سياسة

الشاوي ينتقد عمر هلال بسبب صورة لانفصالية من البوليساريو

الشاوي ينتقد عمر هلال بسبب صورة لانفصالية من البوليساريو

اختار الكاتب والدبلوماسي السابق، عبد القادر الشاوي، تحليل تحديات دبلوماسية حقوق الإنسان في المغرب انطلاقا من صورة للانفصالية، سلطانة خيا، تظهر فيها بزي عسكري حاملة سلاح كلاشينكوف سبق أن رفعها السفير الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، للتدليل على تبني خيا إيديولوجيا عنيفة تنافي النشاط المدني السلمي.

ووجه هلال في 17 نونبر المنصرم رسالة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي يفضح فيها زيف المزاعم الكاذبة لخيا، التي وصفتها الرسالة بعميلة “البوليساريو” والجزائر.

الشاوي قال إنه تابع هذه الصورة بـ”نوع من الانفعال الشخصي” سيفصّل أسبابه في مداخلة بيوم دراسي بكلية الحقوق السويسي بالرباط حول “دبلوماسية حقوق الإنسان في المغرب: أي تحديات؟” أمس الأربعاء.

السفير المغربي السابق بالشيلي تساءل بعد تحليل قلّب فيه سياق هذه الصورة من زوايا مختلفة عما إذا كان “يكفي رفع صورة لناشطة انفصالية وهي ترتدي الزي العسكري والكلاشينكوف لنقول إن هذه الصورة بالزي والسلاح تتعارض مع النشاط الحقوقي العام”.

“بعد مراجعتي لتدخل هلال وجدته يأتي في علاقة ببيان تحريضي أصدرته منظمة ‘روبيرت كينيدي’ لحقوق الإنسان دعت فيه المفوضة الأممية لزيارة ما أسمته المنظمة بـ’الصحراء الغربية’ للتحقيق في اعتداء على ‘الناشطة خيا’، وفي مواجهة مباشرة للادعاءات التي بثتها هذه المنظمة”، يقول الشاوي.

واعتبر الشاوي أن موقف المنظمة الأمريكية “متحيّز في صراع إقليمي بالصحراء المغربية وهي تستعمل هذا التحيّز لكي تكيل الاتهامات للمغرب انطلاقا من مواقف مسبقة وبالمقابل تكيل المديح للطرف الآخر التي تعتبره تحرريا ويسعى إلى إقامة كيان خاص”، مبرزا أن الدفاع عن حقوق الإنسان في حالة هذه المنظمة “يتحوّل إلى موقف إيديولوجي يرتدف بالاستخدام السياسي النفعي”.

فمنظمة “روبيرت كينيدي” وكل المنظمات التي تنتهج هذا الأسلوب في المواجهات الحقوقية التي تدعيها سواء مع حكومات أو أفراد أو مؤسسات، يواصل الدبلوماسي المغربي، “تنفي عن نفسها تلقائيا صفتها الحقوقية”.

كما تنفي عن نفسها “كل أحقية تدعيها على جميع المستويات التي تقارب بها الموضوع وبصفة خاصة الصحراء المغربية، إذ لا يتعلق الأمر بالتلاعب والانحياز فقط بل بالاستهداف واستعداء الدول.. لتسويد صحائف المستهدف”.

من هنا، يقدم الشاوي خلاصة أولى، “إذا عرفنا أن الاتهامات الواردة في بيان المنظمة المذكورة قاسية جدا، عرفنا بالمقابل كيف تقرر بناء الرد من طرف عمر هلال بطريقة غير مباشرة على المنظمة ومباشرة على الناشطة الانفصالية” بشكل يدحض مزاعمهما معا، فـ”الرد كان منطقيا وإيجابيا ومشروعا في عمومه في تلك النازلة”.

فلم الانفعال إذن إزاء هذه الواقعة؟ يجيب المتدخل بأن هناك “أمورا ظلّت خفيّة عن العموم، كان يجب أن يكون الرد أشمل من ذلك حتى يكون الفضح أو التعبير عن الموقف الحقوقي منسجما مع نفسه”.

لكن هنا يصل الشاوي لتساؤله “هل يكفي أن يتم رفع صورة لناشطة انفصالية وهي ترتدي الزي العسكري والكلاشينكوف لنقول إن هذه الصورة بالزي والسلاح تتعارض مع النشاط الحقوقي العام؟”، ليجيب “قد يصح ذلك ولكن من حقنا أن نتساءل ألم تكن الصورة مفبركة، وفي جميع ما أطلع عليه وأقرأه أستحضر بعض الأمور المتصلة بهذا الجانب من جوانب الإعلام أو الأخبار الزائفة وما إليها”.

ويضيف الشاوي “عانى المغرب من تركيب الصور معاناة شديدة، مثلا على إثر أحداث اكديم إيزيك حين قامت إحدى القنوات الإسبانية ببث صورة رهيبة تظهر اعتداءات على أطفال قتلوا في المواجهات سيتبين زيفها وأنها تتعلق في الحقيقة بمواجهات تمت بسوريا”.

وبالعودة إلى صورة هلال المرفوعة ضد دعاية البوليساريو يقول الشاوي: “يمكن أن تكون مفبركة وكان من الضروري ربما أن يقع التصدي للأمر بتلك الصورة أيضا بنوع من الحذر الذي قد لا يوقع في خطأ شنيع في ما بعد وهو أن تظهر أن تلك الصورة في حقيقة الأمر كانت مفبركة ربما”.

أبعد من ذلك تساءل الشاوي هل يكفي هذا الربط ” لمن عايشوا مرحلة من المراحل كان ارتداء الزي العسكري فيها من قبيل الموضة بين شبيبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي وأمرا عاديا”، معتبرا أنه “مبدئيا  قد لا يسيء ذلك لمسألة حقوق الإنسان ولكنه قد يضع للتصدي لقضية حقوق الإنسان بعض الثغرات التي كان من المفروض الانتباه إليها”.

عبد القادر الشاوي تساءل في السياق نفسه عما إذا لم يكن التصدي للادعاءات الزائفة الواردة في دعاية خيا ومن ورائها البوليساريو والجزائر منوطة بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان لاسيما عبر اللجنة الجهوية التي توجد المعنية بالأمر ضمن اختصاصها الترابي.

ونظم فريق البحث في الأداء السياسي والمؤسساتي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، في إطار برنامج ابن خلدون لدعم البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، أشغال هذا اليوم الدراسي الذي قارب خلاله باحثون وخبراء دبلوماسيون من زوايا نظر مختلفة الجهود المغربية في مجال التعريف بواقع حقوق الإنسان خارج حدود البلاد ودعما لقضاياها العادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News