منظمة حقوق الإنسان تطالب بتحقيق عاجل حول أحداث العنصرية ضد مغاربة بإسبانيا

أعربت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ”المطاردات العنصرية الدموية” التي استهدفت مهاجرين، غالبيتهم مغاربة، في إقليم مورسيا الإسباني، وتحديدًا بمدينة “طورّي باشيكو”، حيث يقيم هؤلاء منذ أزيد من عقدين.
وطالبت المنظمة بفتح تحقيق عاجل ومعمق في الأحداث التي وصفتها بـ”الخطيرة”، مع التأكيد على ضرورة محاكمة كافة المتورطين، سواء من ارتكبوا الاعتداءات أو من يروّجون للخطاب العنصري والتمييزي تجاه المهاجرين، مطالبة بإعمال العدالة وعدم التسامح مع هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.
وفي بيان رسمي صدر عن مكتبها التنفيذي بالرباط، اليوم الإثنين، عبّرت المنظمة عن استنكارها الشديد لتصاعد المد العنصري الذي يقوده اليمين المتطرف الإسباني، محذّرة من خطورة هذه الانزلاقات على النسيج الاجتماعي الإسباني، وعلى صورة إسبانيا داخل المجتمع المغربي، وكذا على مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية.
وأكد البيان أن ما وقع يُعد تقويضًا واضحًا للمسار الذي قطعته إسبانيا في مجال إدماج المهاجرين، مشددًا على أن الاعتداءات الأخيرة تعكس انحرافًا خطيرًا عن القيم الديمقراطية والإنسانية التي يفترض أن تحكم المجتمع الإسباني.
وحمّلت المنظمة جزءًا من المسؤولية إلى منتمين إلى حزب “فوكس” اليميني المتطرف، معتبرة أن ما يقومون به من أعمال عنصرية وتحريضية عبر الإعلام الموالي لهم ووسائل التواصل الاجتماعي، يُسهم في إذكاء خطاب الكراهية والتفرقة. كما أدانت بقوة توظيف ملف المهاجرين وتحويل بعض الحوادث الثانوية إلى أدوات انتخابية في يد قوى سياسية لا تتورع عن تغذية مشاعر الخوف والتمييز.
ودعت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان القوى الديمقراطية والحقوقية في إسبانيا إلى التجند ضد هذا المد العنصري، والتصدي لكافة أشكال التمييز والتطرف، انسجامًا مع الالتزامات الدولية لإسبانيا، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.
ويُذكر أن جذور هذا التوتر تعود إلى واقعة حدثت يوم 9 يوليوز، حين ادعى متقاعد إسباني يبلغ من العمر 68 سنة، أنه تعرّض لهجوم من طرف ثلاثة شبان من أصول مغاربية. وبعدها بيومين، دعت بلدية المدينة، التي يقودها حزب الشعب اليميني، إلى وقفة احتجاجية “ضد انعدام الأمن”، كان يُفترض أن تكون سلمية، لكنها تحولت إلى مسيرة تحريضية بعد التحاق مجموعات يمينية متطرفة رفعت شعارات معادية للمهاجرين.
واندلعت إثرها مواجهات عنيفة استمرت عدة ليالٍ، أسفرت عن بعض الإصابات الطفيفة واعتقال 14 شخصًا، من بينهم زعيم مجموعة متطرفة تُدعى “اطردوهم الآن!”، دعت إلى “مطاردة المهاجرين” على تيليغرام، وقد تم توقيفه لاحقًا في برشلونة بتهمة التحريض على الكراهية.