سياسة | صحافة وإعلام

عناوين حربية واستعداء..إعلام الجزائر بعباءة العسكر ضد الرباط

عناوين حربية واستعداء..إعلام الجزائر بعباءة العسكر ضد الرباط

غابت معايير التوازن والمقابلة بين الآراء وأدبيات التناول الإعلامي لملفات حساسة عن الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الأحد، التي آثرت الانخراط في هجمة منسّقة ضد المغرب ومؤسساته بعناوين “حربية” تحاول خلق “حالة حشد عامة ” من حدث دبلوماسي لم تكشف الرباط بعد أبعادها الكاملة منه.

فلئن كانت الصحف المغربية والصحافيون ناقشوا حديث عمر هلال عن “حق القبائل في الانفصال” بمقاربة توزعت بين المساندة والاعتراض،  مبتعدين بشكل عام عن أجواء التعبئة الحربية والحشد، خالف نظراؤهم  في الجزائر هذا الطرح مسايرين رغبة النظام الجزائري في خلق لحظة سياسية كبرى تنحو للتصعيد وتثبيت المغرب في صورة العدو الخارجي الأول، طبعا في غياب أي حديث عن الدعم الجزائري اللامشروط والعلني لحركة البوليساريو الانفصالية.

“الشروق” الجزائرية تحدثت عن “طوفان الغضب” في نسختها لهذا اليوم، مجمعة آراء زعماء الأحزاب، وهي آراء تنسخ بعضها بعض وتتفق كلها على الإساءة للمغرب بشكل يتعدّى الحدث موضوع السؤال الصحافي.

صحيفة “الحوار” الجزائرية، مثلا، اعتبرت أن “جار السوء يلعب بالنار” ، وهو العنوان نفسه الذي سيتكرّر بشكل شبه حرفي في صحف أخرى في صدارتها “النهار” التي تقود سرب المقروئية بالجزائر والتي عنونت “النار التي تلعب بها المخزن ستحرقه”، وعلى شاكلتها عنونت جريدتا “الوسط” و”الديوان”، في ما لم تخرج كل النشرات عن أجواء “النار” ودق طبول الحرب والعداوة.

أما “الخبر”، واحدة من الصحف الجزائرية الأكثر مقروئية بعد “الشروق” و”النهار”،  فوصلت حد اعتبار حديث سفير المملكة بالأمم المتحدة “إعلان حرب”.

وكان حديث ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، عن حق “شعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، في تقرير مصيره”، أغضب خارجية الجزائر التي اعتبرت حديث السفير المغربي “حادثا خطيرا” يستوجب توضحيات، قبل أن تعمد لاستدعاء سفيرها بالرباط للتشاور اليوم الأحد.

وإلى حدود هذه اللحظة لم تخرج الخارجية المغربية بأي رد فعل على مطالب الجزائر بتوضيحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News