سيول تغمر مقاهي بمنطقة أوريكا وتخلف خسائر بملايين السنتيمات

شهدت منطقة ستي فاظمة بأوريكة، نواحي مراكش، فيضان كبير للوادي، نتيجة وصول حمولة مائية كبيرة، مما أدى إلى خسائر مادية في المقاهي المطلة على الوادي، رغم التنبيهات المبكرة من طرف السلطات.
وقال مسعود الفاتحي، رئيس جمعية أرباب المقاهي وأصحاب المحلات التجارية في منطقة ستي فاظمة، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن الفيضانات التي شهدها هذا الوادي أمر معتاد في شهر غشت، حيث تتزامن عادةً مع العواصف الرعدية.
وأردف أن هذه الحالات من التقلبات الجوية التي تقع في هذا الشهر دائمًا ما تؤدي إلى فيضان الوادي، غير أن الفرق هذه المرة هو أن المياه كانت غزيرة إلى درجة أنها حفرت أطراف ضفتي الوادي.
واستدرك أن “هذه الحالة لم تُفاجئنا، فقد كنا على استعداد، إذ بادر الناس إلى جمع الكراسي والطاولات والأفرشة، خاصة بعد صدور إنذار مبكر، تضمن توقعات قبل ساعة ونصف إلى ساعة وعشرين دقيقة من وقوع الفيضان، وكانت السلطات المحلية والدرك الملكي وجميع المصالح الأمنية حاضرة في الميدان، مما أدى إلى تدارك الموقف”.
وصرح الفاتحي أن “هناك خسائر مادية، أما على المستوى البشري فقد سُجلت حالة وفاة واحدة لراعٍ للأغنام في منطقة أعلى، قبل أن تصل السيول إلينا. أما هنا، فالأمور عادية، والخسائر المادية سيعمل المتضررون على تعويضها بمجهوداتهم، كما سيحاولون إعادة إعمار جنبات الوادي حتى يشهد نشاطًا سياحيًا خلال هذا الشهر”.
ووصلت الحمولة المائية للوادي، وفق المتحدث، حوالي الساعة السابعة وخمسٍ وأربعين دقيقة، بينما كانت التوقعات منذ الساعة الخامسة وخمسٍ وثلاثين دقيقة. الخسائر المادية كبيرة، فجميع مقاهي ستي فاظمة تضررت وتوقفت عن العمل، باستثناء بعض المقاهي البعيدة عن الوادي، خصوصًا تلك الموجودة على الطريق. أما المقاهي القريبة من المجرى المائي فقد غمرتها المياه بالكامل.
وأشار إلى أنه حاليًا تجري عملية الترميم، والناس يعملون على إعادة الإعمار. وكما تلاحظون، هناك حركة في المنطقة، والزوار يتوافدون، والوضع مستقر وآمن.
وأورد أن أصحاب المقاهي تضرروا بشكل كبير، فهناك من قد تصل خسائره إلى 12 أو 14 مليون سنتيم لإعادة مقهاه كما كان، مفيدا أن المهنيين يبذلون مجهودات من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه من قبل.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن مجرى الوادي يظل ممتلئًا بالماء طوال العام، وهذه المياه مصدرها من المناطق العليا، حيث تتساقط الأمطار الغزيرة في جبال ورزازات، مفيدا أنه أحيانا تشهد تلك المناطق تساقطات كبيرة، بينما هنا تكون الأجواء عادية.
واعتبر المتحدث أن “هذا يبرز أهمية إشعارات الإنذار المبكر، وكذلك إشعارات السلطات المحلية لإفراغ الوادي وتفريغ جنباته من أي تجهيزات أو ممتلكات. وعلى الساكنة أن تستجيب لهذه التعليمات حفاظًا على مصالحهم وسلامة أبنائهم الصغار”.
وعبر عن شكر المهنيين لجميع المصالح التي تسهر على سلامة المواطنين وعلى حماية ممتلكاتهم، مفيدا بأن هؤلاء السكان الذين يشتغلوا على ضفاف الوادي لم يختاروا ذلك وليس لديهم بديل، ولكنهم وجدوا أنفسهم في مناطق وعرة بحكم الظروف .ودعا الفاتحي الزوار السياحة بهذه المنطقة لدعم سكانها والسياحة الداخلية.
وأكد أنه بالنسبة للسياح الأجانب، فإن نسبتهم لم تتأثر، فهم يفضلون المسالك الوعرة ويستهويهم هذا النوع من التقلبات الجوية. أما السياحة الداخلية، فقد شهدت بالأمس واليوم توافد الزوار لمشاهدة الوادي بعد فيضانه.