“فلينزل الرب ويشرح لنا”..صحف مدريد تتغنى بمعجزة البيرنابيو

“فلينزل الرب ويشرح لنا”، بهذه العبارة عنونت صحيفة ماركا الإسبانية العريقة صفحتها الاولى الخميس في أعقاب التأهل المبهر لريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بطريقة درامية على حساب مانشستر سيتي الانجليزي.
حقق النادي الملكي ثلاث حالات “ريمونتادا” أمام باريس سان جرمان، تشلسي وسيتي ليجدد المواجهة مع ليفربول في النهائي المرتقب في 28 ماي على ملعب “ستاد دو فرانس” في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس بعد أربعة أعوام من موقعتهما في كييف.
كتبت صحيفة “أس” المقربة من الملكي على صفحتها الاولى “مدريد من عالم آخر”، فيما عنوت “سبورت” الكاتالونية المقربة من برشلونة “هذا مذهل”، وتابعت في عددها الصادر الخميس “هذا غير مفهوم في معايير كرة القدم العادية. التفسير يتجاوز الفهم العقلاني”، وتضيف “الأمر لا يتعلق بالموهبة هنا. إنها ببساطة قدرة غير مفهومة للتغلب على أكثر المواقف إحباط ا”.
حتى الدقيقة 89، بقيت جماهير البرنابيو تنشد “سي سي بويدي” (أي نعم بإمكاننا)، حين كان سيتي متقدما بهدفين في مجموع المباراتين.
هذه الـ”ريمونتادا” ضد سيتي دخلت التاريخ، إلى جانب الفوز 5-1 على إنتر ميلان الايطالي (بعد الخسارة 3-1 ذهاب ا) في نصف نهائي كأس الأندية البطلة عام 1985 (دوري الابطال الآن) عندما بدأت ت كتب سطور الليالي الأوروبية الاسطورية في البرنابيو.
كتب الرئيس الفخري لصحيفة “آس” ألفريدو ريلانيو الخميس بأسلوب شاعري “بما أننا نأتي من روما القديمة، أعزو هذا النجاح إلى الحماية من أرواح الموتى، من جميع هؤلاء الأسلاف المجيدون الذين تركوا أرواحهم تطفو على هذا الصرح المقدس والذين يظهرون عندما يفعل الفريق والجمهور الشيء الصحيح للاستفادة من دعمهم”.
أما بطل الأمسية رودريغو فقال “مع هذا القميص تعلمنا القتال حتى النهاية. كنا شبه ميتين ولكن بعد هدفي الاول، آمن ا قليلا وقد حققنا (الإنجاز) مجددا”.
ووصل موسم مدريد المثير في أوروبا إلى آفاق جديدة حيث عاد من الموت ضد مانشستر سيتي، بعد أن تأخر 1-صفر في أمسية الاربعاء و5-3 في مجموع المباراتين حتى الدقائق الاخيرة قبل ثنائية البديل البرازيلي رودريغو في الدقيقتين 90 و90+1 ليأخذ المباراة الى شوطين إضافيين.
ترجم بعدها القائد الدولي الفرنسي كريم بنزيمة ركلة جزاء تحصل عليها بنفسه بعد خمس دقائق على انطلاق الشوط الاضافي الاول ليمنح التقدم 3-1 و6-5 في مجموع المباراتين ويؤهل ريال مدريد الى النهائي السابع عشر، بعد خمسة أيام من تحقيقه لقب الدوري الاسباني للمرة الخامسة والثلاثين.
وجاء تفوقهم على سيتي بعد أن عوضوا تأخر 2-صفر في مجموع المباراتين ضد باريس سان جرمان في الدور ثمن النهائي قبل أن ينتفضوا في آخر نصف ساعة في لقاء الاياب ويسجلوا ثلاثة أهداف عبر بنزيمة، قبل أن يحبطوا عودة محتملة لتشلسي في اياب ربع النهائي بعد أن تقدم الفريق الانكليزي 3-صفر في البرنابيو بعد خسارته 3-1 ذهابا، إلا أن ريال قاتل وفرض التمديد قبل أن يتأهل رغم خسارته 3-2.
ومنذ إدخال دور الـ16 الى المسابقة في موسم 2003-2004، أصبح ريال مدريد أول فريق يخسر مباراة في كل من ثمن، ربع ونصف النهائي وينجح في بلوغ النهائي.
أما بالنسبة للايطالي كارلو أنشيلوتي وبعد أن أصبح أول مدرب يصل الى خمس مباريات نهائية في دوري الأبطال، يأمل في أن يصبح أول مدير فني يحقق اللقب في أربع مناسبات، بعد أن بات الاسبوع الفائت أول مدرب يحرز ألقاب البطولات الاوروبية الخمس الكبرى. سبق أن رفع الكأس ذات الاذنين الكبيرتين مع ميلان عامي 2003 و2007 وريال مدريد عام 2014.
وقال قبل أيام “لا يمكن للريال أن يكتفي بنصف النهائي. ما زلنا نرغب في الوصول إلى النهائي، لأننا نعلم أنه إذا وصلنا إليه فستكون لدينا فرص أكبر للفوز”.
الأرقام تثبت ذلك، فاز ريال في 13 نهائي من أصل 16، مقابل ستة ألقاب لليفربول من أصل تسع نهائيات.
تواجه الفريقان مرتين في المباراة القمة، الاولى عام 1981 عندما فاز الفريق الانكليزي 1-صفر في باريس تحديد ا على ملعب “بارك دي برانس”، والثانية عام 2018 عندما توج الفريق الإسباني بلقبه الثالث عشر في تاريخه بفوزه 3-1.
من باريس، عنونت صحيفة “ليكيب” الشهيرة الخميس أن ما فعله بطل إسبانيا “سوريالي” مع التشديد على كلمة “ريال” في الكلمة المذكورة.