المركز الدولي للأزمات: البرنامج الملكي الاستثنائي سيمكن المغرب من مواجهة الجفاف

قال أحمد الدرداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، أن البرنامج الاستثنائي يشكل أساس سياسة عمومية متكاملة لمواجهة الجفاف وندرة المياه بالمغرب.
وأبرز الدرداري أن البرنامج الاستثنائي الذي أعدته الحكومة، تفعيلا للتوجيهات الملكية، يروم اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة الجفاف والتأهب للحد من آثاره السلبية، منوها بأنه سيمكن المغرب من وضع سياسة عمومية لمواجهة الجفاف وندرة المياه، بمساهمة كافة الأطراف المعنية، بما يسمح بمواجهة تداعيات التغييرات المناخية على الاقتصاد وعلى الأوضاع الاجتماعية.
واعتبر المتحدث أن البرنامج الاستثنائي جاء وفق مقاربة متكاملة تقوم على 3 محاور، تروم حماية الرصيد الحيواني والنباتي وتدبير ندرة المياه، والتأمين الفلاحي، وتخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين وضمان تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية وتمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي.
وسجل بأن البرنامج الاستثنائي يندرج في إطار “الرصد الاستباقي والعمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة، ما يكرس رجاحة وقوة النموذج المغربي في التدبير الأمثل والحكيم والعقلاني للأزمات”، معتبرا أن التدابير الاستعجالية والاستباقية التي أمر بها الملك تروم الحد من تأثير تأخر التساقطات المطرية على النشاط الفلاحي عموما، وبالعالم القروي على وجه الخصوص.
وخلص الخبير إلى أن استقبال الملك محمد السادس، أمس الأربعاء، لكل من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، يعكس اهتمام الملك بالوضع المائي الراهن وتأثيره على مكونات القطاع الفلاحي.
وكان الملك قد أعطى أمره، بأن يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ ثلاثة ملايير درهم في هذا البرنامج، الذي سيكلف غلافا ماليا إجماليا يقدر بعشرة ملايير درهم.
وكشف الوزير المنتدب المكلف بالمزانية، فوزي لقجع، عن الكيفية التي سيتم بها توزيع 10 ملايير درهم لمساعدة الفلاحين المتضررين، من شح التساقطات المطرية، تفعيلا للتوجهات الملكية عقب استقبال الملك محمد السادس يوم أول أمس الأربعاء رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي.
وأوضح لقجع ضمن الندوة الصحفية التي أعقبت انعقاد مجلس الحكومة أمس الخميس، أن صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية سيساهم بمبلغ ثلاثة ملايير درهم في هذا البرنامج، بحيث سيتم توجيه ستة ملايير درهم، لتمويل وإعادة هيكلة ديون الفلاحين وخاصة الصغار منهم.
وأضاف الوزير، أنه سيتم تخصيص مليار درهم إضافي للتأمين على الموسم الفلاحي، مسجلا أن “الدولة تتدخل كل سنة لتأمين المحصول الفلاحي السنوي، وستصرف هذا العام مليار درهم لتأمين المحصول الزراعي خاصة فيما يتعلق بالأنشطة الفلاحية الخريفية”.
وتابع الوزير المكلف بالميزانية، أنه لمواجهة الانعكاسات السلبية لتأخر الأمطار، ستخصص الحكومة ثلاثة ملايير درهم، لدعم مختلف أنشطة الفلاحة المتضررة خاصة تربية المواشي، عبر توفير الأعلاف بأثمان مناسبة، وتوفير الأدوية للقطيع.
وأكد الملك محمد السادس، خلال استقباله بالإقامة الملكية ببوزنيقة كلا من رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد الصديقي، على ضرورة اتخاذ الحكومة لكافة التدابير الاستعجالية الضرورية، لمواجهة آثار نقص التساقطات المطرية على القطاع الفلاحي، على أمل أن ينشر الله تعالى رحمته على بلادنا، ويسقيها الغيث النافع.
وذكر بلاغ للديوان الملكي أنه “تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية الاستباقية، بهذا الخصوص، يهدف البرنامج الاستثنائي الذي أعدته الحكومة، للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين”.