استثمار 36 مليار سنتيم لتطوير الإعلام العمومي استعدادا لمونديال 2030
تتطلع شركة الدراسات والإنتاجات السمعية البصرية إلى تعزيز موقعها في سوق الاستثمار الإعلاني خلال السنوات المقبلة، إذ تتوقع برسم سنة 2025 تحقيق رقم معاملات قدره 421 مليون درهم، بزيادة قدرها 2% مقارنة بسنة 2024.
وعلى المدى المتوسط، فتشير التوقعات للفترة 2026–2028، وفق تقرير حول المؤسسات العمومية والمقاولات العمومية بمشروع قانون المالية لسنة 2026، إلى إنجاز استثمارات تتجاوز قيمتها 36 مليار سنتيم (369 مليون درهم)، موزعة على 106 ملايين درهم سنة 2026، و128 مليون درهم سنة 2027، و135 مليون درهم سنة 2028، بهدف تطوير البنية التقنية ودعم الإنتاج السمعي البصري الوطني.
ويشير التقرير إلى أن الاستثمارات المنجزة بلغت إلى غاية يونيو 2025 ما قيمته 5,7 ملايين درهم، في سياق مواصلة تنفيذ مخططها الاستثماري متعدد السنوات.
وكرست شركة الدراسات والإنتاجات السمعية البصرية “صورياد دوزيم” خلال سنة 2024، وفق التقرير، موقعها كفاعل رائد في سوق الاستثمار الإعلاني التلفزيوني بالمغرب، بحصة بلغت 62.1% من الميزانيات المخصصة لهذا القطاع، متقدمة على القناة الأولى (22.1%) وقناة ميدي 1 تيفي (2.8%).
ويضيف التقرير أنه على مستوى نسب المشاهدة، سجلت القناة نسبة مشاهدة يومية بلغت 25.4% مقابل 29.2% سنة 2023، فيما بلغت نسبة المشاهدة في وقت الذروة (من الساعة 20:50 إلى 22:30) حوالي 20% مقابل 22.4% خلال السنة السابقة.
وعززت القناة حضورها الرقمي، حيث بلغ عدد متابعيها على فيسبوك 10.1 ملايين مشترك، و3.8 ملايين على إنستغرام، و9.27 ملايين على يوتيوب، بينما واصلت دعم الإنتاج الوطني الذي مثل 83% من شبكة البرامج مقابل 80% سنة 2023.
وعلى الصعيد المالي، اختتمت سنة 2024 بتحقيق رقم معاملات بلغ 415 مليون درهم (زائد 8% مقارنة بسنة 2023)، منها 391 مليون درهم كمداخيل إعلانية. وقد استفادت الشركة من دعم مالي من الدولة قدره 236 مليون درهم.
في المقابل، يوضح التقرير أن النتيجة الصافية استقرت في ناقص 360 مليون درهم مقابل ناقص 327 مليون درهم سنة 2023، مما أدى إلى تراجع الأموال الذاتية إلى ناقص 1.124 مليون درهم متم سنة 2024، بعد أن كانت ناقص 764 مليون درهم خلال السنة المنصرمة.
وتندرج آفاق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة برسم الفترة 2025–2026 في إطار مواصلة تنفيذ ورش إصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية، المنصوص عليه في القانون الإطار رقم 50.21، من خلال استكمال عملية إلحاق شركة صورياد دوزيم، وتوطيد أوجه التآزر وتوحيد الخدمات بين مكونات القطب السمعي البصري العمومي، بحسب ما ورد في التقرير.
وتعتزم الشركة، وفق تقرير مشروع قانون المالية لـ2026، إبرام عقد برنامج مع الدولة، وتعزيز استراتيجيتها في مجال التحول الرقمي عبر دمج التكامل بين البث الخطي والاستهلاك الرقمي للمحتوى، إذ تولي المؤسسة أهمية خاصة لتعبئة الوسائل التقنية والبشرية اللازمة لتغطية أبرز الاستحقاقات الرياضية الدولية التي سيحتضنها المغرب، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.
وبخصوص توقعات اختتام سنة 2025، فتشير إلى تحقيق رقم معاملات قدره 707 ملايين درهم، منها 300 مليون درهم ناتجة عن الرسم المتعلق بإنعاش المجال السمعي البصري الوطني، و225 مليون درهم من مبيعات المساحات الإعلانية.
ويرتقب أن تسجل النتيجة الصافية عجزا بقيمة 476 مليون درهم، في حين ستبلغ الاستثمارات 258 مليون درهم، موجهة أساسا للتجهيزات التقنية والبث التلفزي، إذ بلغت الاستثمارات المنجزة إلى غاية يونيو 2025 ما قيمته 41 مليون درهم من حيث الأداءات و90 مليون درهم من حيث الالتزامات.
وخلال سنة 2024، بلغ رقم معاملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة 439 مليون درهم، مسجلا زيادة بنسبة 24% مقارنة بسنة 2023، إذ يتوزع هذا الرقم بين 212 مليون درهم ناتجة عن الرسم المتعلق بإنعاش المجال السمعي البصري الوطني، و194 مليون درهم متأتية من مبيعات المساحات الإعلانية التي حققت نموا مهما بنسبة 56% مقارنة بالسنة السابقة.
ورغم هذا التحسن، فقد استقرت النتيجة الصافية في حدود ناقص 410 ملايين درهم، نتيجة ارتفاع التكاليف المرتبطة باقتناء حقوق البث الرياضي، خصوصا كأس إفريقيا للأمم 2024 بساحل العاج والألعاب الأولمبية بباريس 2024، فيما بلغت الاستثمارات الإجمالية 283 مليون درهم، منها 185 مليون درهم خصصت للتجهيزات السمعية البصرية، و54 مليون درهم للبث التلفزي.
أما الرأسمال الاجتماعي، سجل التقرير إلى أنه ارتفع إلى 1.275 مليون درهم مقابل 840 مليون درهم سنة 2023، وذلك عقب عملية تخفيض وإعادة رفع الرأسمال (عملية الأكورديون) التي تمت المصادقة عليها خلال الجمع العام الاستثنائي المنعقد بتاريخ 11 يونيو 2024.
وتم تمويل أنشطة الشركة من خلال تحويلات مالية بلغت 2.236 مليون درهم، ضمنها 1.085 مليون درهم برسم الاستغلال، و17 مليون درهم دعم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إضافة إلى 120 مليون درهم كمساهمة في الرأسمال من صندوق النهوض بالفضاء السمعي البصري والإعلانات والنشر العمومي، إضافة إلى دعم استثنائي بقيمة 173 مليون درهم.
وتُبرز هذه المعطيات الدور الحيوي الذي تضطلع به الشركة في تعزيز إشعاع القنوات العمومية الوطنية، وتطوير جاذبيتها الإعلامية من خلال الاستثمار في المحتوى الرياضي والرقمي ذي البعد الجماهيري.
