اقتصاد

خبير: المحسوبية والزبونية تعيقان منظومة المقاولات الناشئة بالمغرب

خبير: المحسوبية والزبونية تعيقان منظومة المقاولات الناشئة بالمغرب

يبدو أن المغرب ما زال متخلفا عن الركب في ما يتعلق بالشركات الناشئة؛ ففي وقت استعاد هذا النوع من المقاولات الزخم الإيجابي في معظم ربوع القارة الإفريقية، لا تزال عدة معيقات تمنع المغرب من مسايرة الركب خاصة على مستوى اكتتاب التمويل.

وكشف تقرير حديث لمنصة ” Africa The Big Deal” المراقِبة للنشاط المقاولاتي بالقارة السمراء، أنه خلال النصف الأول من سنة 2025، تمكنت مقاولات إفريقيا الناشئة من اكتتاب 1,4 مليار دولار، بزيادة نسبتها 78 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2024.

وفي هذا السياق القاري المتميز، يُثير غياب المغرب عن المشهد علامات استفهام عديدة، إذ بحسب بيانات المنصة المذكورة، لم يتم تسجيل أي صفقة اكتتاب رساميل تفوق قيمتها 100 ألف دولار خلال النصف الأول من سنة 2025 بالمملكة.

الخبير منير بنجاس، اعتبر أن هذه الظاهرة مردها عدة أسباب لصيقة بمنظومة الشركات الناشئة بالمغرب، والتي تتراوح بين “وزنين متباينين وبالتالي تعاملين مختلفين من قبل الممولين والمستثمرين”.

وأوضح الرئيس المدير العام لشركة “Cevitas” أنه ثمة نوعان من الشركات الناشئة بالمغرب؛ “الأولى عبارة عن مقاولات تعمل بجد، تصقل منتجاتها، وتصغي لمستخدميها وزبنائها، وتكافح لاكتتاب بضع مئات الآلاف من الدراهم”.

“وفي المقابل، هناك النوع الآخر، تلك التي، بفضل شبكة العلاقات أو المعارف النافذة، تجمع ملايين الدراهم، لتطرح في السوق حلولًا أو تطبيقات تخجل حتى من وصفها بمشاريع طلابية” يقول بنجاس منتقداً.

كما انتقد تدني جودة الحلول التي تطرحها الأخيرة، والتي توفر بحسبه تجربة مستخدم ركيكة، وأعطابا متكررة، ولا تلتزم حتى بمواعيد التسليم. “يحدثوننا عن الابتكار وعن منتجات عالمية المستوى، لكن الحقيقة أن بعضهم لا يحتاج حتى لإقناع المستخدمين والزبناء.. يكفيه فقط إقناع المستثمر المناسب للحصول على التمويل”.

وأوضح أن النتيجة التي تتمخض عن هذا الواقع هي أن التمويل يذهب لمنتجات متواضعة، بينما تبقى تجارب موهوبة على الهامش بسبب عدم وصولها إلى الدوائر اللازمة للتمويل، ومن ثمة “نجد أنفسنا أمام منظومة تحتفي بالبهرجة بدلًا من الإنجازات الفعلية”.

وخلص إلى أن المغرب يزخر بالمواهب المقاولاتية والأفكار اللامعة؛ “لكن طالما أن النجاح يعتمد أكثر على من تعرفه لا على ما تقدمه، سنظل بعيدين عن الإمكانات التي تستحقها منظومتنا”.

الأرقام التي كشف عنها التقرير سالف الذكر لا تتماشى حتى مع تعدد المبادرات الحكومية الرامية إلى دعم هذا النوع من المقاولات تحديداً، على غرار برنامج “انطلاقة” أطلق سنة 2020 لدعم الشباب وحاملي المشاريع بقروض ميسرة وضمانات بنكية، مع مواكبة تقنية.

كما يشرف صندوق الضمان المركزي على صندوق Innov Invest لتمويل الشركات الناشئة والمبتكرة في مراحلها الأولى، علاوة على برنامج “فرصة”، الذي يتيح تمويلات صغيرة ومواكبة لرواد الأعمال الجدد عبر قروض شرفية وتكوينات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News