هل تنجح ورقة “الابتزاز” في تبرئة سعد لمجرد من الاغتصاب؟

يلعب الفنان المغربي سعد لمجرد ورقته الأخيرة كجوكر لإنقاذ سمعته ومسيرته الفنية، مستندا إلى تسجيل يدعي من خلاله إدانة متهمته بمحاولة ابتزازه في القضية مقابل 3 ملايين يورو، أي ما يعادل 3 ملايير سنتيم مغربية.
وتمكن دفاع سعد لمجرد من تحويل مسار القضية إلى منحى جديد عنوانه “ابتزاز نجم”، بعدما كانت قد وصلت إلى طريق مسدود، فيما كان يترقب صدور الحكم النهائي في هذه المرحلة من التقاضي، يوم الجمعة المقبل.
وقررت محكمة الجنايات بفرنسا، التي تنعقد جلساتها بشكل سري بناء على طلب الطرف المدني، يوم أمس الإثنين، تأجيل متابعة قضية سعد لمجرد وفتح تحقيق قضائي جديد بغرض كشف ملابسات محاولة التسوية المزعومة وأسبابها والهدف من وراء المطالبة بها.
ومثل سعد لمجرد في حالة سراح، وتحت الإشراف القضائي أمام محكمة الاستئناف في منطقة فال دو مارن بكريتاي قرب باريس، يوم أمس، ضمن جولة جديدة من المحاكمة، بعدما كان قد طعن في الحكم الابتدائي الذي صدر في حقه سنة 2023، والذي قضى بسجنه ست سنوات بتهمة الاغتصاب والعنف.
وكانت محكمة الجنايات في باريس قد أدانت سعد لمجرد خلال المحاكمة الأولى بتهمة اغتصاب وتعنيف شابة فرنسية تُدعى لورا بريول، تعرف عليها داخل ملهى ليلي، قبل أن ترافقه إلى غرفة أحد الفنادق بالعاصمة الفرنسية سنة 2016.
وفي فبراير من عام 2023 كان لمجرد قد تمسك في جلسة النطق بالحكم بعدم اغتصابه لورا، كما تدعي، غير أن القاضي أدان سعد لمجرد بجريمة “الاغتصاب”، وقضى بسجنه 6 سنوات، ومنعه من ولوج التراب الفرنسي مدة 5 سنوات.
واستند القاضي في حكمه إلى مجموعة من العناصر لتحديد العقوبة، من بينها فارق السن، وإصراره على “إنكار” الحقائق، إضافة إلى تأثير الوقائع في حياة لورا، وكذا وعيه بالأفعال التي كان يرتكبها.
وأخذ القاضي بعين الاعتبار، شهادات عمال الفندق، والرسالة التي تركتها لورا لصديقة في الصباح نفسه، التي جاء فيها: “لقد تعرضت للتو للضرب والاغتصاب”، إلى جانب تمزق قميص لورا، وما أكدته خبرة الطب النفسي.
وبرر القاضي حكمه أيضا بوجود الحمض النووي، الخاص بلمجرد، على ملابس لورا، فيما لم يثبت وجود خدوش على ظهر سعد لمجرد.
وراعت المحكمة، وهيئة المحلفين، شهادة الطبيب الذي أكد أن الإصابات الجسدية “متوافقة” مع ما قالته لورا، وعدم وجود الحمض النووي لا يعني أنه لم تكن هناك عملية الإيلاج.
وحسب القاضي، فإن أقوال لورا جاءت “متطابقة” للأدلة التي تم تقديمها، مما عزز قرار الحكم الصادر في حقه، لكن لمجرد حينها قرر استئناف الحكم الصادر في حقه، متشبثا ببراءته، وقد تمكن من الحصول على المتابعة في حالة سراح مع خضوعه لمراقبة قضائية.
ويأمل سعد لمجرد بمعية دفاعه أن يحصل على البراءة بعد ظهور أدلة جديدة، استدعت فتح تحقيق مستقل ومعمق لمعرفة ملابسات وظروف هذه التسوية المالية التي بادرت إليها عائلة المدعية.
ويخشى “لمعلم”، صاحب أغنية المليار مشاهدة على “يوتيوب”، أن “يقبر” اسمه وينتهي مساره الفني، على غرار عدد من الفنانين كالشاب مامي، بسبب الفترة السجنية التي سيقضيها داخل زنزانة ستبعده عن الساحة الفنية طويلا.
وتضرر النشاط الفني للنجم المغربي سعد لمجرد بالفعل جراء هذه القضية منذ سنة 2016، كما أكد في أثناء الاستمتاع إليه خلال محاكمته الأولى سنة 2023، إذ لم يتنفس الصعداء إلا بعدما حصل على إذن القاضي باستئناف أنشطته ومواصلة إصدار أغانيه.
ويأمل عشاق لمجرد، الذي يحظى بشعبية جارفة في الوطن العربي، أن يحصل على البراءة أو تتقلص عقوبته في مرحلة استئنافه الحكم ليعود في أقرب وقت لمواصلة مسيرته الفنية بشكل طبيعي.