سياسة

“الكتاب” يوجّه دعوات تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة “إرهاب” البوليساريو

“الكتاب” يوجّه دعوات تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة “إرهاب” البوليساريو

انسجاما مع مضامين روح الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، دعا حزب التقدم والاشتراكية الأحزاب السياسية والفعاليات المدنية، إلى تمتين الجبهة الداخلية لبلادنا تعزيزا للدينامية المطردة التي تشهدها الدبلوماسية المغربية في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، محذّرا من التهديد “الإرهابي” الذي باتت تُشكله الجبهة الانفصالية على المغرب الكبير والساحل الإفريقي وإفريقيا جنوب الصحراء، وامتداد على الجارة أوروبا، والعالَم بأسره.

سجّل التقدم والاشتراكية، ضمن مشروع الأطروحة السياسية للحزب التي اطلعت عليها “مدار21″، “مؤشرات قوية” على أن المغرب يسير في الطريق الصحيح، ديبلوماسيا، للطي النهائي للنزاع المفتعل حول قضية وحدتنا الترابية، وهو ما يستلزم، أكثر من أي وقتٍ مضى، بحسب “الكتاب” الحرص على تمتين الجبهة الداخلية لبلادنا، وعلى التعبئة الوطنية لتحقيق الديموقراطية والتنمية الشاملة.

رص الصفوف ضرورة حتمية

وشدّد “الكتاب” ضمن الوثيقة المذكورة التي من المرتقب أن تُصادق عليها اللجنة المركزية للحزب في 10 شتنبر، على أن الأمر يتطلبُ تقوية الإجماع الوطني الراسخ، طالما أنه يشكل الصخرة التي تتحطم عليها مناورات المتربصين بالوحدة الترابية لبلادنا، وتتكسر عليها أطماع الخصوم التوسعية في المنطقة، مشيرا إلى أنه “في التفاف كل مكونات الشعب المغربي حول القضية الوطنية يكمن مصدر قوتنا، الذي ينبغي تعزيزه بتعبئة المجتمع المغربي، بكل قواه الحية، وجميع شرائحه الاجتماعية”.

ونبّه الحزب، إلى أن قضية الصحراء المغربية هي قضية الجميع، مؤسسات الدولة والبرلمان، والمجالس المنتخبة، وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية، وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنات والمواطنين، مشدّدا على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية، من خلال إعطاء نَفَسٍ جديد لمختلف الإصلاحات التي تحتاج البلاد إليها، وإيجاد الحلول المناسبة لمكامن الانحباس السياسي، وللمطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة، ومواصلة مسار التنمية، في ظل الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، وتوطيد الممارسة الديمقراطية، وضمان حق الممارسة الفعلية للحريات الفردية والجماعية، في إطار دولة القانون والمؤسسات.

وأوصى “الكتاب” بضرورة” تحرك كافة القوى الحية لبلادنا، من أحزاب ونقابات ومجتمع مدني وفعاليات وطنية ومحلية، بأفق تحسين أداء ومردودية الدبلوماسية الموازية، بجميع أشكالها وأصنافها.

على درب الطي النهائي للملف

“الكتاب”، أكد أن المغرب تمكن من استرجاع زمام المبادرة على الساحة الدولية، موردا أن قضية وحدتنا الترابية عرفت “تطورات إيجابية”، بفضل المُبادرات الحكيمة والمِقدامة للملك محمد السادس والمسنودة بثبات المغاربة على صون وحدتهم الترابية.

وتجلت أهم هذه التطورات، بحسب الحزب في الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والذي يُعدُّ مُـنعطفاً هاما بالنظر إلى مكانة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي وعلى مستوى مجلس الأمن، كما تجسدت أهم التطورات، أيضاً، في التحول الإيجابي الكبير للجارة الإسبانية حُيال قضية وحدتنا الترابية، وهو ما يُعتبر طفرة هامة بالنظر إلى المسؤولية التاريخية والسياسية التي تتحملها إسبانيا في هذه القضية.

البوليساريو خطر “إرهابي” يهدّد العالم

وذكر المصدر ذاته أن هذه التحولاتُ، جاءت في سياقٍ يتعاظم فيه الوعي الدولي بعدالة قضيتنا الوطنية، وبالمخاطر الإقليمية والدولية التي تشكلها الطروحات الانفصالية، ليس فقط على منطقة المغرب الكبير والساحل الإفريقي وإفريقيا جنوب الصحراء، ولكن على الجارة أوروبا، وعلى العالَم بأسره، “وهي التهديدات المتصلة بالإرهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والاتجار بالأسلحة والمخدرات” بحسب الحزب، مؤكدا أن المرحلة تتميز بتزايد عدد البلدان الداعمة لموقف بلادنا، حيث بات الجميع يُــدرك، أكثر فأكثر، مدى جدية مقترح الحكم الذاتي المغربي، وعمقه التاريخي والحضاري، وأهميته كمقترحٍ ذي مصداقية لأجل الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل.

ولفت إلى أن هذه المرحلة، تشهد مقاربةً بناءةً بات يعتمدها الاتحاد الإفريقي حُــيَــال هذا النزاع المفتعل، كثمرة طبيعية لاستعادة بلادنا مكانَتَهَا ضمن بيتها الإفريقي، فضلاً عن تأكيدات مقررات الأمم المتحدة على معايير الحل السياسي المتوافِقة تماما مع مُبادرة الحكم الذاتي، وعلى مسؤولية الجزائر كطرفٍ مُباشر في هذا النزاع المُصطنع.

واستحضر التقدم والاشتراكية، نجاح عملية الكركارات التي جسدت نهج بلادنا المتميز بالحكمة والصرامة، وأحبطتْ محاولات تغيير الوضع بالمنطقة، وحظيت بمُباركةٍ دولية واسعة.

بالمقابل تأسف “الكتاب”على موقف الجزائر غير المجاري للدينامية الإيجابية والبناءة لبلادنا، والتي تُعبر عن إرادةٍ للسير، بحسن نية، نحو حل سياسي قابل للتطبيق، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة وتطلعات المنتظم الدولي، موردا أن أن حكام الجارة الشرقية تحديداً، يُصرون على المناورة والاستفزاز، وعلى اتخاذ مواقف متهورة ومُتجاوَزة وغير واقعية، بهدف عرقلة التوصل إلى حل سياسي على أساس مبادرة الحكم الذاتي الذي يظل الحل الأمثل لهذا النزاع المفتعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News