رياضة

بيدروس..من لاعب مغمور إلى متخصص في حصد “الألقاب النسائية”

بيدروس..من لاعب مغمور إلى متخصص في حصد “الألقاب النسائية”

“هدفنا الأول تحقق وسنلعب المباراة القادمة للفوز بها والذهاب إلى النهائي أيّا كان الخصم”، هكذا صرّح رينالد بيدروس، ربان سفينة “لبؤات الأطلس” بعد الإنجاز التاريخي، بالتأهل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم، والعبور بالتالي إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في التاريخ. إنجاز يطمح من خلاله الفرنسي إلى كتابة سطر جديد في صفحات سيرته الذاتية، التي تسجل تضييعه لضربة جزاء حاسمة كانت وراء إقصاء منتخب بلاده من بطولة كأس الأمم الأوروبية سنة 1996، في المباراة التي جمعت فرنسا بجمهورية التشيك.

الواضح في تكتيك الرجل التكامل بين الخطوط، والواقعية في اللعب، في قالب يجمع بين قوة الدفاع، وفعالية الهجوم. كيف لا وهو الذي أمضى مسيرته كلاعب متنقلا بين الدوري الفرنسي والإيطالي، حيث حمل ألوان كل من نانت ومرسيليا ونابولي وأولمبيك ليون وبارما ومونبوليه وتولوز وباستيا. لكنه لم يحقق إلا لقبا يتيما، كان مع نانت بعد الثلاثية التاريخية التي شكلها مع باتريس لوكو ونيكولاس ويديك، التي حققت بطولة دوري الدرجة الأولى موسم 1995 وبلغت الدور النصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا.

السيناريو ذاته تكرر مع منتخب بلاده، إذ تمت معاملته كما تمت معاملة دافيد جينولا بعد أن تسبب في أخطاء أدت إلى خسارة منتخب فرنسا لآخر مباراتين في تصفيات كأس العالم 1994 أمام إسرائيل 2-3 ومنتخب بلغاريا 1-2.

غياب النجاحات دفع الرجل إلى الاعتزال نهائيا سنة 2008. ودخول عالم التدريب بعد أن أشرف على “سان رييال” موسم 2008-2009، وسان بريڤي في الفترة الممتدة من 2009 إلى 2012، لينتقل بعدها إلى أوليانز الممارس في الدرجة الرابعة من الدوري الفرنسي آنذاك، ليشرف بعدها على تدريب فريق أولمبيك ليون لكرة القدم النسوية، الفريق الذي وجد فيه الرجل ضالته حيث توج بطلا لفرنسا عامي 2018 و2019.

ووجد بيدروس المدرب الألقاب التي لم يوفق في إدراكها لاعبا، فبعد لقبي الدوري فرنسي، قاد المدرب الشاب سيدات ليون إلى العرش الأوروبي بالتتويجهن بلقب دوري الأبطال عامي 2018 و2019 أيضا، قبل أن يفوز بكأس فرنسا عام 2019، وهي إنجازات كانت وراء نيله جائزة أفضل مدرب عالمي لكرة القدم النسوية التي منحت له من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عام 2018، وجعلته تحت أعين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تعاقدت معه في نونبر 2020 للإشراف على المنتخب الوطني المغربي النسوي الأول وعلى جميع المنتخبات النسوية الصغرى إلى غاية عام 2023 خلفا للأمريكية المقالة، كيلي ليندسي.

وفي أقل من عامين، تمكن بيدروس من بناء منتخب شاب بروح تنافسية وقتالية كبيرين، ترجمته “لبؤات الأطلس” بتأهل إلى المرحلة الأقصائية لكأس الأمم الإفريقي، كأول منتخب عربي يصل لهذه المرحلة، وتأهلهن أيضا إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة أيضا في التاريخ. فهل سيكتب بيدروس سطرا جديدا في سيرته الذاتية مع المنتخب النسوي أم أن خبرة نيجيريا، صاحبة 11 لقبا من أصل 13 في المسابقة، ستقف جدارا منيعا أمام طموحات بيدروس وكتيبته المغربية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News