بعد التهديدات.. إسبانيا: الغاز المحوّل للمغرب لن يكون من أصل جزائري

في سياق تلويح نظام الجارة الشرقية الجزائر بتهديدات مباشرة لإسبانيا بفسخ التعاقد معها فيما يتعلق بإرسال الغاز في حال قامت بإعادة توجيهه لأي وجهة غير منصوصة في العقد، في إشارة إلى المغرب، ردت مدريد من جانبها مؤكدة أن الغاز الذي ستنقله إلى الرباط لن يأتي من الجزائر.

ويأتي هذا الأخد والرد بين حكومتي الجارتين الشمالية ونظيرتها الشرقية، بعدما أعلنت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، بحيث ستكون الرباط قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى إسبانيا حيث يتم إعادة تحويله إلى غاز قبل نقله إلى المغرب عبر خط الأنابيب.

وأكدت وزارة التحول البيئي الإسبانية أنه “لن يكون الغاز الذي يحصل عليه المغرب تحت أي ظرف من الظروف من أصل جزائري”، مضيفة أن “تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة وتم إبلاغه يوم الأربعاء لوزير الطاقة الجزائري”.

وهددت الجزائر أول أمس الأربعاء بفسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا إذا أعادت تصديره للمغرب، وقالت وزارة الطاقم والمناجم الجزائرية في بيان إن “أي كمية من الغاز الجزائري مصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان”.

ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام، مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية.

ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر “ميدغاز” الذي يربط بين البلدين مباشرة بعد إيقاف الجزائر العمل بالأنبوب المغاربي الذي يمر عبر المغرب.

وتوقفت الجزائر عن إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق المغرب في نهاية أكتوبر عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بشأن قضية الصحراء المغربية والتي قررت بموجبها الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب بصفة أحادية الجانب.