سياسة

عميمي: فرنسا مطالبة بالخروج من “الضبابية” لتصحيح موقفها من مغربية الصحراء

عميمي: فرنسا مطالبة بالخروج من “الضبابية” لتصحيح موقفها من مغربية الصحراء

أكد المحلل السياسي،  وأستاذ القانون الإداري بجامعة محمد الخامس بالرباط، رضوان عميمي،  أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، حمل رسالة واضحة لشركاء المغرب للخروج من المنطقة الرمادية بخصوص مغربية الصحراء.

وأوضح عميمي، في تصريح لـ “مدار21″، أن الرسالة الأولى مرتبطة أساسا بالنسبة للدول الداعمة لموقف المغرب سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو اسبانيا أو الدول الأوروبية أو دول أمريكا اللاتينية، ومضمونها أن هذا الموقف الداعم لقضية الصحراء المغربية سيكون محورا لشركات وتعاون متجدد ومستمر بين المغرب وبين هذه الدول.

وسجل المحلل السياسي ذاته، أن المغرب يعتبر وفق ما جاء في الخطاب الملكي، أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب للعالم، مضيفا ” وبالتالي كل الدول التي تتخذ مواقف ضبابية بالنسبة لهذه القضية فهي دول تضع نفسها بعيدة عن الشراكة وعن التعاون مع المغرب الذي يعتبر اليوم قوة اقليمية ومؤثر على مستوى محيطه سواء العربي أو الافريقي وأيضا على المستوى الدولي”.

وتابع عميمي، في تحليله لمضامين خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب قائلا: “الرسالة الثانية للدول التي تتخذ مواقف ضبابية بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، وهي رسالة كانت موجة بشكل مباشر إلى فرنسا على اعتبار أن الموقف الفرنسي معروف بأنه غير واضح ومتدبدب خاصة وأن فرنسا تعد من الشركاء الأوليين اقتصاديا بالنسبة للمغرب في المقابل هي لا توضح موقفها من قضية الصحراء المغربية”.

وأردف الأستاذ الجامعي، “اليوم يتزامن الخطاب الملكي، مع الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تأتي في هذه الظرفية المتوترة بين الدولتين، لافتا إلى أن الخطاب  يتزامن أيضا، مع الموقف غير المفهوم لفرنسا تجاه المغاربة، خاصة في قضية رفض التأشيرة، وما أثرته من جدل واسع.

في ظل برود تشهده العلاقات بين باريس الرباط، وسط “أزمة صامتة” بين البلدين، تثار تساؤلات لدى المراقبين حول مدى حدة الخلافات بين الشريكين التقليديين في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط، وسيناريوهات تطورها.

وفي وقت أفادت فيه  تقارير بأن 70 في المائة من طلبات التأشيرات التي يتقدم بها مغاربة يتم رفضها من طرف القنصليات الفرنسية في المغرب، وجه نواب في البرلمان المغربي سؤالا إلى وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حول ما وصفت بـ”أزمة التأشيرات”.

ويرى عميمي، أن الرسالة كانت واضحة بالنسبة لفرنسا وللدول التي تحذو حذوها أو تلك التي تتخذ مواقف غير واضحة من قضية الصحراء المغربية، “وهي رسالة صريحة لهاته الدول لكي تصحح مواقفها وتعلن عن قرارات ملائمة بهذا الشأن، على اعتبار أن المغرب لا يمكن يذهب بعيدا في شركاته وتعاونه إلا مع الدول التي تحترم سيادته وتعترف بالصحراء بوصفها جزءا لايتجزأ من التراب الوطني”.

ويذهب المحلل السياسي، إلى أن الرسالة الأخيرة لخطاب ثورة الملك والشعب، والتي تكتسي أهمية كبيرة في سياق هذا التحولات السياسية، وتهم أساسا الداخل، وهي المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، على اعتبار أن هذه الجالية تلعب أدورا مهمة على مستوى الدفاع عن القضية الوطينة، فضلا عن مساهمتها في تحريك عجلة الاقتصاد بالنظر إلى كونها تعد مكونا أساسيا في النسيج الاقتصادي، سيما يتعلق بتحويلات مغاربة العالم التي شهدت انتعاسا خلال المرحلة الأخيرة.

وخلص عميمي، إلى أن الرسالة كانت واضحة في هذا المضمار، لاسيما أن مغاربة العالم يواجهون مجموعة من العراقيل خاصة على مستوى الاستثمار وعلى صعيد إدماجهم الاقتصادي سواء داخل أرض الوطن أو في دول الإقامة، مشيرا  إلى أن الملك محمد السادس أثار موضوعا مهما، يتعلق بضرورة إعطاء الأهمية لملف الجالية المغربية، بالنظر لإساهاماتها الأساسية، حيث شدد الخطاب على ضرورة إصلاح الإدارة والحد من مساطرها المعقدة، باعتبارها من ضمن المعيقات الأساسية التي تواجه مغاربة العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News