إسبانيا ترفض وقف بيع الأسلحة للمغرب وتؤكد أن المملكة “جار استراتيجي”

رفضت الحكومة الإسبانية أن تعيد النظر في اتفاقيات بيع الأسلحة للمغرب أو وقفها، عقب قيام الأخير ببناء قاعدة عسكرية بقرب من مدينة مليلية المحتلة، مشددة على أنها تسعى إلى الحفاظ على التعاون مع “الجار الاستراتيجي” والدفاع عن مصالح البلد الإيبيري في الوقت ذاته.
وحسب عضو مجلس الشيوخ، كارلس موليت، فعلى الرغم من أن المغرب أبرم اتفاقا مع إسرائيل لبناء قاعدة عسكرية على بعد 40 كيلومترا من مليلية المحتلة و130 كلم من الجزائر، فإن إسبانيا تقول إنها ستستمر في بيع السلاح لـ”الجار الذي يضايق” حسب وصفه.
وأكد موليت أنه تلقى ردا من الحكومة عن الأسئلة التي طرحها كتابيا في نونبر الماضي، عند توقيع الاتفاقات العسكرية بين المغرب وإسرائيل، الذي اعتبر أنه “تهديد واضح لسلامة أراضي الدولة”.
واستفسر موليت عما إذا كانت الحكومة ستستمر في السماح “ببيع الأسلحة الإسبانية الصنع إلى المغرب” وما إذا كانت ستتبنى إجراء بشأن ما أسماه “الهجوم المغربي الجديد”.
وأوضح المتحدث أن حكومة بيدرو سانشيز أكدت في ردها أن “سلطات الرقابة الإسبانية تطبق المادتين 6 من (المحظورات) و7 (ضوابط التصدير) من معاهدة تجارة الأسلحة على صادرات معدات الدفاع ومكافحة الشغب إلى المغرب”، كما شددت على أن المعايير الثمانية الواردة في الاتفاقية المشتركة لمجلس الاتحاد الأوروبي، بتاريخ 8 دجنبر 2008، والتي تحدد القواعد التي تحكم مراقبة صادرات التكنولوجيا والمعدات العسكرية “مأخوذة بعين الاعتبار وتحترم بشكل صارم في الاتفاقيات مع المغرب”.
وأردف المصدر ذاته أنه تتم أيضا مراعاة وثيقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المؤرخة بـ24 أكتوبر 2000، والتي تؤكد على الحد من التراكم المزعزع للاستقرار وانتشار الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة دون رقابة.
أشارت إسبانيا إلى أن طلبات التصدير يتم تحليلها “على أساس كل حالة على حدة” وأن التراخيص الممنوحة تكون مصحوبة “بوثائق صارمة تحدد الاستخدام والوجهة والمستخدم النهائي، بما في ذلك شرط عدم إعادة البيع أو الاستعمال بخلاف ما هو مأذون به في الاتفاق”.
وردا على عضو مجلس الشيوخ، كارلس موليت، الذي يتبنى موقفا عدائيا تجاه المغرب، أصرت الحكومة الإسبانية على أنها تريد الحفاظ على “أفضل علاقة جوار ممكنة مع المغرب”، الذي وصفته بـ”الجار الاستراتيجي”، مشددة على أنها “تعمل وستواصل العمل في مجالات التعاون” التي تقوم عليها العلاقات، وتسعى إلى “المنفعة المتبادلة” و”الدفاع دائما عن مصالح إسبانيا”.