ترامب يضغط على حلف الأطلسي لوقف شراء النفط الروسي

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا في مجال الطاقة شريطة أن توقف كل دول حلف شمال الأطلسي مشترياتها من النفط الروسي وأن تتخذ إجراءات مماثلة.
وذكر ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي “أنا مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما توافق جميع دول حلف شمال الأطلسي على فعل الشيء نفسه وتبدأ في ذلك، وعندما تتوقف جميع دول الحلف عن شراء النفط من روسيا”.
وصعدت الولايات المتحدة ضغوطها على دول حلف شمال الأطلسي في الأسابيع القليلة الماضية وحثتها على تشديد عقوبات الطاقة على روسيا سعيا منها لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو صراع يواجه ترامب صعوبة في إنهائه رغم التهديدات المتكررة بتشديد العقوبات على موسكو وشركائها.
ويواجه ترامب أيضا انتقادات داخلية لتكراره تحديد مهلة أسبوعين لروسيا لخفض التصعيد دون اتخاذ أي تحرك ملموس. وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في أغسطس آب أن 54 بالمئة من الأمريكيين يرون أن الرئيس منحاز أكثر مما ينبغي لروسيا.
وناقش وزراء مالية مجموعة السبع في اجتماع أمس الجمعة مواصلة العقوبات على روسيا وإمكانية فرض رسوم جمركية على الدول التي يعتبرونها “تساعد” روسيا في حربها في أوكرانيا.
وتبقى عوائد الطاقة المصدر الأهم لإمداد موسكو بالأموال التي تحتاج إليها لتمويل المجهود الحربي، ما يجعل صادرات النفط والغاز هدفا رئيسيا للعقوبات الغربية. لكن مسؤولين ومحللين يحذرون من أن القيود الصارمة على الخام الروسي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا، وهو ما قد يضغط على اقتصادات الغرب ويضعف الدعم الشعبي لهذه الإجراءات.
وذكر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، أصبحت منذ عام 2023 ثالث أكبر مشتر للخام الروسي بعد الصين والهند.
واقترح ترامب، الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في نادي الجولف الذي يملكه في بيدمينستر بولاية نيوجيرزي، أن يفرض الحلف، كمجموعة، رسوما جمركية تتراوح بين 50 بالمئة و100 بالمئة على الصين لإضعاف تعاونها الاقتصادي مع روسيا.
وفرض الرئيس الأمريكي رسوما جمركية إضافية 25 بالمئة على البضائع الهندية، عازيا ذلك إلى استمرار واردات نيودلهي من النفط الروسي، لكنه لم يتخذ إجراء مماثلا مع الصين.
ميدانيا، أعلن الجيش الروسي السبت السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط شرق أوكرانيا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها سيطرت على نوفوميكولايفكا القريبة من حدود منطقة دونيتسك، مركز المعارك على جبهة شرق أوكرانيا. وهي بلدة كانت أعلنت روسيا الوصول إليها مطلع تموز/يوليو.
بينما يؤكد المحللون العسكريون في منصة “ديبستايت” القريبة من الجيش الأوكراني أن البلدة لا تزال تحت سيطرة كييف.
وفي منطقة دونيتسك، أعلنت النيابة العامة الأوكرانية مقتل ثلاثة مدنيين السبت وإصابة سبعة آخرين، في قصف روسي على بلدة كوستيانتينيفكا.
وأعلن الكرملين الجمعة أن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا “متوقفة” في ظل تعثّر جهود ترامب لوضع حد للنزاع المتواصل منذ ثلاث سنوات ونصف.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحافيين “لدى مفاوضينا فرصة للتواصل عبر قنوات. لكن في الوقت الحالي، من الأدق على الأرجح التحدث عن توقف” المفاوضات. وحذّر من المبالغة في التفاؤل بأن تفضي عملية التفاوض إلى نتائج فورية.
واستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يقول إن عقد قمة غاية في الأهمية لكسر الجمود.
وناقش وزراء مالية مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية، في اجتماع الجمعة، احتمال فرض عقوبات وتدابير تجارية مثل الرسوم الجمركية على “أولئك الذين يدعمون جهود الحرب الروسية” على أوكرانيا، وفق وزارة المالية الكندية.
ووفقا للبيان الذي أصدرته كندا، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، عقد وزراء مالية المجموعة اجتماعا لمناقشة المزيد من الإجراءات لزيادة الضغط على روسيا لإنهاء حربها ضد أوكرانيا.