سياسة

حامي الدين: استهداف الريسوني يُثبت هشاشة الطّرح الانفصالي

حامي الدين: استهداف الريسوني يُثبت هشاشة الطّرح الانفصالي

قال عبد العلي حامي الدين القيادي بحزب العدالة والتنمية، إن كلام أحمد الريسوني رئيس اتحاد العلماء المسلمين بشأن قضية الصحراء، “وهو الذي لا يتحمل أي مسؤولية رسمية أو غير رسمية في المغرب، هو رأي ليس بجديد ولا مستغرب”، مسجلا أن “الجديد هي هذه الحملة الشعواء التي غاب فيها العقل والحكمة من طرف من يفترض فيهم ذلك”.

واعتبر حامي الدين، وهو أستاذ القانون الدستوري بجامعة الرباط، أن الحملة الإعلامية الممنهجة، التي استهدفت أحمد الريسوني، على خلفية تصريحاته المتعلقة بقضية الصحراء المغربية والتي صدرت منه قبل أسبوعين في استجواب صحافي شامل، “تثبت هشاشة الطرح الانفصالي وهشاشة المرتكزات التي يستند عليها”.

واعتبر القيادي بحزب “المصباح”، أنه إذا كان من حق الجميع مناقشة الأفكار التي عبّر عنها الريسوني والاختلاف معه، “وهو المعروف باستقلاليته ونزاهته الفكرية ودفاعه عن قيمة الحرية، حرية التعبير بكل تلقائية عن الأفكار والمواقف، فليس من حقهم التقول عليه والزيادة في كلامه والنقصان منه، واجتراء مقاطع منه وإعطائها مضامين عدوانية لأغراض ليست بريئة”.

ويرى حامي الدين، أن المواقف التي عبر عن الريسوني، في موضوع الصحراء يمكن تقسيمها إلى أربعة أبعاد، أولها تاريخي يتعليق باستحضار حقائق تاريخية مع التسليم بالحقائق الموجودة اليوم على الارض، معتبرا أن القول بأن المغرب كان يبسط سيادته على الأندلس لمدة ثمانية قرون لا يعني المطالبة باسترجاع إسبانيا اليوم.

وأضاف الأستاذ الجامعي، أن القول بأن علماء وأعيان موريتانيا أعطوا البيعة لملوك المغرب في مراحل تاريخية معينة وأن المغرب كان يبسط سيادته على موريتانيا، لا يعني المطالبة اليوم باسترجاع دولة ذات سيادة سبق للمغرب أن اعترف بها منتصف السبعينات من القرن الماضي.

وثمة بعد ثان، يسجل حامي الدين، يتعلق بما هو  شرعي وديني بمفاعيل سياسية وهو أن بيعة سكان الصحراء للملوك المغاربة لها مفعول إلزامي من الناحية الشرعية ومن الناحية القانونية أيضا مادام المغرب ظل يطالب بصحرائه وهي اليوم جزء من التراب الوطني، وهو يبسط سيادته عليها ويخوض معارك سياسية ودبلوماسية لانتزاع الاعتراف الدولي بسيادته عليها.

وهناك بعد ثالث، بحسب المتحدث ذاته، و يتعلق بنقد السياسة الرسمية في التعاطي مع قضية الصحراء وتنبيه صناع القرار في المغرب إلى ضرورة الرهان على الشعب من أجل حسم معركة الصحراء وعدم الرهان على خيار التطبيع مع إسرائيل الذي لن نحصد منه سوى السراب.

ولفت حامي الدين، إلى أن الريسوني، ذكر في هذا السياق بملحمة المسيرة الخضراء التي كانت إبداعًا سلميا مغربيا، وطرح امكانية إعادتها مرة ثانية، وهذه المرة من أجل تحرير الإنسان الصحراوي المحتجز في مخيمات تفتقد لشروط العيش الكريم.

وأكد أن دعوة الريسوني، تأتي ” في وقت يصم فيه الجزائريون آذانهم عن جميع دعوات الحوار الممدودة لهم من أعلى سلطة في البلاد، موضحا أن “الجهاد المعبر عنه بصريح العبارة هو الجهاد بالمال وليس الدعوة لسفك الدماء كما ادعت ذلك زورا وبهتانا الآلة الدعائية الموجهة بالجزائر.”

وقال حامي الدين، إنه يستشف من تصريحات الريسوني بشأن الصحراء، أن هناك بعد استراتيجيا مرتبط بفهم الخلفيات الاستعمارية لقضية الصحراء المغربية، باعتبارها صناعة استعمارية، تماما كما هي الحدود المصطنعة في العالم العربي كله على خلفية اتفاقية سايكس-بيكو، واتفاقيات أخرى.

واعتبر عضو أمانة “البيجدي”، أن من لم يفهم هذه الخلفية الاستعمارية ويمتلك الإرادة الحقيقية لتجاوزها، لا يمكنه الحديث عن بناء مغرب عربي كبير ولا الحديث عن تكامل سياسي واقتصادي عربي.

وخلص حامي الدين، إلى أن ” العاصم من كل هذه التجاذبات في نظري هو الاعتصام بعوامل الوحدة والتكامل والتعاون ونبذ كل أسباب الفرقة والتنازع والتطاحن، وتغليب لغة الحوار الهادئ والعقلاني بعيدا عن حرب البيانات والهجوم الإعلامي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News