ثقافة

سليماني: كتبتُ عن خيبة الجنس ولولا الأدب لأدمنت الكحول

سليماني: كتبتُ عن خيبة الجنس ولولا الأدب لأدمنت الكحول

دافعت الروائية الفرنسية من أصل مغربي ليلى سليماني عن غوايتها الكتابة عن الخيبات والمرأة والهيمنة والعنف بأعمالها الأدبية، معتبرة أن التركيز على هذه المواضيع ينطلق في جوهره من هوسها بالحرية ومساءلة واقع المرأة وفردانيتها  ضمن علاقات اجتماعية متقلبّة.

وفي حوار مع “ذا غارديان” البريطانية، تحدثت سليماني عن  انشغالها بالحرية علاقة بسؤال “كيف يمكن للمرأة أن تكون حرة وتحافظ على فردانيتها حين تجمعها رابطة بالآخر كزوجة أو أم في الوقت ذاته”.

واستفاضت سليماني في المواضيع التي تميل إليها في نصوصها بالقول “أكتب أيضا عن الخيبات. في عملي الأول، “آديل” كتبت عن خيبة الجنس، وفي الثاني “أغنية هادئة” كتبت عن خيبة الأمومة، وفي كتابي الأخير “بلاد الآخرين” عن خيبة المنفى والهجرة”.

لكن كيف كانت سليماني لتواجه خيبات الحياة لو لم يكن بسلاح الكتابة والأدب؟ جوابا على هذا السؤال لم تستبعد الروائية أنها كانت لتصير  “امرأة قاسية”،  و”على الأرجح مدمنة كحول”، و”ساخطة على الجميع”، و”شخصا سيئا جدا”.

على صعيد آخر يتعلق باختيارات الأسلوب، تشبثت بسردها لتفاصيل حميمة وجنسية  لشخصيات واقعية (من أسرتها أحيانا) ببعض أعمالها، كما يقع في رواية “بلاد الآخرين”، موضحة أنه “في لحظة الكتابة ينتفي جدي وجدتي (يقابلان شخصيتين في رواية “بلاد الآخرين”)، لا يصيران هما ذاتهما وهو ما يشعرني بحرية في وصف الأحاسيس الجنسية ومشاهد العنف لأن ذلك ليس حقيقة”.

ففي الرواية، تواصل سليماني، “تحاول أن تصل إلى الحقيقة عبر الكتابة، ليس حقيقة المحاكم ،وإنما حقيقة العاطفة والصدق”.

وردا على بعض منتقديها بخصوص قضايا الهوية والدين، قالت سليماني لـ”ذا غارديان”، “الهوية أمر معقد جدا وقد تطلّب مني الخوض فيه ثلاثة كتب”، مضيفة “حين يصفني البعض في المغرب بأني مجرد فرانكوفونية بورجوازية  أرغب بأن أرد عليهم: اقرؤوا كتبي وستفهمون أن المسألة أكبر من ذلك”.

وفي وقت تلقى فيه كتابات سليماني احتفاء كبيرا بفرنسا وعدد من الدوائر الفرنكوفونية باعتبارها تسلط الضوء على معاناة المرأة في واقع تقليدي ومشاكلها مع قيود الدين والمحافظة، تقابل أعمال سليماني بتحفظات في الوسط النقدي المغربي وأوساط عربية أخرى  ترى أن كتابات صاحبة “جنس وأكاذيب” اختزالية وتقدم صور جاهزة عن المرأة تجعلها دائمة مسلوبة الإرادة وخاضعة في واقع متخلّف دائما قياسا للغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News