كارثة أثرية في كلميم.. جرافات تدمر موقعا أثريا ونقوشا عمرها آلاف السنين

تعالت الصرخات بجبل بوايدو، الموجود بدوار تينزرت جماعة تغجيجت إقليم كلميم، في وجه الصمت الرسمي أمام أعمال التخريب والنهب التي تطال مجموعة من الآثار من النقوش تعود لآلاف السنين، مطالبة بحماية ذاكرة المغرب من المحو.
وأطلق عبدالله بنحسي، عضو المكتب السياسي لحزب الخضر المغربي، نداء عاجلا من دوار تينزرت، جماعة تغجيجت بإقليم كلميم، بعدما أصبح جبل بوايدو، أحد أعرق المواقع الأثرية الواقع على سفوح جبل بوايدو، عرضة لعمليات تخريب ونهب منظم طالت نقوشا صخرية تعود إلى آلاف السنين.
وشهد الموقع الأثري الواقع على سفوح جبل بوايدو أعمال تكسير ممنهجة للحجارة المنقوشة التي تحمل رسومات لجواميس وغزلان، تمثل شهادات حية على الحضارات القديمة التي عمرت المنطقة.

وجرى، وفق مصادر محلية، اقتلاع عشرات الأحجار وسحبها بالجرافات إلى مواقع بناء قريبة من الوادي، فيما اختفت قطع صغيرة الحجم كانت تحمل نقوشا دقيقة ورسومات نادرة.
ولم يسلم القبر الجنائزي الواقع أسفل الجبل من العبث، تضيف مصادر الجريدة، إذ تم تدميره بالكامل، دون اكتراث للذاكرة التاريخية للمغرب.
وأكد عبدالله بنحسي في ندائه أن “عمال بعض الشركات الخاصة هم من يقفون وراء هذه الكارثة، بعدما عمدوا إلى فتح مقالع غير مرخصة واقتلاع الصخور الأثرية بحثا عن مواد للبناء والربح السريع، في تجاهل تام لقيمة هذا الإرث الإنساني الذي يصنف تراثا وطنيا ولا ماديا”.

وأشار الفاعل السياسي إلى أن الخطر لا يهدد جبل بوايدو وحده، بل يمتد إلى منطقة تينزرت وامتطضي وحوض آيت حربيل عامة، التي تشكل متحفا أركيولوجيا مفتوحا يزخر باللقى الأثرية والنقوش الصخرية والقبور الدائرية لفترة ما قبل التاريخ، والتي أصبحت اليوم عرضة للتدمير بالجرافات والشاحنات وتجار الآثار، في ظل صمت وزارة الثقافة واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، وتقاعس السلطات المحلية عن التدخل.

ووجه عبدالله بنسحي رسالة مباشرة إلى السلطات للتحرك بسرعة لحماية المناطق الأثرية بالمنطقة، وقال: “إننا نرفع صوتنا عاليا للمطالبة بتدخل فوري وحازم لحماية هذا التراث الإنساني الفريد، وصون ذاكرة الأجيال القادمة من الاندثار”، مضيفا “لا لمحو ذاكرة وتاريخ واحة تينزرت.. لا لتخريب النقوش الصخرية”.





