رياضة

الركراكي.. “غوارديولا” المغرب الذي اكتشف نفسه مجددا في الوداد

الركراكي.. “غوارديولا” المغرب الذي اكتشف نفسه مجددا في الوداد

ربما تشتد الصعاب، وتتوالى الاختبارات على الساعي للوفاء بالوعد، ولكن ما ينجده هو الصدق. وليد الركراكي صدق فكانت المكافأة جند حمر تعبأوا وراءه في السراء والضراء، فسار بخطى ثابتة في مسار النجاح، ليدخل التاريخ من أوسع الأبواب.

تعاقد وليد الركراكي مع الوداد الرياضي صيف عام 2021، ووعد حينها جماهير الأحمر بإحراز لقب لقب دوري أبطال إفريقيا والبطولة الاحترافية وكأس العرش، دون الإفراط في التفاؤلـ فتجندت وراءه الجماهير الودادية، في صورة للوفاء بأبهى حلله، سعيا وراء موسم استثنائي. خلال الميركاتو نفسه، فقد الوداد أهم عناصره، أيوب الكعبي، محمد أوناجم، سايمون مسوفا، وليد الكرتي، فيما ظلت أزمة غياب أيوب سكومة علامة استفهام بارزة. لملم الركراكي، دون تعقادات وزانة بسبب منع الفريق من دخول الميركاتو، شمل اللاعبين فحقق لقب دوري الأبطال ولقب البطولة الاحترافية، وكان قريبا من ثلاثية تاريخية لكنه خصر نهائي كأس العرش برضربات الحظ أمام نهضة بركان، ليغادر الفريق الأحمر بلقبين تاريخيين وعقدة كأس العرش التي عمرت 21 سنة بالقلعة الحمراء.

داخل مستودع الملابس، خلق الركراكي جوا خاصا مع اللاعبين، اتضحت معالمه على أرضية الملعب، تفاهم بين اللاعبين، نهج تكتيكي مركز، وتكامل بين الخطوط، صورة عكست انسجام وليد مع التركيبة البشرية لمنظومة الوداد، بمختلف مكوناتها. حيث جعل من نفسه درعا واقيا للاعبين من انتقاداتالجماهير والصحافة، بتصريحات أثارت جدلا واسعا داخل الساحة الرياضية الإعلامية المغربية. لكن إحرازه للقب دوري الأبطال والبطولة الاحترافية، جعلا منه رجل المرحلة بالنسبة للعديدين لقيادة “أسود الأطلس” في الفترة المقبلة.

فعندما كان يطفئ شمعته الـ21، لم يكن أحد يسمع عن الركراكي اللاعب، فقد ظل بعيدا عن النجومية على الرغم من تألقه رفقة فريقه الأم كوربي إيسون، تحت قيادة المدرب المقتدر رودي غارسيا، والذي كان بمثابة الأب الروحي للدولي المغربي، لينتقل فيما بعد إلى العديد من الأندية الفرنسية من بينها راسينغ دو باري، تولوز، ديجون ولعب أيضا بالبطولة الإسبانية.

بداية وليد الركراكي المدرب مع الفتح الرباطي كانت في المباراة النهائية لكأس العرش أمام النهضة البركانية والتي توج بلقبها في نفس سنة 2014.

وعاد المدرب الشاب ليلعب مرة أخرى نهاية كأس العرش سنة 2015 في المباراة التي جمعت الفتح بأولمبيك خريبكة وخسرها بالضربات الترجيحية عندما انتهت المباراة بالتعادل السلبي، ويتوج بعدها بلقب البطولة الوطنية موسم 2016، بعد 70 سنة من تأسيس الفريق الرباطي، ما مكن النادي من العودة للمنافسة على واجهة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والتي وصل فيها حتى المربع الذهبي.

ومدد الفتح الرباطي عقد وليد الركراكي حتى 2020 ليأتي الانفصال يوم 22 يناير 2020 حيث سيصبح وليد الركراكي مدربا جديدا للدحيل القطري، الذي حقق معه لقب دوري نجوم قطر بعد صراع قوي مع منافسة نادي السد، لكنه سيغادر الفريق في أكتوبر 2021 بعد الإقصاء من الدور الأول لدوري أبطال آسيا.

ولم تطل عطالة الركراكي، إذ سرعان ما سيشرف بعدها على العارضة التقنية لفريق الوداد الرياضي الذي حقق معه دوري أبطال إفريقيا ولقب البطولة الوطنية، في موسم استثنائي خلق فيه علاقة خاصة مع جماهير الأحمر التي تستقبله في كل مباراة بالعباراة التي تمنى سماعها يوما عندما كان مدربا للفتح “سير سير سير”، لكنه ترجّل عن سفينة الفريق الأحمر وترك خلفه موسما سيظل عالقا في أذهان الوداديين للأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News