دولي

شقير لـ”مدار21″: حرب روسيا وأوكرانيا استعراض والخوف وراء ضغوط موسكو

شقير لـ”مدار21″: حرب روسيا وأوكرانيا استعراض والخوف وراء ضغوط موسكو

تعيش الحدود الروسية الأوكرانية حالة من الترقب والحذر الشديدين، فيما يقارب الـ100 ألف جندي روسي جاهزون بحسب مصادر استخباراتية أمريكية للاشتباك وغزو أوكرانيا في أي وقت، في حين تقول وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن مسؤولين، أنه من المتوقع أن يبدأ الهجوم يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين، في وقت تنفي فيه روسيا المزاعم الغربية وتصفها بالحملة الإعلامية المغلوطة.

وتتواصل التصعيدات بين روسيا والغرب، إذ حذّرت الولايات المتحدة على لسان رئيسها، جو بايدن، روسيا من تداعيات القيام بغزو عسكري لأوكرانيا، والتي بحسبه ستكون وخيمة وتحمل ردة فعل صارمة وقاسية. ويأتي ذلك تزامنا مع إرسال واشنطن وحلف الناتو لطائرات تحمل تعزيزات عسكرية لتدعيم القدرات الدفاعية للجيش الأوكراني.

وبحسب موقع “غلوبال فاير باور”، المتخصص في الأخبار العسكرية، والذي ينشر تصنيفات الجيوش العالمية كل سنة، صنف فيه الجيش الأوكراني في المرتبة الـ22 عالميا في سنة 2022، فيما يضع الجيش الروسي في المرتبة الثانية عالميا خلف نظيره الأمريكي، وتتسع الفوهة بين الأوكرانيين والروس حيث تميل الكفة بشكل كبير من حيث القوة العسكرية لصالح الروس، حيث يتوفر الجيش الروسي، بحسب معطيات نشرها الموقع سالف الذكر، على قدرات نووية ضخمة وعشرات الغواصات وقوة برية وجوية وبحرية فتاكة.

وفي هذا السياق، يرى محمد شقير، المحلل السياسي أن هذه الحرب يمكن إدخالها ضمن مفهوم الحروب الاستعراضية، نظرا لأن أي نزاع مسلح مباشر ستكون له تداعيات خطيرة سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي وليس فقط على الطرفين المتحاربين، خاصة من حيث التزوّد بالغاز في ظل فترة يزداد فيها الطلب الأوروبي على هذه المادة الحيوية بشكل كبير، وهذا ما يفسر كل الزيارات التي قامت بها كل من فرنسا وبريطانيا وحاليا ألمانيا.

ويضيف شقير في تصريحه لـ”مدار21″، أنه في ما يتعلق بميزان القوى بين البلدين فروسيا لها قدرات عسكرية كبرى تتجاوز نظيرتها الأوكرانية بمراحل، فبالرغم من قيام دول أوروبية وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد أوكرانيا بمعدات عسكرية، فذلك لن يمنع التفوق العسكري الروسي في الحرب ضد أوكرانيا، منبها في الوقت ذاته أن هذا الأمر هو ما يدفع أصحاب القرار في أوكرانيا للجوء إلى المحادثات الدبلوماسية أو إلى دول أخرى للعب دور الوساطة لحلحلة الأزمة بشكل سلمي، وتجنب المواجهات العسكرية التي ستتكبد فيها الخسائر بشكل مؤكد وكبير، خاصة في ظل تأكيد أمريكي بعدم الرغبة في الدخول في حرب ميدانية مع روسيا.

وأكد المتحدث ذاته، أن من بين الأهداف الاستراتيجية التي تبحث عنها روسيا من خلال هذه الحرب الاستعراضية والدبلوماسية مع الغرب، هو قطع الطريق ولو بشكل مؤقت أمام انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، لما له من خطر وتهديد واضح للمصالح والأمن القومي الروسيين، وكذا رغبة الرئيس، فلاديمير بوتين، الكبيرة في استعادة ما خسره الروس إبان انهيار الاتحاد السوفياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News