خسائر فادحة وديون ثقيلة.. جفاف بولعوان “يدمر” عنب دكالة
تعاني منطقة بولعوان الزراعية في دكالة أزمة حقيقية جراء نقص المياه الذي قضى على محاصيل العنب الدكالي، ما تسبب في خسائر مالية فادحة تجاوزت 90 مليون درهم، وهو أثر بشكل مباشر على حوالي ألف فلاح استثمروا مبالغ كبيرة في مشاريع زراعية كانت تأمل في عائد جيد.
ويكشف فلاحون، في تصريحات لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن المنطقة تضم مساحة تصل إلى 1100 هكتار مخصصة للأشجار المثمرة، منها العنب الدكالي والتين والزيتون، والتي تعتمد بشكل رئيسي على مياه السقي.
ويؤكدون أنه منذ سنة 2020، تعاني المنطقة من نقص حاد في الموارد المائية نتيجة جفاف الآبار، مما أدى إلى توقف سقاية المزروعات وتهديد استدامة هذه المشاريع.
وأشار أحد الفلاحين إلى أنهم توجهوا إلى الجهات المعنية، خاصة وزارة الفلاحة ووزارة التجهيز، وقدموا طلبات ملحة لتوفير حصة مائية كافية لاستدامة المشاريع الزراعية، مضيفاً أن الآبار التي كانوا يعتمدون عليها جفت بالكامل بعد سنوات من العمل.
وأكد الفلاحون، الذين التقتهم الجريدة، أن رد المسؤولين كان صعباً، إذ اعتبروا أن أولوية الماء هي لمياه الشرب، تاركين المشاريع الزراعية تعاني دون حلول فعلية، فيما استمر انتظارهم أكثر من شهرين دون أي استجابة، ما دفع الخسائر إلى تجاوز 90 مليون درهم، مع استثمارات فردية لكل فلاح تتراوح بين 40 و100 مليون درهم، بحسب تقديراتهم.
ولفتوا إلى أنه بين سنتي 2024 و2025، شهدت المنطقة موجة جفاف قوية قضت على جميع الضيعات الزراعية، واصفين الوضع بـ “كارثة حقيقية”، إذ تدهورت الأشجار وتعرضت محاصيل العنب الدكالي للضرر الكامل، بعدما كانت سنوات العناية بها تنتظر جني ثمارها.
وأشار الفلاحون إلى أن الأزمة لم تقتصر على فقدان المحصول فقط، بل شملت تراكم الديون نتيجة الاستثمارات السابقة، في ظل جفاف الآبار المستمر، مما وضعهم في وضع مالي صعب.
وقدر أحد الفلاحين خسائر العنب الدكالي في بولعوان بحوالي 95%، نتيجة موجة الجفاف التي أثرت سلباً على الأشجار المثمرة التي تحتاج إلى سقاية منتظمة.
وأضاف أن بعض المتضررين اضطروا لحفر عدة آبار جديدة بحثاً عن مصادر بديلة للمياه، لكن معظمها جفت، ما دفعهم إلى إطلاق نداءات عاجلة للجهات الوصية لاتخاذ إجراءات تنقذ ما تبقى من المحاصيل قبل فوات الآوان.
