أولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا يحتجون على ميراوي

طالب أولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، في وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء بالرباط، بالكشف عن مستجدات  إدماج أبنائهم في الجامعات المغربية رافضين “التماطل” بهذا الملف.

ورفع آباء وأمهات الطلبة الذين تسبب الغزو الروسي في إرباك مشوارهم الدراسي بأوكرانيا شعار “”يا وزير يا مسؤول، لا للتماطل”، مطالبين وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي بتعجيل إدماج أبنائهم في الجامعات المغربية.

صفية، والدة إحدى الطالبات، قالت في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن الطلبة ما زالوا يجهلون مصير ملفاتهم وشواهدهم، مشيرة إلى “أنهم يعيشون مشاكل نفسية متعددة”.

وأوضحت الأم أن المنصة التي أنشأتها الوزارة تعاملت مع الطلبة على أنهم أرقام، مؤكدة أن الملف يحتاج “نقاشا جديا والاستماع إلى الطلبة وذويهم”.

وناشدت المتحدث ذاتها الملك محمدا السادس التدخل في الموضوع، لتمكين الطلبة المعنيين من متابعة الدراسة داخل الوطن.

وفي نفس السياق، كانت سفارة كييف بالرباط قد أكدت لجريدة “مدار21” أنها تتابع ملف متابعة الطلبة المغاربة بأوكرانيا “عن كثب”، وذلك بعد أسابيع من عودتهم لبلادهم.

وأوضح إيغور بريخودكو، السكرتير الأول بالسفارة الأوكرانية بالرباط، الثلاثاء الفارط، أنه بات بإمكان بعض الطلبة الأجانب، ومن ضمنهم مغاربة، متابعة دراستهم عن بعد في عدد من المؤسسات التعليمية الأوكرانية (الحكومية وغير الحكومية).

وجدد المسؤول الدبلوماسي الأوكراني “التزام” سفارة بلاده بالرباط بمتابعة ملف الطلبة المغاربة، مبرزا أن وزارة التعليم الأوكرانية “تبذل قصارى جهدها لحصول طلبة السنوات الأخيرة على دبلوماتهم”.

ودعا بريخودكو الطلبة المغاربة للتواصل مع المؤسسات التي كانوا يتابعون دراستهم بها، أو بسفارة كييف بالرباط، للحصول على مستجدات “ملفهم”.

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد عقدت يوم الثلاثاء 5 أبريل الجاري، لقاء بمقر الوزارة مع آباء وأولياء الطلبة العائدين من أوكرانيا، من أجل تدارس وضعية أبنائهم وإمكانية إدماجهم داخل الجامعات المغربية.

وبحسب ما أوضحت مصادر حضرت الاجتماع لـ”مدار21″ الإلكترونية، فإن وزارة التعليم العالي، أكدت لممثلي أولياء الطلبة العائدين من أوكرانيا، خلال هذا اللقاء، أن الحكومة ستعمل على إيجاد حلول من أجل إدماج الطلبة داخل المغرب في حدود الطاقة الاستيعابية للجامعات والموارد البشرية واللوجيستية، كما ستبحث سبل عقد شراكات مع الجامعات بالدول المجاورة لأوكرانيا لتمكين الطلبة من متابعة مسارهم الدراسي.

وأضافت مصادر الجريدة، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أطلعت أسر الطلبة بأنها أغلقت المنصة التي كانت مخصصة لتعبئة معطيات الطلبة المعنيين، وذلك بعدما توقف التسجيل بها، لتمر إلى المرحلة الموالية وهي استقبال ملفاتهم ووثائقهم التي تثبت مستوياتهم الجامعية وتخصصاتهم.

في غضون ذلك، أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أنه سيكون هناك “تدخل مهم” لحل ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، وتمكينهم من مواصلة مسارهم الدراسي، مؤكدا أن الحكومة تتوفر على تصور لحل هذا الملف “وتستمع إلى كافة الأطراف المعنية وتترقب التطورات التي يمكن أن تحدث في الأيام المقبلة”.

وأشار الوزير، في السياق ذاته، إلى أن “الحكومة تتوفر على العديد من الخيارات على طاولتها، بعضها داخلي وآخر خارجي”، مبرزا أن مجموعة من هؤلاء الطلبة استأنفوا بالفعل دراستهم عند بعد منذ الأسبوع الماضي، وإن “لم يكن بنسبة 100 في المئة”.

وسجل الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الحكومة تتوفر حاليا على معطيات أوفى بشأن عدد هؤلاء الطلبة وتخصصاتهم ومستوياتهم الدراسية، وتعمل في مرحلة ثانية على تلقي ملفاتهم بشكل مباشر.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، قال إن الوزارة حاليا بصدد دراسة الاقتراحات التي وضعتها فرقها بخصوص ملف طلبة أوكرانيا، مضيفا أن “الرؤية ستتضح أكثر بعد الأسبوعين المقبلين بشأن هذا الملف وسنصل إلى حلول متكاملة لجميع الاقتراحات والخيارات المطروحة والقابلة للتنفيذ”.بخصوص الجدل الذي أثير مؤخرا حول رفض بعض طلبة كليات الطب بالمغرب إدماج رفاقهم القادمين من أوكرانيا، قال وزير التعليم العالي، “أظن أن الطرفين يحتاجان لمرافقة لإيجاد حلول ترضيهما ونحن نشتغل على هذا الملف “، مضيفا أن “طلبة الطب بالمغرب لديهم تخوف بخصوص فرصهم في التداريب ونحن ننكب على دراسة اقتراحات تطمئن وتضمن فرص الكل“.