اقتصاد

باحث: بإمكان المغرب منع روسيا من “تسليح” الأسمدة الزراعية

باحث: بإمكان المغرب منع روسيا من “تسليح” الأسمدة الزراعية

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجامعة نافارا بإسبانيا،  مايكل تانشوم، أن المغرب قادر على منع روسيا من تسليح الأسمدة الزراعية، وبالتالي إحداث توازن في السوق الدولية في حال عرف كيف يدبر الإشكالات التي تواجهه في إنتاج هذه المواد.

وقال تانشوم، في مقالة بالمجلة العلمية “ذاكونفورسايشن”، “لدى المغرب امتياز فارق في إنتاج الأسمدة الفوسفاطية بامتلاكه 70 بالمائة من احتياطات الصخور الفوسفاطية التي تشتق منها هذه الأسمدة” علما أن “الأسمدة تنقسم إلى ثلاث فئات أساسية هي الأسمدة النيتروجينية والأسمدة الفوسفاطية وأسمدة البوطاسيوم”.

واعتبر الخبير الإسباني أن هذا الامتياز يجعل المغرب “حارس بوابة سلاسل إمدادات الغذاء العالمية لأن كافة المحاصيل الغذائية تحتاج للأسمدة الفوسفاطية لتنمو، بل كل النباتات”، مشيرا إلى أنه “بخلاف موارد بائدة أخرى، مثل الوقود الأحفوري، لا يوجد بديل للفوسفاط”.

وأشار إلى أن المغرب ينوي زيادة إنتاجه من الأسمدة الفوسفاطية ب8,2 ملايين طن بحلول 2026 علما أن هذا الإنتاج يصل حاليا إلى 12 مليون طن، مقابلا هذه التوقعات بوضعية روسيا.

وقال “تبقى روسيا  أكبر مصدر للأسمدة في العالم وهو المعطى الذي يتظافر مع كونها ثاني مصدر للغاز الطبيعي ليضخّم وضعها التفضيلي في السوق الدولية” (وفي مواجهة الغرب بعدما شنت حربها على أوكرانيا).

من ثم فالمغرب، بنظر أستاذ الاقتصاد السياسي، يمكن أن يضطلع بدور محوري في إرباك هذا الوضع التفضيلي الذي تحظى به موسكو لاسيما في حال سعت لتسليح ورقة الأسمدة في مواجهة الغرب.

واعتبر ، في هذا الصدد، أن تأثير المغرب في هذا الواقع الدولي يتوقف على مدى نجاحه في تدبير التحديات التي تقابل صناعة الفوسفاط “والتي ستؤثر ليس فقط على تنميته الاقتصادية وإنما على استقرار إمدادات الغذاء عبر العالم”.

وأبرز تحديين أساسيين يواجهان المملكة بهذا الخصوص يتصل الأول بندرة المياه  علما أن  استخراج وإنتاج الفوسفاط يتطلب الكثير من الطاقة والماء، والثاني بتأثير ارتفاع أسعار الغاز على قدراتها بإنتاج الأسمدة لأن سعر الغاز يؤثر على سعر النيتروجين الذي تستعمله المملكة لإنتاج سماد “ثنائي فوسفاط الأمونيوم”.

واعتبر الخبير أن الجواب عن هذين التحديين يكمن في رفع المملكة من قدراتها الاستثمارية بقطاع الطاقات المتجددة ومعالجة وتحلية مياه البحر بحيث تتم تغذية عمليات إنتاج الأسمدة المخصبة من هذه الطاقات وبالاعتماد على المصادر غير التقليدية للمياه.

وأكد أن المغرب قادر على كسر الحلقة المفرغة من الارتفاع المتواصل في أسعار الغذاء والطاقة والماء إذا عرف كيف يوظف موارده الضخمة من الطاقة الشمسية في إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء (غاز يستعمل لإنتاج الأسمدة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News