دبلوماسي أوكراني لمدار21: ندعو المغرب وشركاءنا للضغط على روسيا لإعادة تصدير الحبوب
دعا إيغور بريخودكو، القائم بالأعمال والمسؤول الدبلوماسي الأول في سفارة أوكرانيا بالرباط، المغرب وشركاء بلاده، للضعط على روسيا بغية إلغاء تعليق الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيوية لإمدادات الغذاء في العالم.
وأكد بريخودكو في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن عواقب تعليق الاتفاق ستكون وخيمة، وستؤثر على العديد من البلدان، في إفريقيا وآسيا، ومن ضمنها المغرب ولييبا وتونس والجزائر ومصر وإثيوبيا واليمن ولبنان وتركيا وبنغلاديش، مبرزا أن “انهيار” الصادرات الأوكرانية يعني بالنسبة لهذه البلدان، على الأقل، زيادة مؤلمة في أسعار المواد الغذائية، وبالتالي زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
واتهم المسؤول الأوكراني، موسكو بتعليق الاتفاق عمدا، بهدف تجويع الملايين بإفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، معتبر أنه في الوقت الذي تحاول فيه الدعاية الروسية خداع ساكنة هذه المناطق، وإقناعهم بأن موسكو ليست مسؤولة على أزمة الغداء، تمنع عنهم الإمدادات، حسب تعبيره.
واعتبر القائم بالأعمال والمسؤول الدبلوماسي الأول في سفارة أوكرانيا بالرباط، أن “أزمة الغذاء في بلدان إفريقيا وآسيا، والتي أثارتها روسيا، ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي، وبالتالي إلى موجات جديدة من الهجرة الجماعية، خاصة نحو تركيا ودول الاتحاد الأوروبي”، داعيا شركاء كييف لمواصلة العمل على “استقرار” ممرات الحبوب بأوكرانيا من أجل تجنب مثل هذا الاضطرابات.
وجدد المسؤول استعداد بلاده “الاستمرار في كونها ضامنة للأمن الغذائي، شرط أن يتحمل الشركاء مسؤولية ضمان استعادة ممر الحبوب الذي أغلقته روسيا ومعاقبة الأخيرة”.
وقبيل بداية الصراع الروسي الأوكراني في فبراير الفارط، كان المغرب من بين 5 دول في إفريقيا لها شراكات اقتصادية قوية مع أوكرانيا، حيث تشير أرقام رسمية أن قيمة المبادلات التجارية مع المملكة بلغت سنة 2021، 530 مليون دولار.
وتمثل الحبوب التي يستوردها المغرب من أوكرانيا 12 في المائة من وارداته الإجمالية من الحبوب، بينما تتركز صادراته إليها في الأسمدة الطبيعية والكيميائية والسيارات والسمك.
وتناهز الصادرات الأوكرانية إلى المغرب 403 ملايين دولار، 54 في المائة، أما الواردات المغربية فتصل إلى 120 مليون دولار، جلها الفوسفاط، بنسبة تصل ل 48 في المائة.
وعلقت روسيا السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيوي لإمدادات الغذاء في العالم، بعد هجوم بمسيرات استهدفت سفنها في شبه جزيرة القرم وحملت مسؤوليته لأوكرانيا وبريطانيا. وصعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاداته للاتفاق في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى أن الصادرات من روسيا، وهي منتج رئيسي للحبوب، تضررت بسبب العقوبات.
وبررت روسيا الخطوة باستهداف سفنها في شبه جزيرة القرم حملت مسؤوليته لأوكرانيا وبريطانيا، أعلنت روسيا السبت تعليق الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وسمح الاتفاق الذي أبرم في يوليوز برعاية الأمم المتحدة وتركيا، بتصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في فبراير. ورفع الحصار أسعار المواد الغذائية، مثيرا مخاوف من حدوث مجاعة.
وصعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاداته للاتفاق في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى أن الصادرات من روسيا، وهي منتج رئيسي للحبوب، تضررت بسبب العقوبات.
وبررت موسكو تعليق مشاركتها، بهجوم مكثّف بطائرات مسيّرة استهدف صباح السبت سفنا عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام “بالنظر إلى العمل الإرهابي الذي نفذه نظام كييف بمشاركة خبراء بريطانيين ضد سفن في أسطول البحر الأسود وسفن مدنية تشارك في (ضمان) أمن ممرات (نقل) الحبوب، تعلق روسيا مشاركتها في تطبيق الاتفاق حول صادرات المنتجات الزراعية من المرافئ الأوكرانية”.
واعتبرت وزارة الدفاع البريطانية الاتهامات “ادعاءات خاطئة” لموسكو تهدف إلى “تحويل الانتباه”، في حين أشار مسؤول أوكراني إلى أن الحادث سببه “تعامل القوات الروسية بإهمال مع متفجرات”.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب، وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك “من الحيوي أن تمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر”، مؤكدا أن لهذا الاتفاق “أثرا إيجابيا” لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.
كما طالبت كييف موسكو بـ”الوفاء بالتزاماتها” بموجب الاتفاق، وأضافت على لسان وزير خارجيتها دميترو كوليبا “إن موسكو تلجأ إلى ذريعة كاذبة من أجل إغلاق ممر الحبوب الذي يوفر الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بالكف عن ألاعيب الجوع”.
