ثقافة

كيليطو: النص الأصلي يعشق ترجمته ويشتاقها ويحن إليها

كيليطو: النص الأصلي يعشق ترجمته ويشتاقها ويحن إليها

ماذا يجمع النص الأصلي بترجمته؟ متكئا على هذا السؤال، فتح الأديب المغربي ، عبد الفتاح كيليطو، أبواب علاقة تمزقها أسئلة العشق والغرابة، الاقتراب والتنافر، التعرية والفضح أمام حضور لقاء جمع كيليطو اليوم الجمعة بالرباط مع مترجم بعض أعماله عبد السلام بنعبد العالي.

“ماذا يجمع النص الأصلي بترجمته؟ يقول العشّاق لبعضهم البعض: لن أستطيع العيش من دونك، هذا ما يحدث بين النص وترجمته، فالترجمة تعلق بالنص الأصلي وتحن إليه” يقول الأديب المغربي في اللقاء الذي احتضنته قاعة شالة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب.

ينطلق كيليطو في مساءلته لعلاقة النصوص بترجماتها من بديهية استحالة “أن تكون الترجمة بدون الأصل، فهي مدينة له، إنها تأتي بعده ولا يُتصوّر أن تكون الترجمة قبل الأصل، لكنّ الأصل من جهته أيضا مدين للترجمة، إنه يطلبها ويحن إليها بما أن لديه -بتعبير والتر بينيامين – ‘ حنينا إلى ما يتمم لغته ويكمّل نقصها’  “.

عبد السلام بن عبد العالي وعبد الفتاح كيليطو

ف”الشوق والحنين للآخر هو ما يجمع النص بترجمته” حسب صاحب كتاب “أتكلم جميع اللغات، لكن بالعربية”. كيليطو  يوضح مقصده أكثر بالقول “الحنين يعني أنهما منفصلان وفي ذات الوقت أنهما كان في البدء متلاقيان ومجتمعان ومتحدان ، يحنان إلى بعضهما ويشتاق كل منهما إلى الآخر ويسعيان إلى أن يجتمعا كما كان في ما مضى من الأزمان”.

غير أن هذه العلاقة بين النص وترجمته لا تخلو من توتر  و”تنافر” أحيانا “لكنه أساسا تنافر بين لغتيهما ” يوضح كيليطو.

وقدم الأديب والناقد المغربي بعض حالات هذا التنافر بالقول “في المدة الأخيرة ذكرتُ لبعض الطلاب عنوان كتاب لأنطوان كومبانيون  بعنوان ” la vie derrière soi”. هذا العنوان فيه إشارة لعنوان رواية لرومان غاري بعنوان la vie devant soi”، متسائلا بعدما بسط هذه المقابلة بين العنوانين، الذي يحيل الأول منهما إلى الماضي والثاني للمستقبل، “كيف يمكن ترجمة العنوان الأول ؟”.

وأعطى أيضا مثال عنوان ” fins de la littérature “، مشيرا إلى أن ترجمة هذا العنوان تطرح إشكالا بالنظر إلى أن كلمة fin التي ترد هنا بصيغة الجمع تؤدي معنيين متعارضين، فهي تعني الانتهاء والنهاية من جهة، لكن أيضا تعني الغاية والهدف، فـ”الترجمة للعربية غير ممكنة إطلاقا فمن جهة  شيء ينتهي، ومن جهة شيء يبدأ وينطلق”.

في مثل هذه الحالات يقول كيليطو “يقف المترجم مكتوف اليدين”، غير أن ذلك يبقى صراعا بين لغة النصين وليس بين النص الأصلي ونظيره المترجَم، داعيا إلى ضرورة أن يتناقش الكاتب والمترجم في مثل هذه الحالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News