صحافة وإعلام

واقعة الطفل ريان..أخلاقيات الصحافة في اختبار أزمة إنسانية

واقعة الطفل ريان..أخلاقيات الصحافة في اختبار أزمة إنسانية

أثارت واقعة الطفل ريان نقاشا حول واقع المشهد الإعلامي بالمغرب وبعض الممارسات التي تخترقه والبعيدة عن معايير المهنية واحترام ميثاق أخلاقيات المهنة في ظل النقل الواسع لمحاولة إنقاذ الصغير على مدى خمسة أيام.

ورصد المجلس الوطني للصحافة بالمغرب خروقات مخالفة لميثاق أخلاقيات المهنة في تغطيات بعض الصحف الإلكترونية لجهود إغاثة الطفل كاشفا أنه بصدد ضبط مختلف تلك الخروقات وترتيب المتابعة التأديبية في الحالات التي قد تستدعي ذلك.

كما نبهت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، في الاتجاه ذاته، لبعض الممارسات الغير المهنية التي تعارض قانون أخلاقيات المهنة، وكذا التي تسعى للربح والاسترزاق بعيدا عن قيم التآزر والتضامن في مثل هذه الأزمات.

‘الممارسات غير المهنية جاءت من غير الصحافيين’

وتعليقا على الموضوع، اعتبر إبراهيم الشعبي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، أن مكان وقوع حدث عملية الإنقاذ شهد حضور صحفيين مهنيين وكذا حضور أصحاب صفحات فيسبوكية وقنوات يوتيوب ومختلف النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وذهب الخبير الإعلامي إلى أن أصحاب الصفحات كانوا في أغلبيتهم بعيدين عن المهنية في نقل الوقائع والأحداث التي شهدتها قرية إغران بإقليم شفشاون، مضيفا أنه لا يمكننا أن ننكر التغطيات المهنية التي قامت بها عدة قنوات ومواقع سواء الوطنية أو الدولية والتي قامت باحترام تام لأخلاقيات المهنة سواء عبر مراسليها وصحافييها، وبالتالي فالعديد من الممارسات الغير مهنية جاءت من غير الصحفيين أي المؤثرين وأصحاب اللايكات والمشاهدات.

وأضاف الشعبي أن أخلاقيات المهنة لا يمكن أن نلزم إياها غير الصحفيين، لكن الصحفي المهني ملزم بها، وهناك كتيب وضعه المجلس الوطني للصحافة المغربية الذي يضم الحقوق و الواجبات التي يجب على الصحفي أن يحترمها سواء في المسؤولية المهنية أي البحث عن الحقيقة ومعالجة الخبر وعدم نشر الأخبار الكاذية، وتجنب التضليل وعدم تزوير المعطيات.

كما نبه إلى ضرورة الالتزام بالمسؤولية تجاه المجتمع من خلال احترام الإنسانية خاصة وأن هناك من نشر صورا للطفل ريان وهو في قعر البئر، وهو ما يعارض الحق في الصورة.

وقال إن هذه الخروقات هي التي دفعت مؤسستين محترمتين كالنقابة الوطنية للصحافة والمجلس الوطني للصحافة للخروج والتنديد والتحذير من هذه الممارسات، وهذا الامر بحسب تعبيره يدفعنا للبحث عن صيغة لتعطيل كل من ينشر وهنا نتحدث عن غير الصحفيين، أن يلتزم بأخلاقيات المهنة.

كثيرون سقطوا في مستنقع الأخبار الزائفة

عبد السلام الشامخ، الصحفي بجريدة “هسبريس” الذي غطّى الحدث من عين المكان قال إنه كانت هناك بعض الممارسات الغير المهنية التي تخالف الضوابط المتعارف عليها على المستوى العالمي.

وأوضح الشامخ، في تصريح لمدار 21، أن من بين هذه المخالفات عدم احترام حق الطفل ريان في الخصوصية وكذا العبث بأغراضه وأغراض العائلة وكذا تصوير الطفل في وضعية صعبة ووجهه ملطخ بالدماء وكذا تصوير عائلة الطفل بدون الحصول على الموافقة خاصة في ظل الظروف النفسية الصعبة التي تعيشها.

وأشار أيضا، في نفس السياق، إلى تصوير الأطفال القاصرين الذين ينتظرون لحظة إخراج الطفل أيضا دون موافقتهم وهو ما يتنافى مع المحور الثاني من ميثاق أخلاقيات المهنة، إلى جانب الاعتماد على مصادر غير دقيقة في نقل الأخبار دون التأكد من صحتها وهو ما أسقط العديد في مستنقع الأخبار الزائفة كتناول الطفل ريان لطعام الملقى إليه وهو ما نفاه مسؤول رسمي لوسائل الإعلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News