بن خير تؤكد وضوح الرؤية بالاتحاد الإفريقي حول الصحراء المغربية
خلال مناقشة مخرجات الاجتماع التشاوري المشترك بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي، ألقت هناء بن خير، عضو البرلمان الإفريقي، مداخلة بارزة أكدت فيها على الترابط الوثيق بين الأمن والتنمية في القارة الإفريقية، معتبرة أن بناء السلام لا يمكن أن يتحقق دون اعتماد مقاربة شاملة تدمج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، وتضع المواطن الإفريقي في صلب السياسات العمومية والبرامج القارية.
وأوضحت أن مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة، لاسيما في المناطق الهشة كمنطقة الساحل، تتطلب بالضرورة إرساء أسس تنموية قوية ومستدامة، داعية إلى تنسيق الجهود بين الفاعلين في مجالات الأمن والتنمية من أجل إحداث أثر ملموس في حياة الشعوب الإفريقية، وبناء مجتمعات أكثر صمودًا في وجه الأزمات والتوترات.
واستحضرت بن خير في هذا السياق الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الهادفة إلى إرساء نموذج مشترك للتنمية الإفريقية، يقوم على التضامن والتكامل والاندماج بين الدول، مستدلة بعدد من المبادرات والمشاريع الكبرى التي يقودها المغرب لفائدة القارة، ومنها مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، التي تروم تعزيز التعاون الاقتصادي والأمن البحري، وكذا مبادرة دعم بلدان الساحل التي تركز على البنية التحتية والتنمية البشرية، إلى جانب مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الذي يمثل رافعة استراتيجية لتحقيق الأمن الطاقي والاندماج الإقليمي.
كما نوهت بالدعم المتواصل الذي يقدمه المغرب لعدد من الدول الإفريقية الشقيقة، سواء عبر تقاسم الخبرات والتجارب، أو من خلال برامج التعاون في مجالات الأمن والفلاحة والصحة والتعليم والتنمية البشرية، بما يعكس التزام المملكة الصادق بخدمة القارة الإفريقية وتطلعات شعوبها.
وفي معرض حديثها عن القضايا الأمنية التي ناقشها الاجتماع، توقفت بنخير عند الغياب التام لأي إشارة إلى قضية الصحراء المغربية خلال النقاش المتعلق بشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن التركيز انصب حصريًا على الأزمة في ليبيا. واعتبرت هذا التجاهل دليلاً على وضوح الرؤية داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، ورفضًا للادعاءات المغرضة التي يروج لها خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
وفي ختام مداخلتها، شددت بن خير على أهمية اعتماد حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية، داعية إلى تعزيز التكامل بين مؤسسات الاتحاد، وتعبئة الجهود الجماعية لمواجهة التحديات المشتركة، بما يمكن من تعزيز الأمن وتحقيق التنمية في مختلف ربوع القارة.
