رياضة

“إفريقيا تحت السيطرة”.. الوداد ونهضة بركان يؤكدان ريادة الكرة المغربية إفريقيا

“إفريقيا تحت السيطرة”.. الوداد ونهضة بركان يؤكدان ريادة الكرة المغربية إفريقيا

لأول مرة في التاريخ، نجحت الكرة المغربية في بسط سيطرتها الكاملة على منافسات الأندية بالقارة السمراء في موسم واحد، بعد تتويج الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا، وفوز نهضة بركان بكأس الكونفدرالية.

وحاز الوداد لقب “الشامبيونزليغ” مساء أمس الإثنين للمرة الثالثة في تاريخه، وجاء اللقب بفوز مريح ومقنع (2-0) على حساب فريق متمرس يملك 10 ألقاب في المسابقة، الأهلي المصري، بملعب مجمع محمد الخامس بالدار البيضاء.

أما نهضة بركان، فقد صعد “بوديوم” كأس الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثانية في تاريخ، عقب فوزه الصعب على أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي بالضربات الترجيحية (5-4) بعد انتهاء الوقت الأصلي (0-0) والشوطين الإضافيين (1-1)، في النهائي المجرى في 20 ماي الجاري على أرضية ملعب “غودسويل أكبابيو” بمدينة أويو النيجيرية.

وسيواجه الوداد نظيره نهضة بركان في كأس السوبر الإفريقية في الفترة ما بين 5 و7 غشت المقبل، وهي المرة الأولى التي سيصطدم فيها ناديان مغربيان في المسابقة.

مواجهة الفريقان الأحمر والبرتقالي في الكأس الممتازة سيصب في مصلحة الكرة الوطنية، التي ستكون على موعد مع إضافة كأس إفريقية أخرى إلى خزانة ألقابها، ستكون في الخامسة، إذ يملك الرجاء الرياضي لقبين في المسابقة، فيما توج الوداد والمغرب الفاسي بلقب لكل منها، علما أن نهضة بركان فشل في الظفر باللقب عندما خسر أمام الأهلي (2-0) سنة 2020.

كما أن حسم الكرة المغربية للقب كأس السوبر الإفريقية المقبلة سينهي سيطرة الأندية المصرية على المسابقة، بعدما توجت بآخر ثلاثة نسخة؛ الأهلي 2021 و2020، والزمالك 2019.

الوداد.. لكل مجتهد نصيب

أصبح الوداد الرياضي أكثر الأندية المغربية حضورا في المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا بخمس لقاءات بعدما حافظ على ظهوره في المسابقة للموسم السابع تواليا، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي فريق مغربي.

ومنذ سنة 2016، لم يغب الوداد عن المسابقة الأغلى قاريا، إذ حاز اللقب في مناسبتين (2017 و2022)، وخسر النهائي مرة واحدة أمام الترجي سنة 2019، فيما تأهل إلى المربع الذهبي في نسختي 2016 و2021، وتوقفت رحلته في المسابقة في دور ربع النهائي مرة واحدة كانت سنة 2018 أمام وفاق سطيف الجزائري.

الحضور القوي للوداد في دوري الأبطال جعله من بين المرشحين كل موسم للظفر باللقب، كما أن بلوغه للمراحل النهائية للمسابقة وضع الكرة المغربية في الواجهة الإفريقية، وأضحت معها الفرق المغربية رقما صعبا في القارة السمراء متقدمة على نظيرتها في شمال إفريقيا، سيما في مصر وتونس والجزائر.

ورغم أن الكفة تميل دائما إلى عملاقي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، نظرا لإمكانياتها المالية الكبيرة مقارنة مع الوداد أو الرجاء، فقد تمكن “المارد الأحمر” من قلب موازين القوى قاريا في السنوات الأخيرة، وأكد تفوقه على نادي القرن في مناسبتين.

وتوج الوداد بلقب دوري الأبطال سنة 2017 على حساب الأهلي المصري بعدما أجبره على إنهاء مباراة الذهاب بالإسكندرية بالتعادل (1-1) قبل أن يفوز عليه إيابا بالدار البيضاء (1-0)،وكرر تفوقه عليه في نهائي النسخة الحالية، يوم أمس الإثنين، بثنائية (2-0)، علما أن الفريق المغربي يعد الوحيد في إفريقيا الذي تمكن من الفوز على الأهلي في نهائيين في المسابقة من أصل 15 نهائي خاضه الفريق المصري.

وفي النسخة الحالية، أكد الوداد علو كعبه على الفرق المصرية، إذ تفوق في دور المجموعات على الزمالك المصري ذهابا بالمغرب (3-1) وإيابا (1-0)، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها الفريق البيضاوي بأرض الكنانة.

الرجاء ونهضة بركان.. لقصة التألق بقية

في المواسم الأخيرة، ورغم المشاكل التي كان يتخبط فيها وما يزال، حلق “نسر” الرجاء الرياضي عاليا في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية.

الرجاء الذي كان يعاني من أزمة مالية خانقة، تمكن من التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2018 في وقت لم يؤمن أحد بقدرة “النسر” على الانبعاث من رماد دفنه بسبب التسيير العشوائي للمكاتب المسير التي تعاقبت على إدارته منذ 2013.

في الموسم الموالي، شاركت أندية الرجاء نهضة بركان وحسنية أكادير في المسابقة، وحلت في مجموعة واحدة تأهل منها الفريق البرتقالي وفارس سوس، الأخير غادر المسابقة من دور الثمانية أمام الزمالك المصري، فيما واصل البركانيون رحلتهم وصولا إلى النهائي الأول في تاريخهم  وخسروه بالضربات الترجيحية أمام الزمالك أيضا.

وشارك نهضة بركان مجددا، إلى جانب حسنية أكادير، في نسخة 2020 في ظل غياب الجماهير والإجراءات الاحترازية التي طبعت المرحلة بسبب تفشي فيروس كورونا. وأكد الفريقان قوة الكرة المغربية ببلوغهما المربع الذهبي، حيث اصطدما معا، وتأهل “فارس مدينة الليمون” إلى النهائي الذي فاز فيه على بيراميدز المصري (1-0)، مدركا اللقب الأول في تاريخه.

وأبى الرجاء الرياضي سنة 2021 إلا أن يعود للواجهة الإفريقية، في وقت لم يقو نهضة بركان على الدفاع عن لقبه وفشل في تجاوز دور المجموعات.

وحمل الرجاء على عاتقه مهمة الحفاظ على لقب كأس الكونفدرالية “مغربيا” بعد مسار حافل أقصى فيه أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي في ربع النهائي ووصيف النسخة الماضية، بيراميدز، من نصف النهائي، ليلاقي شبيبة القبائل الجزائري في النهائي الذي ابتسم لزملاء محسن متولي (2-1)، محققين اللقب الثالث في تاريخ الفريق الثاني تواليا للكرة المغربية.

وفي وقت كان الرجاء مشغولا بالبحث عن لقب دوري أبطال إفريقيا الغائب عن خزائنه منذ 1999، عاد نهضة بركان إلى مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية في الموسم الحالي عازما على الاحتفاظ بكأس “الكاف” بالمغرب، وهو ما تمكن من تحقيقه بعدما أقصى العملاق الكونغولي تي بي مازيمبي في نصف النهائي، ثم أورلاندو بايرتس في النهائي، مهديا المغرب اللقب الثالث تواليا والتاسع للأندية المغربية في المسابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News