإسباني.

وجاء في مضامين الجواب الكتابي الذي وجهه بيارينو لمحكمة التحقيقات السابعة في سرقسطة، أنه وبصفته مديرا لديوان الخارجية هو من أعطى الأوامر لقيادة الأركان الجوية من أجل ألا تطلب وثائق الهوية من طرف أي شخص يأتي على متن الطائرة الحكومية الجزائرية، وهو الاعتراف الذي يثبت أيضا ضلوع وزارة لايا في القضية بشكل مباشر، ويؤكد التصريحات التي سبق وأدلى بها رئيس هيئة الأركان الجوية، الجنرال فرانسيسكو خافيير فيرنانديز سانشيز، في وقت سابق لقاضي محكمة سرقسطة، رافاييل لاسالا، الذي يشرف على التحقيقات في هذا الملف.

المسؤول السابق في وزارة الخارجية، أوضح أيضا في “اعترافه” بأن الأوامر وُجهت عبر رسالة رسمية إلى الجنرال فرانسيسكو خافيير فيرنانديز سانشيز، وذلك “تماشيا مع الإجراءات الرسمية الجاري بها العمل”، على حد تعبير المسؤول المقال، الذي أكد أن هذه الأوامر جاءت على اعتبار أن الوفد القادم “دبلوماسي”.

من جهة أخرى، إقرار المسؤول الدبلوماسي السابق بضلوعه في القضية بصفته مديرا للديوان، لم يتضمن أي اتهام لغونزاليس لايا، حول ما اذا كانت هي مصدر الأوامر أم أنه أعطى الأمر من تلقاء نفسه، وهو ما ستسير التحقيقات القضائية نحوه في الأيام المقبلة، غير أن إقالة ألباريس لبيارينو بمجرد استوزاره، على الرغم من حساسية منصبه، تثير جملة من الاستفهامات أيضا في نظر الإعلام الإسباني، حول ما إذا كان ألباريس على علم بهذا الاعتراف وتورط الوزيرة وديوانها في القضية التي تسببت في أزمة جدية مع المغرب، لا يزال الوزير الجديد يحاول فك خيوطها وإعادة ترتيب الأوراق لاسترجاع ثقة “الصديق والجار العظيم المغرب” على حد تعبيره لحظة تسلمه للحقيبة الوزارية.

وكانت التحقيقات القضائية التي يقودها رافاييل لاسالا، قد استمعت لأقوال الجنرال خوسي لويس أورتيز كانيافاتي، قائد المطار العسكري لسرقسطة العسكري الذي حطت به الطائرة الجزائرية، والذي أكد أن دخول غالي دون التحقق من هويته كان “تنفيذا لأوامر قيادة الأركان الجوية، التي تلقت بدورها تعليمات مباشرة من وزارة الخارجية الإسبانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News