عطور مُقَلّدة برائحة الأمراض تغزو الأسواق.. كيف تتعرف عليها؟

يزيد الإقبال على العطور في فصل الصيف، ما يحولها إلى تجارة رابحة. لكن شأنها شأن باقي المواد الاستهلاكية فهي تتأثر بتدهور القدرة الشرائية للمستهلكين، ما يدفع عدداً منهم إلى التوجه للعطور الرخيصة والرحيمة بالجيوب، واضعين أنفسهم في الوقت ذاته تحت رحمة العطور غير المرخصة وما لها من أضرار صحية وخيمة.
ويغدو الخطر أكبر حين يعمد بعض منتجي العطور إلى تقليد العلامات التجارية العالمية للعطور والمغرية للمستهلكين، وبيع منتجات رديئة الجودة، حاملة للإسم التجاري أو التغليف المعروف لماركة عالمية بأثمنة زهيدة مغرية، لتصيّد عشاق “البذخ الرخيص”.
وفي هذا الصدد، حذر رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، عبد الكريم الشافعي، من أن السوق المغربية غارقة بمنتجات عطرية مقلدة، لا يتم تحضيرها في مختبرات كما يفترض في ذلك، بل داخل بيوت ومرائب تنعدم فيها شروط السلامة الصحية.
وأضاف الشافعي، في تصريح لجريدة “مدار 21″؛ أن هذه الأخيرة بها “نكهات يتم إنتاجها من مواد تسبب أمراضا خطيرة للمستهلك من قبيل الحساسية، بل إن بعض مكوناتها يفترض حظرها وألاّ تُباع على الإطلاق، لأنها تؤدي إلى مشاكل تنفسية من قبيل مرض الربو”، مشدداً على أن جمعيات حماية المستهلك تتلقى العديد من الشكايات في هذا الصدد، لمستهلكين وقعوا ضحية هذا النوع من الأمراض بسبب العطور غير المرخصة.
ونبه المتحدث ذاته إلى أن العطور منتجات لا تقل حساسية عن المواد الغذائية، وينبغي أن تخضع بدورها لشروط جودة صارمة كي لا تسبب أضرارا للمستهلكين.
وحول كيفية التمييز بين العطور الأصلية المرخصة ونظيرتها المقلدة؛ قال الشافعي “العطور المرخصة تُباع في السوق وعليها مُلصق يبين الكثير من المعلومات الهامة حولها، وفي طليعتها تاريخ ومدة الصلاحية”.
وقال إن الملصق المذكور ينعدم أو لا ينطوي على المعلومات المطلوبة في العطور المقلدة، لأنها غير مرخصة ولا تتوفر على مأذونية من لدن وزارة الصحة أو المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وشدد على أن المستهلك مطالب بالاطلاع بعناية على المعلومات التي تتضمنها اللصيقة، والحذر من احتواء العطر على مكونات تسبب له الحساسية فلا يشتريه.
وخلص إلى أن العطور المقلدة وغير المرخصة لا تخضع للمعايير الصحية المعمول بها في إعداد العطور، أي أنها قد لا تحترم الجرعات الصحيحة في هذه المادة أو تلك.
وتابع بأنه يمكن كذلك التعرف على العطور المقلدة من أثمنتها “لا يعقل أن عطراً ذا ماركة مشهورة ثمنها المعروف يفوق 2000 درهم مثلاً يُباع بـ50 درهماً، هذا مؤشر واضح على كونه مقلداً ومعرِّضاً للخطر”.
وحذر من أن أخطر الأمراض التي يمكن أن يؤدي إليها استهلاك هذا النوع من العطور هي البرص والحساسية، وضيق التنفس، والربو…