وزير الفلاحة يُدافع عن تصدير زيت الزيتون: لا يمكن تعليقه بشكل مُفاجِئ

دافع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، على مصدري زيت الزيتون إلى الخارج على الرغم من النقص الحاد الذي تعرفه هذه المادة الحيوية في موائد المغاربة وارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية (100 درهماً للتر)، مشيراً إلى أنه يصعب إيقاف (تعليق) التصدير أو تقليله بطريقة مفاجئة دون الإخلال بالعقود التجارية المبرمة بين الفاعلين الاقتصاديين (المستوردين).
وأضاف البواري، في جواب كتابي على سؤال النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية، لبنى الصغيري، حول تصدير زيت الزيتون في ظل ارتفاع الأسعار وندرة الإنتاج، أن تصدير كميات من زيت الزيتون إلى الأسواق الخارجية يرجع إلى كون جزء مهم من الكميات المصدرة من زيت الزيتون في العام الماضي لم يكن مخصصا للاستهلاك المباشر، نظرا لارتفاع نسبة الحموضة فيه.
وأشار المسؤول الوزاري ذاته إلى أنه تم تصدير كميات من زيت الزيتون البكر الممتازة المعبأة، والتي لا تحظى بطلب كبير من قبل المستهلك المغربي، لافتاً إلى أن العديد من المنتجين والمصدرين المغاربة لزيت الزيتون أبرموا عقود مسبقة مع المستوردين في الخارج.
ومن جهة أخرى، أوضح الوزير ذاته أن سلسلة الزيتون تندرج في دينامية جديدة منذ التوقيع على عقد البرنامج الجديد للفترة الممتدة ما بين 2021-2030 والذي يهدف إلى مواصلة تنمية سلسلة الزيتون في إطار استراتيجية الجيل الأخضر في أفق 2030.
وسجل المصدر ذاته أن هذا العقد – برنامج يحدد التزامات كل من مهنيي سلسلة إنتاج الزيتون والتزامات الحكومة، وذلك من أجل تنفيذ برنامج تنمية السلسلة وحكامة تنظيمها المهني، مبرزاً أنه تبلغ الميزانية الإجمالية المخصصة لتنفيذ الإجراءات المنصوص عليها في هذا العقد – برنامج حوالي 17 مليار درهم، منها 8.3 ملايير درهم كمساهمة من الدولة.
وأفاد المسؤول ذاته أن هذا العقد البرنامج يهدف أساسا في أفق 2030 إلى توسيع المساحة المخصصة للزيتون بحوالي 300 ألف هكتار، لتصل إلى 1.4 مليون هكتار وإعادة تأهيل البساتين على مساحة 100 ألف هكتار وتحسين الإنتاج ليصل إلى 3.5 ملايين طن والعمل على استدامة الاستثمارات المنجزة في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر على مساحة 100.00 هكتار.
وشدد البواري على أن سلسلة إنتاج الزيتون تحظى بأهمية استراتيجية في النسيج الفلاحي الوطني نظرا لمكانتها كأهم سلسلة من سلاسل الأشجار المثمرة حيث تغطي المساحة المزروعة على الصعيد الوطني 1.23 مليون هكتاراً خلال الموسم الفلاحي 2024/ 2025.
وخلال الموسم الفلاحي الحالي 2024/2025، يضيف الوزير ذاته أن إنتاج الزيتون وصل إلى 950 ألف طن، مسجلا بذلك انخفاضا بنسبة 11 في المئة مقارنة مع الموسم الفلاحي 2023-2024، الذي سجل إنتاجا يناهز 1.05 مليون طن، و33 مقارنة بمتوسط الإنتاج للمواسم الثلاثة الأخيرة. ويتركز إنتاج الزيتون في جهات فاس مكناس والشرق وطنجة تطوان الحسيمة، والتي تستحوذ على 67 في المئة من مجموع الانتاج الوطني.
وعزى البواري انخفاض الإنتاج الوطني من الزيتون خلال هذا الموسم إلى التأثير المشترك لعدة عوامل، وفي مقدمتها استمرار الجفاف، مبرزاً تجاوز عجز التساقطات المطرية في بعض المناطق نسبة 50 في المئة وموجة الحرارة التي تزامنت مع وقت إزهار بساتين الزيتون، مما أثر سلبا على المحصول وظاهرة التناوب الذي تميز شجرة الزيتون.
ولفت الوزير عينه إلى أنه بغية ضمان التموين العادي والمنتظم للسوق الوطنية من زيت الزيتون وتحقيق استقرار الأسعار في مستوياتها الاعتيادية، تم اتخاذ إجراءات مهمة من أجل تغطية النقص المسجل في الإنتاج عبر الاستيراد وتقنين التصدير الخاص بهذا المنتوج.
وفي هذا الإطار، أكد البواري اتخاذ الوزارة خلال الموسم الفلاحي الماضي 2023-2024 ، تدابير جديدة لتسويق منتوجات الزيتون، حيث تم إخضاع تصدير الزيتون في حالة طازجة أو مبردة والزيتون المعالج وزيت الزيتون وزيت ثفل الزيتون للترخيص.
وخلال الموسم الفلاحي الحالي 2024-2025، يشير المسؤول الحكومي عينه إلى اتخاذ الوزارة التدابير اللازمة من أجل ضمان تموين أفضل للسوق الوطنية من زيت الزيتون وتثبيت أسعارها لتبقى في مستويات معقولة في متناول المستهلك المغرب.
وفي هذا الصدد، ذكَّر البواري بإعفاء واردات زيت الزيتون ذات الجودة العالية زيت الزيتون البكر الممتاز، وزيت الزيتون البكر من الرسوم الجمركية وتسهيل تصدير زيت ثفل الزيتون وزيت الزيتون الوقودية وتعزيز الرقابة على جودة زيت الزيتون المستورد.
وتابع البواري أنه من أجل تنويع مصادر تزويد السوق الوطنية، تستفيد زيت الزيتون من مزايا تفضيلية في إطار اتفاقيات تجارية مبرمة مع بعض الشركاء الاقتصاديين، لا سيما اتفاقية الشراكة الأوروبية المغربية، حيث تستفيد زيت الزيتون من حصص معفاة من رسوم الاستيراد محددة في ألف و500 طن بالنسبة لزيت الزيتون البكر الممتازة، و 500 طن بالنسبة لزيت الزيتون البكر.