التقدم والاشتراكية يتطلع لتعزيز الثقة والوضوح بين المغرب واسبانيا

أشاد المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، بالتَّــحَــوُّلَ “الهام” في موقف الجارة إسبانيا من قضية الوحدة الترابية للمملكة، من خلال إعلانها عن دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الأساسَ الجِــديَّ والواقعي وذا المصداقية من أجل تسوية الخلاف المفتعل المتعلق بالصحراء المغربية.

وفي قرار وصف بـ”التاريخي”، أعلنت الحكومة الإسبانية، للمرة الأولى دعمها موقف المغرب في قضية الصحراء المغربية، معتبرة أن”مبادرة الحكم الذاتي المُقَدمة في 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع”.

وأعرب حزبُ التقدم والاشتراكية في بيان أصدره عقب اجتماعه مكتبه السياسي برئاسمة الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، عن أمله في أن “يُشَكِّل هذا الحدثُ انطلاقة جديدة نحو بناء مرحلة متميزة في علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا، قِــوامها الثقة والوضوح والمسؤولية والشفافية والتوازن والاحترام المتبادل للمصالح العليا والقضايا الحيوية للبلدين، وفي مقدمتها مسألة الوحدة الترابية.”

ونوه المكتبُ السياسي لحزب “الكتاب”، ضمن بيانه الذي توصل “مدار21″ بنسخة منه، بـ”جهود ومكتسبات المملكة، على صعيد علاقاتها الخارجية، وبديبلوماسيتها النشيطة والحازمة، بقيادة حكيمة ومتبصرة للملك محمد السادس”.

وأعرب المصدر ذاته، عن “الأهمية القصوى التي تكتسيها مواصلةُ هذه الجهود والمكتسبات، مُــعَـــزَّزَةً بكافة أشكال الديبلوماسية الموازية، في إطار جبهة داخلية متماسكة، وبمساهمة كافة القوى والفعاليات الوطنية الحية، مشددا على ضرورة” التثبيت التام لحقوقنا الوطنية الشرعية والمشروعة، وبغاية الكسب النهائي لملف النزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية”.

وفي وقت سابق اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، أن “هذا التغير الواضح الذي يعد الأول من نوعه للجارة الشمالية خطوة إيجابية جدا من شأنها إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين الجارين بعد الأزمة التي ألمّت بها منذ أبريل الماضي”.

ووصف بنعبد الله في تصريح  لـ ” مدار21″ ، مضامين البلاغ الأخير الصادر عن الديوان الملكي بـ الخطوة الإيجابية جدا التي تحمل في طياتها مكامن السرور والحبور على مستقبل العلاقات بين البلدين الجارين والشريكين الاستراتيجيين.
وأشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن الموقف الجديد للجارة الشمالية التزام صريح بمواكبة كل الخطوات التي يقوم بها المغرب لبلورة الحل، مشددا على أن هناك تأكيد صريح على أن إسبانيا لن تخالف المصالح الوطنية والسيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب

وكانت  وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكدت أن المملكة المغربية تثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، والتي تضمنتها الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية  بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس.

وشددت الوزارة، ضمن بلاغ سابق لها، على أن العبارات الواردة في هذه الرسالة تتيح وضع تصور لخارطة طريق واضحة وطموحة بهدف الانخراط، بشكل مستدام، في شراكة ثنائية في إطار الأسس والمحددات الجديدة التي تمت الإشارة إليها في الخطاب الملكي في 20 غشت الماضي.

في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة الإسبانية  بيدرو سانشيز، في رسالة وجهها إلى الملك، أن ” البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة”.

وأعرب سانشيز عن ” يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير أيضا”، وأن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح” وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك على أن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه.”

وأكد أن  “إسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف”، وأضاف بيدرو سانشيز “أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها”.وخلص رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في رسالته إلى الملك، إلى أنه سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين.