مبابي يطوي صفحة باريس سان جيرمان

بعد سنوات من التوتر، يبدو أن كيليان مبابي قرر أن يُغلق كتاب الخلافات مع ناديه السابق باريس سان جيرمان، ويفتح صفحة جديدة عنوانها الامتنان والصفاء.
في مقابلة هادئة مع قناة Movistar الإسبانية، تحدث نجم ريال مدريد عن ماضيه الباريسي بنبرة مختلفة تمامًا عن تلك التي سادت في الأشهر الأخيرة من رحيله.
“باريس كانت دائمًا بيتي، لأنني باريسي”، قال مبابي بابتسامة عكست تصالحه مع الماضي، مضيفًا: “قضيت هناك سبع سنوات رائعة، مليئة بالفخر واللحظات الخاصة”.
تصريح بدا كرسالة مودة أكثر منه تبريرًا، وكأنه أراد من خلالها أن يُعيد صياغة العلاقة التي كانت يوماً متوترة مع النادي الذي صنع جزءاً كبيراً من مجده.
قبل عام واحد فقط، كان الحديث عن مبابي وباريس سان جيرمان مرادفاً للأزمات: نزاع قانوني حول مستحقات بلغت 55 مليون يورو، اتهامات متبادلة، وتوتر بلغ حدّ القطيعة.
لكن الصورة اليوم مختلفة كلياً. فالنجم الفرنسي الذي يعيش فترة ذهبية مع ريال مدريد، استعاد توازنه النفسي، وظهر أكثر نضجاً وهدوءاً، وكأن النجاح في إسبانيا منحه القدرة على النظر إلى الماضي بعين الرضا.
“لم أكن أبحث عن الانتقام، كنت فقط أطالب بحقي”، قال مبابي في وقت سابق، في إشارة إلى القضية التي رفعها ضد ناديه السابق، قبل أن يسحبها في يوليوز 2025، في خطوة فُسرت على أنها رغبة صادقة في المصالحة.
مبابي لم يكتفِ بإنهاء الملف القانوني، بل ذهب أبعد من ذلك حين أشاد بتتويج باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، واصفًا الإنجاز بأنه “لحظة تاريخية لكل الباريسيين”، رغم أنه لم يكن جزءاً من الفريق حينها.
هكذا، وبعد سنوات من الشد والجذب، يبدو أن العلاقة بين الطرفين استعادت قدراً من الهدوء والاحترام المتبادل.
مبابي، الذي يعيش تألقه الكامل في مدريد، لم يعد بحاجة إلى المعارك القديمة، بل اختار أن يتحدث عن باريس كمن يتحدث عن بيتٍ غادره، لكنه لم ينسه.