دولي

فلسطينيون بـ”مسافر يطا”: سنموت هنا ولن نترك أرضنا للمستوطنين

فلسطينيون بـ”مسافر يطا”: سنموت هنا ولن نترك أرضنا للمستوطنين

يواجه الفلسطينيون في منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تصعيدا لافتا من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين يعتدون على أملاكهم ومصادر أرزاقهم، في وقت يعبرون فيه عن تمسكهم بأرضهم رفضهم مخططات التهجير.

ومساء الاثنين، قتل مستوطن متطرف الفلسطيني عودة الهذالين (31 عاما) في قرية أم الخير بمسافر يطا.

وأظهر مقطع فيديو نشره المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال إبراهام المستوطن، وهو يطلق النار على الشاب الفلسطيني دون أن يشكل عليه أي خطر.

ووفق إبراهام، فإن الهذالين أحد المساهمين في إنتاج فيلم “لا أرض أخرى”، والحائز على جائزة أوسكار.

وأشار إلى أن شهود عيان تمكنوا من تحديد هوية مطلق النار، ويدعى ينون ليفي، وهو مستوطن سبق أن فرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات بسبب عنفه ضد الفلسطينيين.

ويسلط فيلم “لا أرض أخرى” الضوء على التهجير القسري الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا، وما يرافقه من عمليات هدم منازل.

وفي مارس/ آذار الماضي، انتقد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار، منح جائزة أوسكار للفيلم، زاعما أن هذه “لحظة حزينة لعالم السينما”.

** الجيش يدعم الاعتداءات

في السياق، يقول علاء الهذالين، أحد أقارب القتيل الفلسطيني للأناضول، إن مستوطنا اقتحم أرضهم، ثم قام بتكسير أشجار الزيتون، وأطلق الرصاص الحي من مسدس خاص أصاب عودة الهذالين مباشرة فقتله.

وأضاف أن “المستوطن متطرف ومجرم، وله سجل من الجرائم بحق الفلسطينيين”.

وأشار إلى أن “هذا الاعتداء لم يكن الأول، ويأتي بدعم من الجيش الإسرائيلي والحكومة التي تعمل على توفير الغطاء والسلاح للمستوطنين”.

ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، فقد نفذ المستوطنون الإسرائيليون خلال النصف الأول من العام الجاري ألفين و153 اعتداءً.

وإلى جانب أم الخير تقع بلدة التوانة، والتي تعاني هي الأخرى من تصاعد كبير في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين.

وفي هذا السياق، تقول الفلسطينية جميلة الربعي (59 عاما)، إنها تعيش عذابا يوميا جراء اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين.

وتضيف في حديث للأناضول، أن المستوطنين باتوا يهاجمون المنازل ويدمرون الممتلكات ويسرقون الأغنام بحماية من الجيش والشرطة الإسرائيليين.

وتشير إلى أن المستوطنين يسيطرون على الأراضي والمراعي، ويمنعون الرعاة الفلسطينيين من الوصول للمراعي بحجة أن الأرض لهم.

**لن نترك الأرض

ومعبرة عن تعلقها بالأرض، تقول الربعي: “هذه الأرض لنا وليس لهم حق فيها، بل استوطنوا فيها وشرعوا بعمليات تضييق على السكان، مثل اعتقال الرعاة ونهب الأغنام”.

واتهمت الربعي الجيش الإسرائيلي بالتواطؤ مع المستوطنين، موضحة أنهم سرقوا جزءا كبيرا من قطيعهم داخل الحظيرة بحماية من الجيش الإسرائيلي.

وقالت: “المستوطن يدعي زورا أن القطيع والخراف ملكه، لم نعد آمنين لا على أموالنا ولا أنفسنا”.

ورغم ما تعانيه السيدة التي ولدت وكبرت في التوانة إلا أنها ترفض التهجير، وتقول: “كل هذه الممارسات تهدف لترحيلنا من أرضنا، لكن لا أرض لنا غيرها، لن نتركها، وليفعلوا ما يريدون، لن نرحل، وسنموت هنا ولن نترك الأرض”.

أما الفلسطيني خالد الربعي (68 عاما) من البلدة ذاتها، يقول للأناضول: “نعيش في صراع مع المستوطنين على مدار الـ24 ساعة”.

ولفت إلى أنه يملك قطيعا من الأغنام، ولديه قرار من المحكمة الإسرائيلية بالسماح له برعي قطيعه في أراضي البلدة، إلا أن المستوطنين وبقوة السلاح يمنعونه من ذلك.

وأشار إلى أن الجنود الإسرائيليين يساندون المستوطنين، ملخصا الدعم بالقول، إن “الجندي مستوطن”.

وخسر الربعي الكثير من قطيعه وأرضه، واستدرك قائلا: “لن نرحل من الأرض”.

وأشار إلى أن “المستوطن يتجول بين المراعي بسلاحه، وقد يقتل أي فلسطيني في أية لحظة دون عقاب”.

** استكمال لمخطط التهجير

على صعيد الموقف الرسمي، وصف محمد الربعي، رئيس مجلس التوانة وتجمعات مسافر يطا، ما يجري على الأرض بـ “استكمال للمخطط الإسرائيلي الاستيطاني لتهجير كافة تجمعات مسافر يطا”.

وأضاف للأناضول: “حاول الاحتلال (الإسرائيلي) عبر سياسة هدم المنازل طرد السكان من أرضهم ففشل، واليوم يدفع المستوطنين المتطرفين للضغط على السكان، وتنفيذ عمليات قتل واعتداءات خارج القانون، لتنفيذ ما فشل على تحقيقه”.

وأقام المستوطنون 9 بؤر استيطانية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بحسب رئيس مجلس التوانة، حيث تسيطر تلك البؤر على آلاف الدونمات والتلال ومفاصل التجمعات السكانية الفلسطينية.

واعتبر الربعي أن “الهدف تهجير الفلسطينيين، ورغم تصاعد تلك الاعتداءات وتنفيذ سياسة الهدم الإسرائيلية إلا أن السكان باقون في أرضهم”.

وأِشار إلى هدم الجيش الإسرائيلي قبل أشهر قرية خلة الضبع بشكل كامل، وقال: “رغم مجزرة الهدم، فإن السكان بقوا في أرضهم وعاشوا في الكهوف وأعادوا بناء خيام، وبصمود السكان نفشل تلك المخططات الاستيطانية”.​​​​​​​

وفي 5 مايو/ أيار الجاري، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية هدم واسعة في خلة الضبع، طالت 25 منزلًا ومنشأة زراعية وآبار مياه، بذريعة البناء غير المرخص في المنطقة “ج” الخاضعة لسيطرته الكاملة.

وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995) أراضي الضفة 3 مناطق: “أ” تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و “ب” تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و “ج” تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 1009 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

ويتزامن ذلك مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل في غزة، خلفت أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.​​​​​​​​​​​​​​

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News