“البحر البعيد” يحصد 4 جوائز في مهرجان طنجة بقصة عن المثلية والهجرة

تمكن المخرج سعيد حميش من حصد أربع جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عن فيلمه “البحر البعيد”، بلغت قيمتها الإجمالية 350 ألف درهم، ضمنها الجائزة الكبرى وجائزة الإخراج وجائزتا ثاني دور رجالي ونسائي، لمعالجته بأسلوب درامي جريء موضوع الهجرة غير النظامية وما يرافقها من صراعات إنسانية وهوياتية، إلى جانب تناوله في بعض مشاهده قضايا مرتبطة بالميولات الجنسية والعلاقات المعقدة التي تنشأ في سياقات اجتماعية مختلفة.
وفي التفاصيل، نال الفيلم الجائزة الكبرى بقيمة 200 ألف درهم، إلى جانب جائزة أفضل إخراج بقيمة 70 ألف درهم، كما حصل الممثل عمر بوني على جائزة ثاني دور رجالي عن دوره في الفيلم، ونالت الممثلة ريم الجائزة نفسها في فئة ثاني دور نسائي عن العمل ذاته، إذ تبلغ قيمة كل جائزة 40 ألف درهم.
وتتراوح مشاهد فيلم “البحر البعيد” بين المعاناة في طريق الوصول إلى حلم الاستقرار في أوروبا، والنجاة في نهاية المطاف بزواج مختلط من أجل العيش في إطار قانوني.
وينتمي أبطال الفيلم إلى دول مغاربية، يجمعهم حلم الهجرة إلى الخارج، بحثا عن تحقيق الذات والانتصار ضد الفقر والحاجة والبطالة في بلدانهم، يلتقون في مارسيليا في ظروف مشابهة.
ويظهر كريطع (نور) في منتصف الفيلم، محاولا قمع رغبة شرطي فرنسي (سيرج) يرغب في سحبه نحو ميولاته الجنسية الشاذة، في مقابل إقامته علاقات متعددة مع العديد من الفتيات.
وفي الفيلم، تأخذ الحانات والملاهي الليلة الكثير من المساحة، لرصد جانب من العلاقات الجنسية المثلية، خاصة وأنها تشكل فضاء خاصا برجال يمارسون الشذوذ الجنسي.
ولن يتخلص نور من الشرطي الذي يميل إلى إقامة علاقات مع جنسه، بسهولة، إذ سيجد نفسه في سلسلة مواقف تعقد سير حياته.
ولا يخلو فيلم “البحر البعيد” من اللقطات الحميمية التي تجمع نور مع الفتيات، ولقطات أخرى للشرطي مع أشخاص لديهم ميولات جنسية غير طبيعية.
ويخصص الفيلم مساحة للحب والعلاقات الغرامية، الذي سينتصر في نهاية الفليم بزواج نور من زوجة الشرطي الفرنسي الشاذ جنسيا بحسب ما يرصده الفيلم.
وتمكن فيلم “المرجة الزرقاء” للمخرج داوود ولاد السيد من اقتناص ثلاث جوائز ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بقيمة إجمالية تصل إلى 260 ألف درهم، بقصة طفل كفيف يتيم يعيش مع جدته وجده في رحلة مليئة بالمغامرة والاكتشاف عبر الصحراء المغربية.
وحصد فيلم “المرجة الزرقاء” جائزة “السيناريو” بقيمة 70 ألف درهم، إضافة إلى جائزة “الموسيقى التصويرية الأصلية” التي تبلغ قيمتها 40 ألف درهم، وجائزة أفضل إنتاج بقيمة 150 ألف درهم.
وعادت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى فيلمي “موفيطا” للغزواني معدن، و”في حب تودا” للمخرج نبيل عيوش، بقيمة 100 ألف درهم، فيما نال فيلم “موفيطا” أيضا جائزة “أفضل عمل أول”، بقيمة 70 ألف درهم.
ونال الممثل عبد النبي البنيوي جائزة أول دور رجالي عن فيلم “موفيطا”، فيما فازت الممثلة نسرين الراضي بجائزة أحسن دور نسائي عن فيلمها “في حب تودا”، وتبلغ قيمة كل جائزة 50 ألف درهم.
وتمكنت المخرجة سناء عكرود من الظفر بجائزة المونتاج عن فيلمها “الوصايا”، إضافة إلى حصولها على تنويه خاص من لجنة التحكيم.
أما فيلم “في حب تودا” للمخرج نبيل عيوش، فحاز أيضا جائزتي التصوير والصوت، وتبلغ قيمة كل جائزة منهما 40 ألف درهم، إلى جانب جائزتي “التحكيم” و”أحسن دور نسائي” لبطلته السابقتين.
وشارك في المسابقة الرسمية للدورة الحالية 15 فيلما روائيا طويلا، من بينها “أطومان” لأنور المعتصم، و”في حب تودا” لنبيل عيوش، و”المرجة الزرقاء” لداوود أولاد السيد، و”راضية” لخولة أسباب بن عمر، و”الوصايا” لسناء عكرود، وهي أفلام سبق عرضها في مهرجانات وطنية ودولية، كما وصل بعضها إلى القاعات السينمائية خلال الأشهر الماضية.
وضمت قائمة الأفلام المتنافسة أيضا “أفريكا بلانكا” للمخرج عز العرب العلوي، و”أوتيسيو” لجيروم كوهان أوليفييه، و”شذرات” لعبد الإله زيراط وجنان فاتن المحمدي، و”عزيزي الصغير” لكريمة كنوني، و”حرب الستة أشهر” لجيلالي فرحاتي، و”البحر البعيد” لسعيد حميش.
وتنافس ضمن المسابقة أفلام “حب في الداخلة” لخالد إبراهيمي، و”موفيطا” للغزواني معدان، و”أرض الملائكة” لرشيد فكاك، و”الأميرة المفقودة” لهشام حجي، لنيل الجوائز الرسمية التي تتراوح قيمتها بين 40 ألف درهم و200 ألف درهم.
وترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرج حكيم بلعباس، وضم في عضويتها الممثلة نادية كوندة، والمخرجة والسيناريست ياسمين بنكيران، والمنتجة مريم أبو النعوم، والكاتب عبد القادر الشاوي، والمخرج كمال لزرق.
واختار القائمون على المهرجان الوطني للفيلم في هذه الدورة تكريم كل من الممثلة فاطمة عاطف والمخرج والمنتج أحمد المعنوني، تقديرا لمسيرتهما الفنية الحافلة وإسهاماتهما في تطوير السينما المغربية على مدى سنوات طويلة.





