بيئة

بركة يُرجِّح سنة ثامنة من الجفاف: العجز المائي عند 58% وحقينة السدود في 32%

بركة يُرجِّح سنة ثامنة من الجفاف: العجز المائي عند 58% وحقينة السدود في 32%

لم يستبعد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن يدخل المغرب في السنة الثامنة توالياً من الجفاف بحكم بلوغ نسبة العجز المائي لـ58 في المئة وتراجع نسبة ملء السدود لـ32 في المئة إلى حدود شهر شتنبر المنصرم، مبرزاً، من جانب آخر، أن محطات التحلية ستوفر الماء الشروب لـ60 في المئة من المواطنين ما يجعل مياه السدود موجهة بالدرجة الأولى إلى المجال القروي.

وأوضح بركة، في الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أنه “نعيش ظرفا استثنائيا في ما يتعلق بالظروف المناخية”، مشيراً إلى “أننا عشنا جفافا في 7 سنوات متتالية ومن المتوقع أن ندخل في السنة الثامنة بحكم قلة الموارد المائية التي تم تسجيلها إلى حدود شهر شتنبر الماضي 160 مليون متر مكعب، ما يجعل الوضع صعبا شيئاً ما”.

عجز مائي متصاعد

وأضاف المسؤول الحكومي أن “هذا الواقع تؤكده نسبة العجز المائي المحدد في 58 في المئة بالإضافة إلى أن نسبة ملء السدود لا تتجاوز 32 في المئة”، مشيراً إلى أنه “في شهر ماي الماضي كنا في نسبة 40 في المئة واليوم نحن في 32 في المئة”.

وأوضح الوزير ذاته أن “هذا التراجع مرتبط بإمدادات الماء الصالح للشرب الإضافية التي استفاد منها عدد من المواطنين إلى جانب حجم المياه الموجهة للفلاحة بحكم التحسن الذي عرفته الموارد المائية المخصصة لذلك”، مشيراً إلى أن “الإمدادات المائية الخاصة بالقطاع الفلاحي مرتبطة بدعم الفلاحين من أجل عدم تعليق أنشطتهم الفلاحية”.

وتابع الوزير ذاته أن “التبخر أثر أيضا على الاحتياطات المائية بحيث فقدنا 650 مليون متر مكعب بحكم الحرارة المفرطة”، مبرزاً أن “تأثير التبخر مرتبط أساساً بدرجات الحرارة المرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة”.

تسريع تشييد السدود

وشدد بركة على أن “الهدف هو ضمان 100 في المئة من الماء الشروب لكل المواطنين أينما كانوا، وخصوصاً بالنسبة للعالم القروي”، مشيراً في هذا الصدد إلى أن “وزارة التجهيز والماء واصلت وتيرة إنجاز السدود، بحيث يمكن الحديث خلال الفترة بين 2021 و2025 على إتمام إنجاز 6 سدود (سد قدوسة بالراشيدية وسد تيداس بالحميسات وسد تودغا بالخميسات وسد أكدز وفاسك بكلميم وسد سفرو)”.

وبلغة الأرقام دائماً، أورد بركة أن “هناك 14 سداً اليوم في طور الإنجاز منها 11 سداً كبيراً بين سنتي 2025 و2027 لإتمام أشغالها و4 سدود متوسطة”، مؤكداً أنه “أطلقنا مشاريع إنجاز 155 سداً تلياً وصغير بالعالم القروي، 50 في المئة منها في طور الإنجاز في أفق إنهاء أشغالها كاملة خلال سنة 2027”. 

وكشف الوزير عينه أن حصيلة إنجاز السدود التلية والصغيرة التي تتم خلال الولاية الحكومية الحالية تساوي حصيلة إنجاز وتشييد السدود منذ الاستقلال إلى اليوم، مبرزاً أن هذه المشاريع يتم إنجازها وفق اتفاقيات بين الجهات وزارة التجهيز والماء التي تم التوقيع عليها سابقا.

وتمكن أهمية هذه السدود الجديدة، حسب معطيات المسؤول الوزاري ذاته، في أنها ستمكن من ضمان الموارد المائية التي تحتاجها عدد من الجماعات القروية بالإضافة إلى دورها المهم في مواجهة كوارث الفيضانات.

وسجل الوزير ذاته أنه تم إنجاز عدد من الأثقاب الاستكشافية خلال السنوات الأخيرة والتي بلغت 4221 ثقبا استكشافيا بعمق إجمالي بلغ 671 ألف متر وصبيب 8889 لتر في الثانية، مشيراً إلى أن هذا ما مكن من تمكين 5 ملايين و800 ألف نسمة من الساكنة القروية التي تستفيد من هذه الموارد المائية.

60% مستفيد من الماء المحلاة

وفي ما يتعلق بمشاريع تحلية ماء البحر، أوضح المتحدث ذاته أن مشروع محطة التحلية بالدار البيضاء ستهم كل الأقاليم التي تدخل ضمن النفوذ الترابي للجهة، بما فيها الجماعات القروية، التي ستستفيد من هذه الموارد المائية.

وواصل المصدر عينه أنه سيستفيد قرابة 60 في المئة من المواطنين المغاربة من الموارد المائية التي ستنتجها محطات تحلية ماء البحر في أفق سنة 2030، موضحاً أن الموارد المائية التي ستكون في السدود سيتم تخصيصها للمجال القروي والمناطق الجبلية.

وأورد بركة أنه بالإضافة إلى المحطات الكبيرة للتحلية هناك محطات متنقلة لتحلية ماء البحر، بما فيها تلك التي سيستفيد منها سكان العالم القروي والتي سيبلغ عددها 200 محطة، مشيراً إلى أن نقل مياهها سيتم بشاحنات صهريجية لتقريبها من المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News