صحة

دراسة علمية حديثة تُؤكد معاناة من أصيبوا بكوفيد19 بعوارض طويلة الأمد

دراسة علمية حديثة تُؤكد معاناة من أصيبوا بكوفيد19 بعوارض طويلة الأمد
يقدّر الباحثون أنّ ما يتراوح بين 10 و30 في المئة من المصابين بكورونا قد يعانون من عوارض “كوفيد الطويل” التي تمتدّ لأشهر عديدة بعد الإصابة بالعدوى.
وجاء ذلك، في ورقة بحثية نُشرت أخيراً في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، كتب فيها كلّ من ستيفن فيليبس، نائب رئيس العلوم والاستراتيجية في تحالف الخبراء بمؤسسة «كوفيد كولابوراتيف» Covid Collaborative، وميشال ويليامز، عميدة كلية تشان للصحّة العامّة التابعة لجامعة هارفرد، أن مجموعة المرضى الذين يعانون من عوارض (كوفيد الطويل) سيواجهون تجربة صعبة ومعذّبة مع نظامنا الصحي المتعدّد الاختصاصات والذي يركّز على كلّ عضو على حدة في ضوء تقديمٍ عيادي معقّد وضبابي».
وسلّطت ملحمة المعاناة التي عاشتها سيدة شابة أميركية اسمها ليندسي بوليغا مع «كوفيد»، الضوء على خذلان النظام الصحي الأميركي للكثير من المرضى وفقاً لوسائل الإعلام الأميركية. إذ وبعد عامين، وثلاث إصابات بفيروس «كوفيد»، وزيارة 11 طبيباً، لم يستطع أحد معرفة لماذا لا تزال ليندسي بوليغا مريضة إلى هذه الدرجة.
تبلغ ليندسي 28 عاماً من العمر ولم تكن تواجه أي مشاكل صحية قبل إصابتها بالفيروس، ولكنّ الشابّة التي تخرّجت من كلية الحقوق العام الماضي، تعاني اليوم من آلام في الصدر وارتفاع ضغط الدمّ وخدرٍ في اليد، وغيرها الكثير من العوارض.
وقد تحوّلت حياتها إلى سلسلة من مواعيد الأطبّاء الموزّعين في أرجاء مدينتها سان بيترسبرغ، فلوريدا. فقد أرسلها طبيب الرعاية الصحية الأولية إلى طبيب متخصص بالمناعة أحالها على طبيب متخصص بالقلب أحالها بدوره إلى طبيب للكلى، وآخر متخصص بالغدد. شعر الأخير أنّه قد يحصل على المزيد من المعلومات من طبيب أعصاب، ولكن عندما فشلت فحوص طبيب الأعصاب في تحديد سبب لمرض ليندسي الشديد، عاد وأرسلها إلى طبيب المناعة.
في مرحلة معيّنة، نصحها أحد أطبّائها المذهول من عجز العلوم الطبية عن تفسير حالتها، بدراسة فكرة عزل نفسها في منزلها على أمل أن يساعدها هذا الأمر في تجنّب مسببات المرض.
كانت ليندسي بوليغا من بين مصابي الموجة الأولى في الولايات المتّحدة قبل بدء الإغلاق العام في البلاد في 15 مارس 2020 – أي قبل فرض قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء أقنعة الوجه واللقاحات. نظرياً، كان يجب أن تتجاوز الشابّة المرض دون مشاكل جدية لأنّها صغيرة السنّ وتتمتّع بصحّة جيّدة ولياقة بدنية عالية كونها كانت تمارس الجري أو السباحة أو أي نوعٍ من التمارين بشكلٍ يومي. ولكن الفيروس أنهكها لشهر ونصف ولم تعد منذ ذلك الحين كما كانت قبل المرض.
وتقول أريانا إنجونغ تشا الكاتبة الأميركية التي تحدثت بالتفصيل عن معاناة بوليغا، أن المريضة شعرت بعوارض عدّة، منها الألم في الصدر الذي كان يظهر ويختفي أحياناً، ليعود ويظهر في الأشهر القليلة المقبلة. وتعاني من ارتفاع ضغط الدم خلال النهار الذي وصل في إحدى المرّات إلى 153-210 ملم زئبق– مسجلاً ارتفاعاً قياسياً عن المعدّل الطبيعي لها 70-120. وتصاب أيضاً بالدوار والتشويش والارتباك أثناء تصفّحها الهاتف. وأحياناً، تُصاب بالدوار وتسمع طنيناً في الأذنين. وتعاني من آلام شديدة في المفاصل.
وأكّدت بوليغا أنّها خلال هذه الفترة كانت تشتمّ رائحة سمك حتّى ولو لم يكن موجوداً، حتّى أنّها في أحد الأيّام بحثت في كلّ مكان في سيارتها مصرّة على وجود فطيرة سمك متعفّنة كانت قد نستها؛ ما دفع حبيبها المرتبك للبحث معها.
اليوم، ومع ظهور ما يسمّى بـ«كوفيد الطويل» الذي يسبب عوارض كثيرة تتداخل مع عوارض متلازمة الإرهاق المزمن، انطلقت أخيراً الأبحاث المخصصة لدراسته. فقد أطلقت معاهد الصحة الوطنية العام الماضي مبادرة بقيمة 1.5 مليار دولار لتكوين فهمٍ أفضل عن «كوفيد الطويل»، وستشمل 40 ألف شخص بالغ وطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News