رياضة

“آس”: المغرب تجاوز مرحلة المفاجأة وأصبح قوة كروية ستُختبر بكأس إفريقيا

“آس”: المغرب تجاوز مرحلة المفاجأة وأصبح قوة كروية ستُختبر بكأس إفريقيا

أشادت الصحافة الإسبانية بالمشروع الكروي المغربي الذي يواصل تقديم الدروس في التخطيط الرياضي الحديث، بعدما نجح منتخب أقل من 20 سنة في بلوغ نصف نهائي كأس العالم، مكرّراً إنجاز “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، لتؤكد أن الرؤية المغربية باتت نموذجا يُحتذى قاريا ودوليا.

وخصت الصحافة الإسبانية التجربة المغربية بإعجاب خاص، معتبرة أن ما يحققه المغرب اليوم ليس وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية متكاملة جعلت من كرة القدم رافعة وطنية للتنمية وصناعة المجد الرياضي، في طريق يبدو أنه مرسوم بعناية نحو مونديال 2030.

وذلك ما أكدته صحيفة “آس” الإسبانية التي كتبت أن “المغرب بات حالة فريدة في القارة الإفريقية، بفضل مشروع كروي متماسك يثمر جيلاً بعد جيل”.

وأوضحت الصحيفة أن بلوغ منتخب أقل من 20 سنة نصف نهائي مونديال تشيلي، هو امتداد طبيعي لنجاح “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، ومؤشر واضح على عمق الرؤية الرياضية المغربية.

وتابعت “آس” أن “المغرب لا يراهن فقط على النتائج، بل على بناء منظومة متكاملة قادرة على ضمان الاستمرارية”.

وأبرزت أن المملكة تمكنت في وقت قياسي من الجمع بين البنية التحتية الحديثة، مثل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وسياسة اكتشاف المواهب من داخل وخارج الوطن، وهو ما جعل منتخباتها تنافس بثبات في جميع الفئات السنية.

وأفاد التقرير الإسباني بأن ما يميز التجربة المغربية هو توازنها بين “الهوية الوطنية والانفتاح الدولي”، من خلال استقطاب لاعبين من أصول مغربية تألقوا في أوروبا، دون التفريط في تكوين اللاعبين المحليين داخل المدارس الوطنية.

وأكد أن هذا المزيج هو سر النجاح الذي جعل المنتخب المغربي يُحسب له ألف حساب على الساحة العالمية.

كما اعتبر المصدر أن “المغرب تجاوز مرحلة المفاجأة، وانتقل إلى مرحلة الترسخ بين كبار اللعبة”، مشيراً إلى أن إنجاز مونديال قطر لم يكن استثناء، بل نتيجة عمل مؤسساتي طويل المدى قاده اتحاد الكرة بخطة دقيقة تمتد حتى سنة 2030، حيث يطمح البلد لتنظيم نسخة تاريخية من كأس العالم.

وأبرز التقرير أن “الجيل الجديد من اللاعبين المغاربة، يمثلون انعكاساً لسياسة ناجحة في الدمج والتكوين”، مضيفاً أن “الطموح المغربي في الصعود إلى القمة بات واقعاً ملموساً أكثر من أي وقت مضى”.

واسترسل موضحاً أن “الناخب الوطني وليد الركراكي أصبح رمزاً لهذه النهضة، بعدما استطاع الجمع بين الانضباط التكتيكي والحافز الذهني العالي”، مشيرة إلى أن المنتخب الأول يقدم أداء جماعيا منسجما يوازن بين الحدة الدفاعية والجرأة الهجومية، وهو ما ألهم المنتخبات الصغرى لاتباع النهج نفسه.

وأوضح التقرير أن “المغرب استثمر نجاحه في قطر ليبني عليه رؤية مستدامة، تشمل تطوير المدربين المحليين، وتأهيل الكفاءات التحكيمية، وتوسيع قاعدة الممارسة في المدارس والأكاديميات”.

وزاد موضحاً أن “هذا النوع من الاستثمار المعرفي هو ما يجعل المشروع المغربي مختلفاً عن مشاريع أخرى تكتفي بالنتائج الوقتية”.

وواصل التقرير الإسباني أن “التنظيم المشترك لمونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال يمثل تتويجاً لمسار صاعد”، مضيفاً أن “المغرب لم يعد مجرد شريك جغرافي، بل أصبح ركيزة أساسية في المشروع الكروي الأوروبي-الإفريقي الجديد”.

ولفت إلى أن “المملكة تضع نصب أعينها إنجازا تاريخيا آخر في كأس إفريقيا المقبلة، التي ستقام على أراضيها، إذ تعتبر الترشيحات المغرب الأوفر حظاً للتتويج باللقب القاري، بالنظر إلى انسجام تشكيلته وجودة لاعبيه”.

واعتبرت الصحيفة في ختام تقريرها أن “المغرب اليوم يعيش لحظة نضج كروي نادرة في تاريخه، وأن الطريق نحو العالمية بات مفتوحاً على مصراعيه، بفضل رؤية استراتيجية لا تعرف الارتجال ولا العشوائية، بل تسير بخطى ثابتة وثقة كبيرة نحو المستقبل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News